النظام السوري على حق.. البرهان على طريقة نقض الفرض

tag icon ع ع ع

د. حكيم بحر

البرهان هو عبارة عن حجة أو تعليل منطقي يهدف لإثبات مسألة أو قضية من خلال مجموعة من البديهيات أو المسلمات، أما طريقة نقض الفرض، أو ما يسمى أحيانًا برهان الخلف، فهي طريقة للبرهان أساسها إثبات صحة المطلوب بإبطال نقيضه أو فساد المطلوب بإثبات نقيضه.

لنفترض إن النظام على حق ويقول الحق منذ 6 سنوات، وأن الثورة باطلة وكل من يعارض النظام هم مجموعة من الخارجين عن القانون والإرهابيين، وأنها تدمير وفوضى وليست ثورة، وأعذروني سلفًا لهذه الافتراضات:

– لنفترض أن النظام السوري ليس مسؤولًا مباشرًا عن مقتل مئات الآلاف من السوريين. ولكن من المسلم به أن السلطة الحاكمة في أي دولة تعد مسؤولة بالدرجة الأولى عن حماية حياة المدنيين من مواطنيها، فإن لم تكن قادرة على حمايتهم فهي بشكل أو بآخر تتحمل مسؤولية قتلهم، ففي بعض الدول تستقيل حكومات بأكملها عند عجزها عن حماية عدد محدود من مواطنيها، فما بالك إن هذا العدد كان بمئات الآلاف.

– لنفترض أن المعارضين السوريين هم مجموعة من الإرهابيين والخارجين على القانون. إن كانوا كذلك لماذا لم ينجح النظام في التخلص منهم خلال 6 سنوات، فإن لم تكن السلطات قادرة على تحمل مسؤوليتها ومحاربة الخارجين عن القانون والتخلص منهم، فلتترك السلطة لمن يستطيع القيام بذلك، وعلى ما أعتقد أن 6 سنوات كافية للإقرار من طرفها بالفشل التام.

– لنفترض أن كل من يريد إسقاط النظام أو يعارضه لديه مشكلات سلوكية وأخلاقية. فإن كان الأمر كذلك فنحن أمام ملايين السوريين الذين لديهم مشكلات أخلاقية وسلوكية، وهذا يعني بالتأكيد فشل النظام في تحمل مسؤوليته الاجتماعية في أجيال أسهم بتربيتها على مدى عقود من الزمن.

– لنفترض أن النظام ليس مسؤولًا عن تدمير المدن والبنى التحتية. لكن معظم التدمير في سوريا ناتج عن قصف جوي وبراميل متفجرة تلقى من الجو، والنظام وحليفه الروسي فقط من يملكان هذا السلاح، والأمر بغاية الوضوح، فمعظم المناطق الخاضعة للمعارضة تكون مدمرة بشكل جزئي أو كلي، بينما لا تعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام هذا الكم من الدمار. من جهة ثانية فإن من مسؤوليات النظام حماية ممتلكات الدولة وممتلكات المواطنين، وإن فشل في ذلك فهو فشل في تحمل مسؤولية أخرى من مسؤولياته.

– لنفترض أن المعارضين للنظام يقومون بالاستعانة بقوى خارجية وهو ما يمس سيادة الدولة. ولكن لم يعمل النظام على صون هذه السيادة ومنع اختراقها، بل على العكس فلم يترك النظام ميليشيات مسلحة من لبنان وإيران والعراق وأفغانستان وغيرها، إلا واستعان بها، عدا عن اختراق الأجواء السورية جهارًا نهارًا من روسيا ومن الكثير من القوى الجوية في العالم، حتى الكيان الاسرائيلي يقصف ويدمر داخل الأراضي السورية أينما وكيفما شاء، غير مراعٍ لأي حرمة أو سيادة ودون أي رد يذكر، طبعًا باستثناء الحفاظ على حق الرد.

والفرضيات كثيرة على هذا المنوال، ولكن إذا كان نظام فشل في مسؤوليته في الحفاظ على أرواح مئات الآلاف من مواطني الدولة، وفشل في حماية البنى التحتية وممتلكات الشعب، كذلك فشل في المسؤولية الاجتماعية، وفي الحفاظ على سيادة البلد وصونها.

فهل يستحق مثل هذا النظام أن يبقى مسؤولًا عن هذا البلد؟ الجواب لكم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة