داء الحصيات البولية.. أحد أشيع أمراض الجهاز البولي

داء الحصيات البولية
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

تعتبر الإصابة بالحصيات الكلوية، إضافة للإنتانات البولية، أشيَع أمراض الجهاز البولي، ورغم أن هذا المرض قد عرف منذ القديم، ورغم الدراسات التي أجريت وتجرى حوله، مازال السبب الرئيسي لتشكل هذه الحصيات غير محدد بدقة. ولأن هذا المرض مزمن، ومؤثر على نوعية الحياة، إضافة لكونه مرضًا شديد النكس، لذلك فإنه يحتاج لمتابعة واهتمام خاص من قبل المريض والطبيب والمجتمع بشكل عام.

الحصيات البولية هي عبارة عن ترسبات من الأملاح والمعادن على شكل حبيبات صغيرة جدًا (بللورات) في الجهاز البولي، والتي تتجمع معًا وتلتصق لتشكل كتلًا مختلفة الأحجام والأشكال والتركيب، فيمكن أن يتراوح حجم الحصاة الواحدة من حجم حبة الرمل إلى عدة سنتيمترات، ويمكن أن تكون ملساء أو خشنة، وتتركب معظم الحصيات البولية من الكالسيوم، كما يمكن أن تتركب من الأوكزالات أوحمض البول أوالسيستين.

ويمكن أن تتشكل الحصيات في أي مكان من الجهاز البولي، ولكن أكثر الأماكن شيوعًا لتشكلها هي الحويضة (مكان خروج الحالب من الكلية)، ومنطقة مرور الحالب فوق الأوعية الحرقفية، ومنطقة دخول الحالب في المثانة، وذلك لأن هذه الأماكن الثلاثة هي نقاط تضيّق طبيعية في السبيل البولي.

ما الأسباب المؤهبة لتشكل الحصيات البولية؟

  • يرجع السبب الرئيسي لنقص كمية السوائل التي يستهلكها الجسم، مما يزيد من ترسب الأملاح والمعادن في البول.
  • بعض الأمراض الاستقلابية في الجسم، مثل فرط نشاط جارات الدرق، والورم النقوي العديد، والآفات الحالة للعظم، النقرس.
  • كثرة أكل البروتينات الحيوانية.
  • العيوب التشريحية والخلقية في أي جزء من أجزاء السبيل البولي، مثل تضيق الوصل الحويضي الحالبي، الجذرالمثاني الحالبي، كلية بشكل نعل الفرس.
  • الإنتانات البولية المتكررة.

علمًا أن داء الحصيات البولية تصيب الذكور أكثر من النساء بنسبة واحد من كل ثلاثة.

ما أنواع الحصيات البولية؟

  • حصيات أوكزالات الكالسيوم، قاسية، خشنة، صغيرة، معظمها ناجمة عن ارتفاع الكالسيوم أو نقص السيترات في البول، وعند ثلثي المرضى قد نجد اضطرابات استقلابية مرافقة، وهي تشكل ( 80-85%) من مجمل الحصيات البولية.
  • حصيات إنتانية، وهي مكونة من المغنيزيوم والأمونيوم (صفراء سهلة التفتت) وفوسفات الكالسيوم (صفراء أو بنية)، تشاهد بشكل أشيع عند النساء، ويمكن أن تنكس بسرعة، وتتظاهر عادة على شكل حصيات قرن الوعل في الحويضة، ونادرًا ما تصل للحالب، وهي تشكل حوالي (20%) من مجمل الحصيات.
  • حصيات حمض البول، صفراء محمرة، قاسية، صغيرة، شفافة على الأشعة، وتشاهد غالبًا عند الذكور المصابين بالنقرس أو الأورام، مع أن أغلب المصابين بهذه الحصيات ليس لديهم فرط حمض البول في البول، وتشكل حوالي (5-10%) من مجمل الحصيات البولية.
  • حصيات السيستين، صفراء، ناعمة، متعددة غالبًا، خفيفة الظل على الأشعة، تنشأ عن خلل ولادي استقلابي يؤدي إلى امتصاص زائد عبر مخاطية الأمعاء الدقيقة لحمض أميني هو السيستين، وتشكل حوالي (2%) من مجمل الحصيات البولية مع قمة حدوث من عمر عشر سنوات إلى عمر 30 سنة.
  • حصيات الكزانتين والسيليكات والترياميترين، وهي حصيات نادرة المشاهدة.

ما أعراض هذا المرض؟

في الحالات الطبيعية عند تكوّن الحصيات وبقائها دون تحرك في الكلى فإن المريض لا يشعر بأي أعراض، لكن مع تزايد تراكمها داخل الكلى، وكبر حجمها، فإنها تسبب ألمًا في ناحية أسفل الظهر، وهذا الألم لا يتراجع مع الوقت وإنما يزداد حدة، وفي حال تحركت حصاة إلى المثانة تحدث للمريض عدة أعراض تستدعيه للذهاب إلى الطبيب، وقد تكون شديدة لدرجة أنه يراجع قسم الطوارئ في المشفى، وتشمل هذه الأعراض:

  • الألم، وهو ما يسمى بالقولنج الكلوي، ويكون هذا الألم حادًا ومفاجئًا، ويبدأ في الخاصرة وينتشر على مسار الحالب وصولًا للأعضاء التناسلية، ويختلف موقع وشدة الألم بحسب حجم الحصاة ومكان وجودها.
  • البيلة الدموية، توجد عند 90% من مرضى الحصيات، وقد يذكر المريض قصة بول غامق اللون، أو قد لا تكشف الكريات الحمر إلا عن طريق الفحص المجهري للبول.
  • الغثيان والإقياء، فعادة ما يترافق انسداد السبيل البولي العلوي مع الغثيان والإقياء.
  • الإنتان، وذلك نتيجة الانسداد والركودة البولية في المنطقة الأعلى من الحصاة المنحشرة، فتحدث حرقة أثناء التبول، ورائحة كريهة للبول، و يمكن أن يؤدي الإنتان بحد ذاته إلى ألم قولنجي.
  • ارتفاع الحرارة، مع التنبيه إلى أن الترافق بين الحصيات البولية والترفع الحروري يعتبر حالة طبية طارئة لأنه قد يدل على حدوث خراج.

ورغم هذه الأعراض التي تسببها الحصيات البولية إلا أنها بعد أن تشخص يمكن علاجها، سواء بالأدوية أو بالتفتيت بالأمواج الصادمة أو بالتنظير أو بالجراحة، كما يمكن لتعديلات طفيفة في النظام الغذائي عند المريض أن تقلل من احتمال تشكل الحصيات البولية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة