انتشار عناصر من إيران و"حزب الله" زاد الوضع سوءًا

القنيطرة.. إجراءات إسرائيلية تصعّب حياة الفلاحين والرعاة

camera iconالحدود السورية مع الجولان المحتل - أيار 2023 (عنب بلدي \ محمد فهد)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – القنيطرة

يعاني المزارعون والرعاة في قرى ريف القنيطرة من إطلاق نار يومي من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي باتجاه الأراضي السورية، وتحديدًا القرى المحاذية للحدود مع الجولان السوري المحتل.

ويتعرض المزارعون والرعاة لطلقات نارية من رشاشات وبنادق، في أثناء اقترابهم من السياج الحدودي لممارسة أعمالهم، سواء رعي الأغنام أو الاهتمام بالأراضي.

يضطر أحمد بكر من ريف القنيطرة الشمالي، الذي يملك 100 رأس من الأغنام والماعز، إلى أن يرعى قطيعه في الأراضي القريبة من الحدود باعتبارها أراضي غير مزروعة.

وقال لعنب بلدي، إنه لا يوجد لمربي المواشي في تلك المنطقة مرعى سوى الأراضي القريبة من الحدود كونها لا تُزرع، أما بقية الأراضي فهي مزروعة بالمواسم الشتوية أو الأشجار المثمرة، ولا يمكن الرعي إلا في هذه المناطق الوعرة القريبة من الشريط.

أحمد كغيره من رعاة الأغنام السوريين في تلك المنطقة، معرّض لخطر الاعتقال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي أو إطلاق النيران اليومي الذي تقوم به الدوريات.

المعاناة لا تخص الرعاة فقط

تشهد المناطق الحدودية بين سوريا والجولان المحتل استنفارًا شبه دائم من قبل دوريات جيش الاحتلال، لاشتباهها بأنشطة ينفذها عناصر إيرانيون أو تابعون لـ”حزب الله” اللبناني.

وسبق للمتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أن أعلن عبر “تويتر”، في 30 من كانون الأول 2022، عن اعتقال شخصين اقتربا من السياج الأمني.

وقال أدرعي، إن الشخصين نُقلا إلى داخل الأراضي المحتلة للتحقيق معهما، قبل إعادتهما إلى سوريا مجددًا، دون أن يوضح طريقة عودتهما.

وعادة ما تسلّم إسرائيل المعتقلين إلى لجان خاصة تتبع لـ”الصليب الأحمر الدولي”، الذي يتولى بدوره نقلهم إلى سوريا.

محمد رحال، أحد أبناء بلدة الحرية بريف القنيطرة الشمالي، يملك أرضًا مشجرة جانب الشريط الحدودي، قال لعنب بلدي، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أرسل آليات جرفت قسمًا من أرضه.

وبحسب محمد، منعته قوات الاحتلال من العمل في أرضه، حتى أصدرت بطاقة تخوّله دخول أرضه بعد تنسيق بين قوات “الأمن العسكري” وقوات الأمم المتحدة وجيش الاحتلال.

ورغم توزيع البطاقات، لا يزال الاحتلال يتخوف من دخول المزارعين والرعاة من الشريط الحدودي، ويطلق النار يوميًا على المواطنين المضطرين للاقتراب من المنطقة، كما يستخدم مكبرات الصوت للتحذير من عدم الاقتراب.

بدوره، “أبو ياسين”، مزارع جولاني فضّل التعريف عن نفسه باللقب، قال إن لديه محصولًا من التين يجب أن يقطفه حين نضجه، ولا يعرف كيف يصل إلى أرضه ويعتني بمحصوله، ولا أحد يسمع معاناته، بحسب تعبيره.

أما أحمد نصار (أبو علي)، وهو رجل طاعن في السن (80 عامًا)، فهو يملك 30 رأسًا من الماعز، لا يزال يرعاها في أراضيه القريبة من الحدود الإسرائيلية.

المزيد بعد حضور إيران و”حزب الله”

“أبو علي” قال لعنب بلدي، إنه لم يكن يعاني في البحث عن المراعي سابقًا، وخاصة خلال السنوات الماضية.

ولكن بعد إعادة السيطرة على المنطقة من قبل قوات النظام في عام 2018، وانتشارها مع “عناصر من إيران” و”حزب الله”، ازداد الوضع سوءًا بالنسبة للرعاة والمزارعين.

ولا يُسمح لأحد بالاقتراب من الشريط الحدودي أو الرعي بالقرب منه، إذ يتحرك العناصر الإسرائيليون بشكل فوري، ويخرجونهم من المنطقة أو يطلقون النيران.

ولا يستطيع “أبو علي” تأمين مرعى مناسب، إذ لا مراعي تكفي في المنطقة لكثرة الأراضي الزراعية فيها، كما قال.

وارتفعت وتيرة العمليات الأمنية على الحدود الجنوبية السورية بمحاذاة الجولان السوري المحتل، منذ مطلع العام الحالي، إذ أعلنت إسرائيل عن سلسلة من العمليات الأمنية ضبطت خلالها عمليات لتهريب المخدرات، كما أحبطت عددًا من عمليات التسلل باتجاه أراضيها من قبل أفراد قالت إنهم على صلة بإيران.

احتلت إسرائيل الجولان السوري عام 1967، وأعلنت عن ضمه رسميًا في عام 1981، ونالت اعترافًا أمريكيًا بعملية الضم عبر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي وقع قرارًا يعترف بسيادة إسرائيل عليه في عام 2019.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة