تداعيات الانقلاب التركي على الشمال السوري

سوق مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي - حزيران 2016 (أرشيف عنب بلدي).

camera iconسوق مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي - حزيران 2016 (أرشيف عنب بلدي).

tag icon ع ع ع

طارق أبو زيادإدلب

شغلت محاولة الانقلاب العسكري على الحكومة التركية، منتصف تموز الجاري، الرأي العام العالمي والعربي، بينما كان الداخل السوري يعيش حالة ترقب لما تستقر عليه الأمور.

ورصدت عنب بلدي تداعيات محاولة الانقلاب على الشارع السوري في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، بين مخاوف من تردي الأوضاع في الشمال، وآمال بالوصول إلى ما حققه الشعب التركي في مواجهة “العسكر”.

“منذ اللحظات الأولى لمحاولة الانقلاب، لم أتوقف عن التفكير بما سيؤول إليه حالنا، في حال نجاحه”، بهذه الكلمات، عبّر عاطف الحلاق، وهو أحد أبناء ريف حلب الغربي، عن الحالة التي عاشها أغلب السوريين في الشمال الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة، ليلة منتصف تموز.

وأضاف “كانت الأخبار تتوارد بسرعة، وتنذر بالسوء… فكرت في حالنا، فتركيا هي البلد الوحيد الذي مد يد العون لنا، وعلمت أن الانقلابيين موالون لبشار الأسد وشبيحته، فأيقنت أن البلاء حل بنا واقتربت نهايتنا”.

لكنّ هذه المخاوف بدأت بالتراجع إلى أن تلاشت غداة تلك الليلة، كما أفاد الحلاق، معتبرًا أن بقاء الحكومة التركية سينعكس إيجابًا على الأوضاع في الشمال السوري.

“حصار وجوع

باسم حمو، تاجر مواد غذائية متنقل، ونازح من بلدة الأتارب بريف حلب الغربي إلى إدلب، ذكر أن 90% من المواد الغذائية تأتي من الأراضي التركية، عبر معبري باب الهوى وباب السلامة الحدوديين، وعليه فإن نجاح الانقلاب سيتبعه حتمًا إغلاق المعابر، ومنع دخول أي مواد غذائية، وخضوع الشمال السوري لحصار حقيقي لا مفر منه، على حد تعبيره.

وأضاف حمو أن الأمر سينعكس أيضًا على أمور أخرى، “فتركيا هي البوابة والمنفذ الوحيد للشمال السوري المحرر، تدخل عبرها البضائع المتنوعة من قطع سيارات ومولدات ومواد أولية للصناعات البسيطة، ما سيتسبب بأزمة كبيرة جدًا على المستوى المعيشي والاقتصادي بالعموم”.

واعتبر كرم برازي، أحد العاملين في منظمة “القلب الكبير” الإغاثية، العاملة في الشمال السوري، أن نجاح الانقلاب كان كفيلًا بإيقاف دخول جميع المواد الإغاثية إلى الشمال السوري.

الخدمات الطبية التي تقدمها تركيا للمصابين بإصابات خطرة لا يمكن الاستغناء عنها، إذ يفتقر الشمال السوري للمعدات الطبية والمشافي المجهزة بشكل كامل، وفق برازي، الذي أضاف “أنت بحاجة دائمة لأجهزة متطورة لا تجدها إلا في الجانب التركي، ولو أنه قُدّر للانقلاب النجاح، كان سيتوقف دخول الجرحى من سوريا لتلقي العلاج في الأراضي التركية”.

وكانت الحكومة التركية أغلقت المعابر على الحدود مع سوريا منذ آذار 2015، إلا أنها سمحت للحالات المرضية والإسعافية، بالدخول إلى أراضيها، وللقوافل التجارية والإغاثية بالوصول إلى سوريا.

آمال لم تتحقق بعد

وكان لعبد الجبار الحموي، نازح من حماة إلى بلدة بنش في ريف إدلب، وجهة نظر أخرى، وأشار إلى أن الشعب التركي “عانى كثيرًا من حكم العسكر، ما جعله يرفض الانقلاب، بعد أن ذاق طعم الحرية في عهد الحكومة التركية الحالية”.

“الشعب السوري والتركي يجمعهما قضية واحدة”، أضاف الحموي “هم حققوها وحافظوا عليها، ونحن نسأل الله أن نحققها بأقرب وقت، فنحصل على حريتنا، ونعيش بأمان دون الخوف من بطش أجهزة الأمن والمخابرات”.

ورغم ضراوة المحاولة الانقلابية، والتخطيط الذي رسم لها، إلا أنها فشلت، ويرى كثير من السوريين المناهضين لحكم بشار الأسد أنها ستكون دافعًا أكبر للحكومة التركية، للوقوف إلى جانبهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة