انشقاقٌ عن “فتح الشام” ومشاريع اندماج “كبرى” بين فصائل سوريا

تعبيرية: مقاتلون من المعارضة (إنترنت)

camera iconتعبيرية: مقاتلون من المعارضة (إنترنت)

tag icon ع ع ع

أعلن أبرز مؤسسي “جبهة النصرة” (فتح الشام حاليًا)، إياد الطوباسي، الانفصال التام عن “الجبهة”، تزامنًا مع أحاديث يتداولها منظرو الفصيل، وقادة في “حركة أحرار الشام الإسلامية” عن اندماج قريب لكبرى الفصائل في الشمال السوري، على رأسها جبهة “فتح الشام” وحركة “أحرار الشام”.

وفي سلسلة تغريدات كتبها الطوباسي (أبو جليبيب الأردني) عبر حسابه في “تويتر” اليوم، الثلاثاء 23 آب، أكد انفصاله وقطع كافة الروابط التنظيمية والعضوية مع “فتح الشام”، عازيًا السبب “لظهور مشاريع جديدة وتسارع العمل فيها، ما ألزمني تحديد موقفي من جبهة فتح الشام بشكل واضح وبيّن”.

شرعيون يدعمون الانفصال ومنظرون يحذرون منه

بلال خريسات (أبو خديجة الأردني) أحد الشرعيين في “فتح الشام”، أعاد تغريد ما نشره الطوباسي وكتب عبر حسابه  “الأخ أبو جليبيب يبين موقفه من جبهة فتح الشام”، ما اعتبره مراقبون أيضًا انفصالًا غير معلن لخريسات عن “فتح الشام”.

ويأتي إعلان انفصال “أبو جليبيب” عقب تغريدات، أمس الاثنين، لأبرز منظري “النصرة”، أبو محمد المقدسي، الذي اعتبر أن “الاندماج ضرورة مرحلية فاستوعبوها ولاتفشلوها وبقاؤكم بمراكزكم ضرورة كل المراحل لحفظ مشروعكم، ستسألون أمام الله عن ترككم مراكزكم وثغوركم”.

وأوضح المقدسي عبر حسابه في “تويتر” أنه “إذا كان مشروع الاندماج على وشك التبلور بين فصائل كبرى خلال أيام، فنصيحتي للصقور عدم ترك مراكزهم لبغاث الطيور حذار أن يؤتى الجهاد من قبلكم”.

اندماج مرتقب لـ “كبرى” الفصائل

وتأتي التطورات و”الانشقاقات” عن جبهة “فتح الشام” وسط أحاديث تناقلها منظرون في الفصيل وقياديون عن اندماج فصائل كبرى في سوريا سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة.

وكان المتحدث الرسمي باسم حركة “أحرار الشام الإسلامية”، أبو يوسف المهاجر، أعلن الأحد الماضي، خلال مؤتمر صحفي عقده في معبر “باب الهوى” الحدودي، أن “جلسات تحضرية تجري لمشاريع اندماج كبرى على مستوى الساحة السورية”، مشيرًا إلى أن “النتائج قريبة جدًا بين كبرى فصائل الثورة السورية وتشمل أكبرها”.

الداعية السعودي عبدالله المحيسني في برنامج "الشام في أسبوع" (بوتيوب)

كما بدأ عشرات القياديين في الفصائل السورية التغريد على حساباتهم باستخدام وسم ” #عام_الجماعة” في إشارة إلى دعم توحد الفصائل الكبرى.

وشاركهم الداعية السعودي عبد الله المحيسني، المقرب من “فتح الشام”، وكتب في حسابه “بعد فك الارتباط زال العذر.. نحن لاندعو لمبايعة فتح الشام ولا أحرار الشام، بل ندعو لجسم جديد ينقذ الساحة قبل غرقها في بحر التفرق والنزاع ويقوم على الشورى”.

وإن صح الاندماج المزمع بين “أحرار الشام” و “فتح الشام” وربما فصائل أخرى، فسيكون الأول من نوعه على مستوى الساحة السورية منذ بداية الثورة.

وشهدت الساحة العسكرية السورية مطالب واسعة للاندماج بين الفصائل، لكنها لم تترجم على الأرض، لعدة أسباب أبرزها: ارتباط “جبهة النصرة” (سابقًا) بتنظيم “القاعدة”، وتوجّه الدول الداعمة لبعض الفصائل، واختلاف أجنداتها.

ويعزو مهتمون بالشؤون الجهادية انفصال الطوباسي وغيره في هذا الوقت، لرفضهم التوجه الجديد لـ “فتح الشام” بعد فك ارتباطها بـ”تنظيم القاعدة”، بينما يرى آخرون أن الحديث عن الاندماج على الإعلام قبل الإعلان عنه رسميًا “ربما يجعل المخابرات العالمية تجتهد لمنع الاندماج”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة