الاضطراب الأمني والفقر يدفعان جامعيي درعا لتغيير رغباتهم

مبنى كلية الاقتصاد في جامعة درعا- 28 من أيلول 2023( عنب بلدي/ سارة الأحمد)

camera iconمبنى كلية الاقتصاد في جامعة درعا- 28 من أيلول 2023( عنب بلدي/ سارة الأحمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

رغم حصوله على مجموع يخوله الالتحاق بكلية الطب البشري في دمشق، قرر أسامة المفاضلة على اختصاص الرياضيات في جامعة “درعا” بعد معارضة أهله التسجيل بجامعة خارج المحافظة لمخاوف أمنية.

حال أسامة كحال العشرات من طلبة درعا الذين التحقوا بكليات لا يرغبون بها لأسباب أمنية أو مادية أثرت على طموحهم وغيرت طريق مستقبلهم.

ضريبة الخوف من الاعتقال والخطف

تتخوف عائلة أسامة من اعتقال ابنها، كون والده وأقاربه معارضين للنظام، أو من كتابة تقارير أمنية كيدية بحق أسامة، لذا قررت العائلة تسجيله بأي فرع جامعي يختاره في درعا، إذ لا يوجد اختصاص الطب البشري ضمن كليات جامعة “درعا”، بحسب ما قاله أسامة لعنب بلدي.

الطالبة شهد، فاضلت على قسم الإرشاد النفسي في جامعة “درعا”، رغم رغبتها دراسة اللغة الفرنسية في كلية الآداب بجامعة “دمشق”، وذلك بسبب خوف أهلها من سفرها خارج المحافظة نظرًا إلى الظروف الأمنية في البلاد.

قالت شهد لعنب بلدي، إن “لكل طالب طموحًا منذ الصغر، إلا أن الظروف الحالية غيرت الكثير”، ورغم قرب بداية العام الدراسي وبدء حياة جامعية جديدة، فإنها لا ترغب بدراسة اختصاص لم يكن هدفها، وفق قولها.

والأدب الفرنسي هو أحد فروع جامعة “درعا”، ولكن توقف العمل به في عام 2013، جراء نقص الكادر التدريسي وحُول طلابه إلى جامعة “دمشق” لإكمال دراستهم هناك منذ ذلك الوقت.

لم يختلف الأمر لدى سوسن قطيفان، إذ رفضت عائلتها دراستها خارج محافظة درعا لذات الأسباب التي عانتها شهد.

وقالت سوسن، إن أهلها قلقون عليها من عمليات الخطف والاعتقال التي تعرض لها طلاب خلال السنوات الماضية، والتي تركت أثرًا سلبيًا في نفوس الأهل، دفعت بعضهم إلى عدم السماح لأبنائهم بإكمال الدراسة وخاصة الإناث.

تكاليف مرتفعة

لم تكن الظروف الأمنية سببًا لعدم دراسة محمد خير في كلية الإعلام بدمشق، إنما الأحوال المادية التي دفعته للمفاضلة على قسم علم الاجتماع بدرعا لأن قسم الإعلام غير متوفر فيها.

ويعمل محمد خير حارسًا ليليًا لمشاريع زراعية بأجرة يومية تصل إلى 25 ألف ليرة سورية، لذا وجد الدراسة في درعا أقل تكلفة، إذ يستطيع الذهاب والإياب يوميًا، ومتابعة عمله وتأمين مصاريف الدراسة.

وقال محمد، إنه يتقن التصوير ويحب قراءة المقالات، وكان يرغب أن يعمل في مجال الصحافة، ولكن الاختصاصات في درعا محدودة وكلية الإعلام ليست من ضمنها، مضيفًا أنه “شعر بغصة” عندما حدد رغباته في التسجيل، إذ كان يطمح أن يضع كلية الإعلام رغبة أولى، ولكن ظروفه المادية منعته من دراسة الفرع الذي يحب.

تتشابه حال محمد مع حال لين أبو نبوت التي ترغب دراسة هندسة العمارة في دمشق، إلا أن ظروف أهلها المالية حرمتها من المفاضلة على هذا الاختصاص، لذا فاضلت على فرع الرياضيات في درعا.

وتعتبر جامعة “درعا” فرعًا تابعًا لجامعة “دمشق”، تتوفر فيها اختصاصات الحقوق والرياضيات وكليات التربية والأدب الإنجليزي واللغة العربية والعلوم، وتعاني الجامعة نقصًا في الأمكنة، خاصة بعد إغلاق الكليات في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي بعد عام 2011، إذ خرجت عن الخدمة عام 2012، وحُول طلابها إلى كليات البانوراما في مركز مدينة درعا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة