هل شاهدت ضربة ميسي وسواريز؟

ضربة الجزاء الثنائية.. من صاحب أول ركلة من هذا النوع؟

tag icon ع ع ع

تابعت جماهير كرة القدم الأسبوع الماضي أسلوبًا غريبًا لتنفيذ ضربات الجزاء، لم تعتد عليه في مختلف بطولات اللعبة حول العالم، لكن ضربة الجزاء الثنائية لم تكن الأولى في تاريخ كرة القدم، بل تكررت عدة مرات منذ إقرار قانون ضربة الجزاء عام 1891.

ضربة الجزاء التي أهداها ميسي لسواريز في مسائية الكتلان أمام سلتافيغو في الدوري الإسباني المرحلة 23، لم تكن لاعبًا وحارسًا وجهًا لوجه كما هو متعارف عليه، ولكنها لاعبان مقابل حارس وحيد، فقد قام النجم الأرجنتيني، المنفذ الوهمي لضربة الجزاء، بتمرير الكرة لزميله الأوروغواياني الذي سددها بدوره في المرمى، ليسجل هدفه الشخصي الثالث (هاتريك)، في مباراة انتهت بفوز الكتيبة الكاتالونية بستة أهداف مقابل هدف وحيد.

ما هو قانون اللعبة في هذه الحالات؟

بالعودة إلى قانون ضربة الجزاء، فإن ذلك صحيح وشرعي، بحسب قوانين اللعبة، لكنه مقيد بشروط يجب على من يرغب بتنفيذ مثل هذه الألعاب أن يتقنها، وإلا فإهدارها غير مقبول بالنسبة للجماهير، خصوصًا أن نسبة تسجيلها تفوق بكثير نسبة الإهدار.

ويتحتم على المنفذ الوهمي لضربة الجزاء الذي يقف على علامة الجزاء (11 مترًا)، أن يلعب الكرة حصرًا إلى الأمام، إذ لا يصح تمريرها للمنفذ الرئيسي للخلف.

وعلى “الوهمي” أن ينتبه أيضًا ألا يلمس الكرة مرة ثانية أو يحاول أن يعاود تسديدها بنفسه على المرمى، إذ لا يحق له لمسها إلا بعد أن تلمس لاعبًا آخر كزميله أو أحد لاعبي الفريق الخصم.

والشرط الأخير، الذي على المنفذ الرئيسي أن يحذر منه، هو أنه لا يجوز له دخول منطقة الجزاء إلا بعدما تتحرك الكرة من مكانها، أما تجاوزه منطقة الـ 16 قبل تحريك زميله للكرة فيجعل الحركة لاغية ويتحتم على الحكم إعادتها.

وقد نجح ميسي وسواريز بتأديتها على أتم وجه، وتمكن سواريز من متابعتها دون عناء. المنفذ الرئيسي لم يكن سواريز صاحب الهدف، بل زميله نيمار الذي صرح أنه تدرب على الكرة مع ميسي وكان من المفترض أن يقوم هو بتسديدها، لكن سواريز كان الأسرع ونجح باستغلال الفرصة وزيادة رصيده من الأهداف.

وبينما انتقدت جماهير نادي سلتافيغو تنفيذ الركلة بهذه الطريقة، واعتبروها استهزاء بالفريق المنافس، رد كابتن الفريق الكتالوني إينيستا أنها لا تعكس قلة الاحترام، وعقب كريستيانو رونالدو خلال مؤتمر صحفي في روما أنه يعلم بالضبط لماذا قام ميسي بهذه الطريقة، في إشارة إلى تساوي عدد أهداف رونالدو مع أهداف سواريز عند تسجيل الأخير لضربة الجزاء الثنائية.

براءة الاختراع

تناولت العديد من الصحف الرياضية العالمية الطريقة “غير التقليدية” لضربة الجزاء على أنها طريقة جديدة في عالم اللعبة، والملفت أن هناك من نسب اختراعها لميسي، في إضافة إنجاز جديد له في ميدان كرة القدم، ولكن تاريخ الضربة الثنائية لم يبدأ الأسبوع الماضي، بل قبل قرابة 60 سنة.

وتعود براءة اختراع الركلة للاعب البلجيكي ريك كوبنز، ونفذها عام 1957 في مباراة بلجيكا وإيسلندا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في السويد 1958، وقد نفذها كوبنز مع زميله أندريه بايترز الذي أودع الكرة المرمى لتكون الأولى من نوعها في التاريخ.

في العام نفسه وضمن نفس التصفيات نفذت الركلة الثنائية في مباراة إيرلندا الشمالية والبرتغال بأقدام لاعبي إيرلندا الشمالية داني بالنشفلورز ومايكل روي، ونجحا بتسجيلها.

الأسطورة كرويف يتعرض لعقوبة

في الدوري الهولندي 1982 قام يوهان كرويف بتنفيذ الضربة الثنائية في مباراة أياكس وهيلموند، عندما مرر الكرة من نقطة الجزاء لزميله أولسن، الذي كاد أن يفشل في التسجيل، وأعاد الكرة مرة أخرى إلى كرويف ليقوم بتسجيلها في المرمى.

لكن الغريب حينها أن كرويف وأولسن تعرضا لعقوبة من إدارة النادي الهولندي بتهمة عدم الانضباط السلوكي. ويعتبر كرويف الملهم الكروي لنادي برشلونة الإسباني.

تنفيذ كوري عالي الدقة

كما نفذ لاعبا نادي جيونبوك موتورز الكوري الجنوبي، ركلة الجزاء الثنائية بإتقان عالٍ جدًا، وقام المنفذ الوهمي بخداع الحارس وإيهامه بتسديد الكرة وعندما أصبح المرمى خاليًا تمامًا مرّر الكرة بطرف قدمه لزميله المنفذ الرئيسي، ونجح بتسجيل هدف الفوز الوحيد لفريقه أمام غريمه التقليدي في كوريا بوهانغ ستيلرز في كلاسيكو الدوري الكوري.

الفشل وارد

العنوان الذي وسمت به ركلة الجزاء الثنائية التي نفذها تيري هنري وروبيرت بيريز، عندما فشل لاعبا الأرسنال في تكرار فعلة كرويف أمام مانشستر سيتي في الدوري الإنكليزي عام 2005.

وبدا اللاعبان وكأنهما لم يتدربا جيدًا على اللعبة التي أدت إلى إهدار ركلة الجزاء، الأمر الذي لم يعجب بالطبع الجماهير الإنكليزية وزملاءهم في الفريق، وأثار سخرية الصحافة الإنكليزية إذ شبهت اللاعبين بالأحمقين اللذين لا يتقنان التقليد.

الملاعب العربية

نجم الأهلي المصري صالح سليم سبق الثنائي العالمي أيضًا بتنفيذ ركلة الجزاء الثنائية، عندما قام بتمرير الكرة لزميله الراحل محمود الجوهري الذي سددها مباشرة في الشباك، في مباراة الأهلي المصري ونادي المينا عام 1962.

أطلق النادي الكتالوني حملة على شبكات التواصل الاجتماعي لإشراك جماهير النادي في نشر هاشتاغ ركلة الجزاء السحرية، وتصدرت الركلة مختلف عناوين الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية الرياضية حول العالم.

الضربة الثنائية هي فقط طريقة بين العديد من الطرق الذكية لتنفيذ ضربة الجزاء، ومنها طريقة النجم البرازيلي سقراط الذي ابتكر ركلة جزاء من نوع آخر عندما قام بتسديد الكرة بالكعب.

طريقة البانينكا المشهورة أيضًا، واخترعها انتون بانينكا ونفذها لأول مرة في مباراة تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الغربية عام 1976 وسط المرمى بطريقة خادعة للحارس.

ومن أبرز من قلد طريقة البانينكا الإيطالي بيرلو، والفرنسي زين الدين زيدان في ضربته الشهيرة في مرمى بوفون نهائي كأس العالم 2006.

ومن أغرب ركلات الجزاء أيضًا خدعة لعب الكرة بالقدم الأخرى، إذ يتقدم اللاعب كأنه سيسددها باليمنى ثم يفاجأ الحارس بتسديدها باليسرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة