دليلك.. كيف تصبحين عضوة مجلس استشاري نسوي؟

tag icon ع ع ع

ملاذ الزعبي

أتى إعلان الناشط ستيفان دي ميستورا عن المجلس الاستشاري النسوي ليشكل بصيص ضوء ينير النفق السوري المظلم… إلخ إلخ إلخ، وأثارت عملية اختيار العضوات والعظايات المشاركات في المجلس العديد من التساؤلات حول الآليات التي تم بها اختيارهن ليمثلن السوريات بمختلف شرائحهن.. فيما يلي دليل سريع لكَ ولكِ لكيفية حجز مقعد في أي مجلس استشاري نسوي مقبل.

  • ترفعي عن الثورات، وخاصة إن كانت ثورات شعبية تقوم بها فئات مهمشة، هؤلاء لا يفكرون أساسًا بتشكيل مجلس استشاري، فما بالك بنسوي. ركزي عملك على الهيئات الرسمية، فعمل هذه الأخيرة قائم على اللجان والمجالس الاستشارية، تماما كاللجان التي تشكلها الأنظمة لتمييع أي قضية.
  • مر الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه برجل يدعو ويقول: اللهم اجعلني من عبادك القليل. فقال له: من أين أتيت بهذا الدعاء؟ فقال الرجل: إن الله سبحانه وتعالى يقول: وقليل من عبادي الشكور.

ولو بحثت عن مصطلح “أكثر الناس” في القرآن الكريم لوجدت بعدها: ﴿وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ أو ﴿وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ أو ﴿وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾.

بالمقارنة فيما سبق بين محاسن القليل ومساوئ الكثير، نستنتج أن الانتماء الأقلوي قد يساعد كسيرًا كسيرًا.

  • إن كنت من سيئات الحظ المدموغات بدمغة الأكثرية فحاولي أن تكوني خلاقة، ما رأيكِ باختراع أقليتك الخاصة: عليّة القوم مثلًا، أو الطائفة الراقية الكريمة.
  • إذا تلقيت أي دعوة فلا تخيبي دعوة الداع إذا دعاك: ورشة عمل، مؤتمر إقليمي، دورة تدريبية، لقاء دولي، اجتماع دوري، زيارة استطلاعية، إطلالة إعلامية. كل هذه القصص مرتبط بعضها بالبعض الآخر، من يعلم، قد تستيقظين بعد إحدى هذه المشاركات لتجدي نفسك مستشارة نسوية.
  • هل وصلت لمرحلة أنثى الأخطبوط؟ باشري ببعض التمارين الرياضية عن كيفية امتلاك عشرات الأذرع والأرجل ووضعها في مختلف الأماكن.
  • التأييد المضمر أو المعلن للجيش العربي السوري وجهة نظر يفضل أن تعبر عنكِ. بشكل عام حافظي على قربك من الجيوش المنضبطة القادرة على التدمير الواسع.
  • قاعدة مهمة تذكريها دائمًا: أعمدة تدمر أهم من نساء تدمر ورجال تدمر وأطفال تدمر، بالإمكان استبدال تدمر بأفاميا أو قلعة الحصن أو بصرى في سياقات أخرى.
  • “ليس المهم الفوز، المهم المشاركة في هذا العرس الوطني الكبير”، ضعي هذا الشعار الذي نحته الإعلامي الرياضي السوري جوزيف بشور كحلقة في أذنك.
  • باشري بالعمل كمديرة لأحد الأذرع الإعلامية التابعة للنظام السوري، وصولك لهذا المركز دليل نجاح نسوي وأمني في آن معًا، دعك من تلك المسلسلات التي تنتجينها ويعمل بعضها منهجيًا على تشويه صورة المرأة السورية في المناطق الثائرة على النظام.
  • إذا وجه لك سؤال: من ارتكب مجزرة الكيماوي؟ بماذا تجاوبين أيتها الشاطرة: الله يفرج أحسن شي. أما إن سألك صحفي أبله عن اعتقال واغتصاب رجال الأمن للسوريات في أقبية الأفرع الأمنية فرددي فورًا: أنا لا مع هدول ولا مع هدول.
  • أخيرًا: عليك بقليل من الذكورية، إن لم تنفع فهي لا تضر.

ملاحظة أخيرة لفئة النسويات المرشحات للمجالس الاستشارية في فترة مقبلة: استخدام كلمة العظايات في الفقرة الأولى للدلالة على التلون الحربائي وليس سخرية ذكورية من عضوات المجلس.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة