صفعة حلب للنظام.. دروس وعبر

camera iconمقاتلون في "الجيش الحر" يحضرون لاقتحام في مدينة حلب خلال معركة "ملحمة حلب الكبرى" - 9 آب 2016 (رويترز)

tag icon ع ع ع

د. حكيم بحر

ما إن تمكنت قوات النظام السوري، مدعومة بالميليشيات الطائفية وبدعم لوجستي وجوي روسي من قطع طريق الكاستيلو، بعد محاولات فاشلة استمرت لسنوات دون جدوى، استطاعت المعارضة المسلحة أن توحد صفوفها وتعلن معركتها الكبرى وتوحد صفوفها بشكل أرهب وأرعب المعولين على النظام وانتزاع زمام المبادرة لبدء الملحمة.

وعلى عكس المتوقع لم تتوجه المعارضة إلى طريق الكاستيلو لتحريره، وإنما خاضت المعركة الأصعب وفتحت الطريق إلى حلب عن طريق الراموسة مرورًا بأقوى ثكنات النظام، لم يحول ما تبقى من جيش النظام وداعميه الطائفيين ولا حتى من الدعم الروسي الذي لم ينقطع حتى الآن من تلقي صفعة لن تنسى، وكانت النتيجة هزيمة عسكرية لا ينكرها عدو أو صديق، باستثناء أولئك المغردين في عالم افتراضي خارج هذا العالم.

إن من أهم عبر هذه الملحمة أن توحد فصائل المعارضة تعني النهاية الحتمية للنظام وفي زمن قياسي، فمعركة حلب على شراستها انتهت في ستة أيام، وهو رقم قياسي لمعركة بهذا الحجم.

من ناحية ثانية فإن جيش النظام أنتهى من الناحية العملية، أما مناصروه الطائفيون فلا يملكون العقيدة القتالية، وخصوصًا أن معظمهم يقاتلون لأهداف غير مقنعة لهم شخصيًا، وهو ما ظهر في حملات فرارهم أما خطوات المعارضة المسلحة.

من العبر المهمة في هذه المرحلة أن المعارضة مع وجود استثناءات بسيطة لم تجد من يساندها لا عسكريًا ولا سياسيًا، ما يعيد السوريون لما قالوه منذ بداية الثورة “ما لنا غيرك يا الله”.

بعد هذا النصر المؤزر فإن الحفاظ على القمة أصعب بكثير من الوصول إليها، ولا سيما أن النظام ألقى بكامل ثقله في رد الصفعة، حيث استقدم من قواته على جبهات مغايرة وأخرى من لبنان وثالثة من العراق ورابعة وخامسة… بالإضافة إلى تعزيزات لوجستية ودعم جوي روسي متنامي وغير محدود. الأمر الذي يتطلب فتح جبهات أخرى في حمص وحماة وغيرها من المناطق والأهم من ذلك كله فتح جبهة جنوب سوريا في دمشق وريفها ودرعا والقنيطرة، الأمر الذي لا يعني الصمود فحسب وإنما النصر الأكيد، إن شاء الله.

إن ما وصفه الخبراء العسكريون والاستراتيجيون بأن نجاح المعارضة بكسر حصار حلب عبر جبهة حلب الجنوبية بأنها انتفاضة في المفاهيم العسكرية سيؤدي حتمًا إلى محاربتها من دول عدة بما فيها الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي لأن مثل هذه الانتصارات العسكرية ستشكل خطرًا حتميًا على استمرار نظام الأسد في السلطة على المدى القريب، وعلى وجود الكيان الاسرائيلي على المدى البعيد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة