في ذكرى وفاة حافظ الأسد.. أشهر خمس مجازر نفذتها قواته

tag icon ع ع ع

يصادف اليوم، الجمعة 10 حزيران، الذكرى السادسة عشرة لوفاة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، عن عمر ناهز 70 عامًا، قضى منها 30 عامًا في سدة الحكم بعد انقلاب عسكري نفذه على الرئيس الأسبق نور الدين الأتاسي، عام 1970، أطلق عليه وصف “الحركة التصحيحية”.

ووطد الأسد (الأب) حكمه في سوريا بقبضة حديدية استخدمها ضد خصومه السياسيين، ثم تفرّغ للقضاء على المعارضة الداخلية التي كانت أبرزها جماعة “الإخوان المسلمين”، باعتماد أسلوب المجازر سبيلًا لتطويع مجتمعات بأكملها.

وفيما يلي خمس مجازر نفذتها قوات الأسد خلال حقبتي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي بحسب تسلسلها الزمني، هي أبرز الانتهاكات والجرائم التي شهدها عهده “الدموي”، كما يوصف:

مجزرة تل الزعتر:

في حزيران عام 1976، نفذت قوات حافظ الأسد والميليشيات المارونية برئاسة بيير الجميل حصارًا لمخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين، شمال شرق العاصمة اللبنانية بيروت، في ظل الحرب الأهلية والطائفية التي شهدتها لبنان طيلة سنوات.

حصار المخيم الذي يقطنه حوالي 35 ألف نسمة استمر أكثر من شهر، وتلّقى حوالي 55 ألف قذيفة متنوعة، ليسقط المخيم بيد القوات المحاصرة في منتصف آب من العام ذاته.

تقول مؤسسات ومراصد حقوقية إن ثلاثة آلاف فلسطيني على الأقل قتلوا في تل الزعتر عقب دخول القوات المشتركة، معظمهم ذبحًا بالسكاكين.

مجزرة جسر الشغور:

في إطار حربه المعلنة ضد جماعة “الإخوان المسلمين”، نفذت قوات حافظ الأسد سلسلة مجازر في محافظة إدلب، كان أبرزها مجزرة جسر الشغور في آذار 1980، حين حوصرت المدينة الواقعة شمال غرب المحافظة، وقصفت بالمدفعية وقذائف الهاون، ثم اجتاحتها القوات.

تقول مصادر محلية إن نحو 100 رجل وامرأة وطفل قتلوا عقب دخول قوات الأسد إلى جسر الشغور، بعضهم مثل بجثثهم، وأحرق فيها نحو 30 منزلًا واعتقل العشرات من أبنائها.

مجزرة سجن تدمر:

في 27 حزيران عام 1980، نفذت قوات الأسد إنزالًا في سجن تدمر الصحراوي، وأعملت سلسلة إعدامات بحق المعتقلين والسجناء السياسيين فيه، عقب يوم واحد من محاولة اغتيال فاشلة لحافظ الأسد، قالت عنها السلطات إنها بتوقيع “الإخوان المسلمين”.

لا إحصائيات دقيقة لعدد القتلى من المعتقلين وسجناء الرأي في سجن تدمر، إذ تذهب بعض المصادر إلى أنهم 600 قتيل، في حين تشير مصادر حقوقية إلى أن عددهم قد يتجاوز 1200 قتيل.

مجزرة حلب:

شهدت مدينة حلب عام 1980 عدة انتهاكات ومجازر بحق أبناء المدينة، كان أبرزها مجزرة حي المشارقة، في اليوم الأول لعيد الأضحى في 11 آب، فقد حوصر الحي ثم جمع نحو 100 من أبنائه وأطلق عليهم النار جميعًا، ثم دفنوا في مقبرة جماعية.

وتأتي المجزرة امتدادًا لمجازر أخرى لا تقل قسوة عنها، منها مجازر سوق الأحد، وبستان القصر، والكلاسة، وأقيول، بحجة أن هذه الأحياء والمناطق هي مأوى لعناصر وقيادات جماعة “الإخوان”.

مجزرة حماة:

نختم بمجزرة حماة، حيث دخلتها فرق وألوية تابعة للحرس الجمهوري والقوات الخاصة بعد تمهيد مدفعي وقصف جوي واستمرت المعارك داخل المدينة منذ 2 شباط 1982 وحتى 28 شباط من العام ذاته، لتسيطر عليها قوات الأسد بالكامل.

يقول محللون إن مجزرة حماة جاءت انتقامًا من سكانها كونها شكّلت منذ ستينيات القرن الماضي مركزًا لجماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا، وأسس داخلها حركة “الطليعة المقاتلة” التي أعلنت التمرد المسلح ضد الحكومة.

ويختلف المؤرخون في عدد ضحايا المجازر التي طالت معظم أحياء المدينة، فقال روبرت فيسك، الكاتب والصحفي البريطاني الذي زارها في العام ذاته إن 25 ألفًا من سكانها قتلوا، بينما ذهب البعض إلى أن عدد القتلى فاق 60 ألفًا، معظمهم إعدامات جماعية وذبحًا بالسكاكين، عدا عن اعتقال الآلاف من أبنائها.

توفي حافظ الأسد في العاشر من حزيران عام 2000، لينتقل الحكم مباشرة إلى نجله بشار الأسد بعد “استفتاء شعبي” وصف من قبل معارضيه بـ “المسرحية”، ثم لتشهد سوريا ثورة شعبية ضده منذ آذار 2011 ومستمرة حتى يومنا هذا، جوبهت بالعنف وراح ضحيتها ما لا يقل عن نصف مليون قتيل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة