تركيا تباشر إخلاء مخيمات متضرري الزلزال.. سوريون بلا بدائل

من فعاليات جمعية "معًا" الخيرية في مخيم بمدينة الريحانية جنوبي تركيا- 27 من نيسان 2023 (جمعية معًا)

camera iconمن فعاليات جمعية "معًا" الخيرية في مخيم بمدينة الريحانية جنوبي تركيا- 27 من نيسان 2023 (جمعية معًا)

tag icon ع ع ع

أخلت السلطات التركية مخيمات ومدارس كان يقطنها متضررون من الزلزال، بينهم سوريون، وأجلت عددًا منهم إلى منازل متنقلة (كرفانات).

وبحسب ما قاله لاجئون من سكان أحد المخيمات قابلتهم عنب بلدي، فإن قرار الإخلاء يبدأ من اليوم، الخميس 13 من تموز.

وتقيم في مخيم “معًا” بمدينة الريحانية التابعة لولاية هاتاي 50 عائلة سورية إلى جانب عائلات تركية أخرى من المتضررين القادمين من عدة ولايات في الجنوب التركي، منذ عدة أشهر.

وأعطت إدارة المخيم مهلة يومين للمقيمين في المخيم للإخلاء، وتنتهي المهلة بحسب السكان اليوم، الخميس، ما ترك الأهالي في حيرة حول المكان الذي سيتوجهون إليه.

فريدة الأحمد، سيدة سورية تقطن في المخيم، قالت لعنب بلدي، إنها كانت تقيم قبل الزلزال في إحدى قرى مدينة إصلاحية التابعة لولاية غازي عينتاب، في منزل واحد مع عائلتها وعائلتي ابنها وابنتها.

وعقب الزلزال الذي دمر حيًا كانت تقطنه، انتقلت فريدة وعائلتها للعيش في المخيم منذ آذار 2023.

واضطرت فريدة مع عائلتها للذهاب إلى مدينة الريحانية جنوبي البلاد، كونها من المناطق الأقل تضررًا في الجنوب التركي، واستقرت في مخيم “معًا”، الذي استمد اسمه من جمعية “معًا” السورية.

أوضاع “مأساوية”

سكنت فريدة مع عائلتها المكوّنة من 11 شخصًا في خيمة واحدة، وبسبب مرض زوجها الذي أقعده عن العمل، ومعاناة ابنتها من فتحة في القلب، لم يكن أمام العائلة خيار أفضل.

بدأت السيدة العمل في مشغل خياطة منذ شهرين لإعالة عائلتها، بأجرة يومية لا تتجاوز 250 ليرة تركية، ويعمل ابنها إلى جانبها مقابل 200 ليرة تركية في اليوم الواحد، محاولين سد احتياجات العائلة.

قالت فريدة، إن إدارة المخيم أعطتهم مهلة يومين للمغادرة، وعرضت على العائلات ثلاثة آلاف ليرة تركية مقابل عودتهم إلى ولاياتهم الأصلية.

أكثر ما يشغل تفكير فريدة اليوم هو كيف ستطعم عائلتها في حال خرجوا من المخيم، خصوصًا أن جمعيات خيرية كانت مسؤولة عن تأمين وجبات الطعام للسكان، ما أزاح عن كاهلها جزءًا من العبء، بحسب ما قالته لعنب بلدي.

“كرفانات” للأتراك فقط

فريدة قالت لعنب بلدي، إن إدارة المخيم أخطرت السكان بأنهم سيخرجون إلى منازل مسبقة الصنع، لكن هذا الخيار ليس متاحًا لجميع القاطنين، إذ لا خيارات للاجئين السوريين بعد مغادرتهم المنطقة.

“في حال أخرجوني من المخيم سأبقى مع عائلتي في الشارع، على الرغم من أنهم عرضوا علي مبلغًا مقابل عودتي إلى منطقة إصلاحية، لكن لم يتبقَّ فيها منازل صالحة للسكن”، قالت فريدة.

وأضافت أن خيار الإقامة في مدينة الريحانية نفسها ليس متاحًا مع موجة ارتفاع إيجارات المنازل، خصوصًا أن سكان المناطق المتضررة من الزلزال توافدوا للإقامة فيها مؤقتًا.

ومع الضغط الذي يعانيه قطاع إيجار العقارات في الريحانية، لا يمكن الحصول على منزل إيجاره أقل من خمسة آلاف ليرة تركية شهريًا، وهو مبلغ كبير بالنسبة لسكان المناطق الجنوبية.

زار قائم مقام الريحانية المخيم، وطلب من السيدة وعائلتها التوجه إلى مركز “أورينت” في المدينة لتسلم “كرفان”، ولكن المركز رفض تسليمها، بحسب ما قالته لعنب بلدي.

استثناءات

“أم حسن”، أرملة سورية من سكان المخيم، طلبت عدم الإشارة إلى اسمها الكامل لأسباب خاصة، دخلت إلى تركيا بقصد علاج طفليها المريضين في مستشفى “الدولة” بمدينة أنطاكيا، ونُقلت مع أطفالها الثلاثة إلى مخيم “معًا” عقب الزلزال.

تكفلت إدارة المخيم بإجلاء عائلة أم حسن إلى “كرفان” إلى جانب عائلتين سوريتين فقط من أصل 50 عائلة سورية.

وقالت “أم حسن” لعنب بلدي، إن عديدًا من جيرانها السابقين في المخيم أمام مصير مجهول، لا يعلمون إلى أين سيذهبون.

ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين في تركيا حوالي ثلاثة ملايين و344 ألفًا و92 لاجئًا، ويقيم ما يقارب نحو مليون و750 ألف شخص منهم في مدن الجنوب التركي التي وقع فيها الزلزال مؤخرًا، بحسب أحدث إحصائية صادرة عن رئاسة الهجرة التركية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة