tag icon ع ع ع

جريدة عنب بلدي – العدد 53 – الأحد – 24-2-2013

24كارمن هادي

تستقبل الأردن ومخيماتها حوالي 2000 نازح سوري يوميًا، ليصل إجمالي النازحين إلى حوالي ١٢٨ ألف سوري أغلبهم قدموا من المناطق الحدودية ومن محافظتي حمص وريف دمشق. وتقوم السلطات بتوزيعهم بين مخيمي الزعتري والرمثا وسط ظروف غاية في السوء، وذلك بعد تصنيفهم كنازحين وتسليمهم على بطاقات نزوح صفراء لتمييزهم عن باقي القادمين السوريين.

وبعد موجة الثلج التي اجتاحت الأردن وأدت لمشاكل كارثية في المخيمات (8-9 كانون الثاني 2013)، لجأت بعض الأسر لمغادرة مخيم الزعتري، الذي تُمنع الأسر من مغادرته إلا في حال وجود كفيل أردني، لتنشأ بذلك تجارة من نوع خاص، إذ يلجأ البعض لتأمين كفيل أردني مقابل مبلغ مادي. اللاجئة السورية (ن . ح) قالت لعنب بلدي أنها دفعت مبلغ 300 دينار أردني (أي ما يعادل 40 ألف ليرة سورية) مقابل تأمين الكفيل الأردني وخروجها مع أسرتها من الزعتري.

وتنتقل غالب الأسر السورية بعد ذلك للسكن في مخيم الحسين الذي يعتبر المكان الوحيد الذي يسمح للنازحين السوريين بالسكن فيه في العاصمة عمان، ويُسمح للعامل السوري بالعمل في نطاق المخيم حصرًا، بالرغم من ندرة فرص العمل فيه وقلة العائد المادي، وقد سجلت عدة حالات استغلال للسوريين تمثلت بعدم دفع أرباب العمل لرواتبهم.

ويعاني النازحون السوريون في حال خروجهم من المخيمات من مشكلة حرمانهم من المعونات المادية والعينية التي كانت تصلهم، على قلتها وعدم كفايتها كما تقول اللاجئة ن. ح. وغيرها، وتزداد المعاناة في حال وجود حالات مرضية تستوجب النقل للمستشفيات.

وفي حديث مع الناشطة السورية «هلا جديد» التي قدِمت للأردن، مع مجموعة من الأطباء السوريين المقيمين في الولايات المتحدة، للإطلاع على أحوال النازحين السوريين وتقديم الدعم المادي والمعنوي، وبعد زيارتها لعدد من الجرحى السوريين، قالت أن أحد الجرحى لم يكن يشكو ألم الرصاصة التي اخترقت رئته وكادت تقتله، ولا من الشرطي الأردني الذي يرافقه «كظله» كونه من سكان الزعتري (أي بدون هوية)، ولا من ضيق الحال وقلة الحيلة في دفع فاتورة المشفى العالية، كانت شكواه الوحيدة والتي قالها بصوت أقرب للهمس: «أرجوكم ساعدوا رفاقي الثوار في الداخل، أنا بخير لا تتركوهم، هم وحيدون.»

الطبيب السوري حامد . ب المقيم في أمريكا قال أنه «دهش» أثناء زياراته الميدانية لعدد من المرضى السوريين النازحين، من الأوضاع والظروف التي يمرون فيها، وأن أكثر ما لفت انتباهه تعدد حالات التشوه الخلقي عند الأطفال حديثي الولادة، خصوصًا القادمين من باباعمرو، حيث أن هذه التشوهات تترافق مع تعرض الأم للمواد الكيماوية في فترة الحمل ومنها حالة نادرة لثلاثة أطفال مصابين باستسقاء بالرأس وفتق في النخاع الشوكي.

ومن ضمن المبادرات الإنسانية قام «اتحاد المرأة الأردنية – مركز مخيم الحسين للفتيات اليتيمات» وبرعاية عدد من السوريين بمحاولة لدمج الأسر السورية في المجتمع الأردني، وتأمين العمل لرب الأسرة لتحقيق اكتفاء ذاتي، بعد أن تم توثيق عدة حالات تم خلالها استغلال وضع العامل السوري وامتناع رب العمل عن دفع الراتب للعامل السوري.

وبعد قيام عدد من الناشطين السوريين بجولة ميدانية في أنحاء مخيم الحسين للإطلاع على أوضاع اللاجئين السوريين والمشاكل التي يعانون منها، تم وضع خطة مستقبلية للعمل على تحقيق اكتفاء ذاتي والقيام بمبادرة تشمل تأمين الدعم المالي لبعض المشاريع الصغيرة التي تعمل على تشغيل النساء السوريات النازحات بأعمال التطريز والخياطة والطبخ، كل حسب مقدرته وخبرته وإقامة معارض لعرض منتجاتهم، بما يحقق عائدًا ودخلًا للمرأة والعائلة.

وفي مجال دعم الطفولة تم التأكد من التزام الأطفال بالدوام في المدارس وعدم تسربهم، حيث لوحظ عدد من حالات تشغيل الأطفال من قبل الأهالي. كما تم تنظيم حفلات أسبوعية للأطفال تتضمن نشاطات من الرسم والغناء لإعطائهم الفرصة للتعبير عما يجول في خواطرهم وذلك بإشراف عدد من المختصات الاجتماعيات وبرعاية سيدات سوريات.

مقالات متعلقة