22 سيدة ينشطن إلى جانب رجال الدفاع المدني في درعا

camera iconسارة الحوراني، إحدى العاملات في الدفاع المدني بمحافظة درعا (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

“لم أستطع أن أفعل شيئًا لأنقذه من الموت، بقي ينزف ولم أكن أعلم ما عليّ فعله”، لكنها استطاعت أن تجد الوسيلة لتعوّض إحساسها بالعجز تجاه أخيها، وبانضمامها إلى صفوف الدفاع المدني، تمكّنت سارة من اكتساب خبرات أهّلتها للمشاركة في إنقاذ المدنيين الذين يتعرّضون لقصف قوّات النظام.

إلى جانب عملها كناشطة إعلامية، ومراسلة صحفية في مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية في درعا، تشارك سارة اليوم كمدرّبة ضمن حملات التوعية التي ينظّمها الدفاع المدني، حيث تعمل مع زميلاتها وزملائها على تنظيم الحملات وإعدادها، وتقديم الإرشادات لسكان المخيمات، لتخفيف آثار الحرب.

تعلّم أساسيات الإسعافات الأولية، وهو الهدف الرئيس من انضمام سارة إلى الدفاع المدني، أكسبها الخبرة الكافية لتقديم المساعدة للأهل والأقارب، إلا أنّ قرارات إدارة المركز الذي تعمل فيه منعت النساء من الانضمام لفريق الإسعافات “لأسباب غير مقنعة” حسب تعبير سارة.

3

وتضيف سارة في لقاء مع عنب بلدي، “هدفي من عملي مع الدفاع المدني هو إنقاذ أرواح الأهالي والمساعدة على التخفيف من معاناتهم سواء الصحية او المعيشية والوقوف معهم في مختلف الظروف”.

تضم مؤسسة الدفاع المدني في درعا 22 فتاة، يتوزعن على 15 مركزًا منتشرًا في مناطق سيطرة المعارضة في محافظة درعا، وتتولى الإدارة العامة الإشراف على عملهن.

وحول معوقات عمل النساء في صفوف الدفاع المدني، تؤكّد سارة أنها تتمثّل في أخطار القصف واستهداف مراكز الدفاع المدني بكافة الأسلحة من قوات الأسد، وتضيف “استشهد وأصيب عدد من زملائنا خلال تأدية عملهم، بالإضافة لتدمير عدد من المراكز والآليات، وشهد الأسبوع الماضي غارات الطيران الحربي قرب مركزنا”.

وكان “الجيش السوري الحر” سيطر عام 2012 على أجزاء واسعة من مدينة درعا وريفها، الأمر الذي جعلها هدف دائم لطيران النظام، ومروحياته التي تلقي البراميل المتفجرة، إذ خسرت درعا خلال أعوام الثورة السورية نحو 15 ألفًا من أبنائها، بحسب إحصاءات “قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية”.

خطر القصف ليس فقط ما يقف بوجه النساء في الدفاع المدني، وإنما “النظرة الذكورية” أيضًا، إذ تشير سارة إلى أنّ “موقف بعض عناصر الإدارة يشكل عائقا كبيرًا في عملنا، ويساهم في تحجيمه بالمهام المكتبية والتوعية وحصرها في ذلك”.

أما عن تقبّل المجتمع، تؤكّد سارة أنّها لم تتعرض خلال عملها مع الدفاع المدني لمشاكل أو اعتراضات على دورها، وتضيف “بالعكس هناك ترحيب من الأهالي ومطالبة بانخراطنا بالعمل الطبي والاسعافات الأولية وتدريب وتأهيل السكان في هذا المجال”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة