مع برودة الشتاء..

ارتفاع أسعار البيض والفروج يغيّر عادات الشراء في درعا

camera iconسيخ للشاورما في بلدة مزيريب بريف درعا الغربي - 2019 (عنب بلدي حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

“إذا أردتُ شراء فروج واحد لأسرتي، بوزن كيلوغرامين، أحتاج إلى أجرة عمل يومين، وإن أردت شراء طبق من البيض أحتاج إلى أجرة يوم ونصف من عملي”، قال الشاب زهير، الذي يعمل بأعمال “المياومة” الزراعية.

لا تتعدى الأجرة اليومية لعمل زهير 4500 ليرة سورية، في حين بلغ سعر كيلو الفروج الحي 4600 ليرة سورية منتصف شباط الحالي، بعد أن كان 3400 ليرة قبل شهر واحد، بزيادة “لا سابق لها”، وصل خلالها سعر طبق البيض إلى ستة آلاف ليرة.

من العزوف عن تربية الفراخ، إلى غلاء أسعار الأعلاف والأدوية المستوردة، تعددت أسباب ارتفاع الأسعار التي قادت سكان درعا للتخلي عن عادات شرائهم القديمة للدجاج والبيض والاتجاه إلى الاقتصاد والتقليل.

كلما جاء الشتاء.. لا قدرة على تربية الدجاج

لم يعد زهير يشتري طبق البيض كاملًا، بل اعتمد على شراء البيض بالقطعة الواحدة، ويبلغ سعر البيضة 200 ليرة، وقال لعنب بلدي،” سعر طبق البيض يفوق أجرتي بمرة ونصف، في حين كان بيتي سابقًا لا يخلو من البيض المحبب لأبنائي على وجبة الفطور”.

أرجع سعد، الذي يملك مسلخًا للفروج في مدينة طفس، أسباب ارتفاع الأسعار إلى عزوف مربي الدواجن عن تربية الدجاج خلال فصل الشتاء، تخوفًا من نفوقها بسبب برودة الجو، وهربًا من تكاليف التدفئة التي تزيد من التكلفة الإنتاجية.

وقال سعد لعنب بلدي، إن عزوف المربين سبّب نقصًا في عرض كميات الفروج خلال هذه الفترة، وتوقع تراجعًا في أسعار الدجاج بعد تريبة أفواج جديدة تنزل إلى السوق مع بداية فصل الربيع.

وبحسب ما رصدته عنب بلدي، يعتبر التجار وأصحاب المسالخ أن السبب الرئيس لارتفاع الأسعار هو غلاء الأعلاف، وهو ما أبعد المربين عن الاهتمام بالدواجن، وخرج قسم كبير منهم من العملية الإنتاجية، وبقي مصدر الفروج الحالي في محافظتي اللاذقية وطرطوس.

وأرجع عضو لجنة مربي الدواجن حكمت حداد، في تصريح لموقع “الوطن“، في 20 من كانون الثاني الماضي، ارتفاع أسعار الفروج والبيض إلى ارتفاع أسعار العلف عالميًا، نافيًا أن يكون لتغير سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار دور بالارتفاع.

وبرأي حداد فإن تجار الأعلاف يرفعون الأسعار تلقائيًا، على الرغم من  وجود كميات مخزنة بمستودعاتهم، ولا يخفضون سعر العلف في حال هبط عالميًا، بحجة استيراده بالسعر العالمي.

ووصل سعر الطن من علف ” كسبة الصويا” إلى 1.6 مليون ليرة سورية (476 دولارًا)، وسعر طن الذرة الصفراء إلى 750 ألف ليرة (223 دولارًا).

وأضاف عضو لجنة مربي الدواجن أن إنتاج الدواجن الخاصة للفروج لا يغطي سوى 30% من حاجة السوق، و50% من الحاجة إلى البيض.

تراجع الطلب على الفروج والبيض

تخلت “أم جلال”، التي تعول أسرة مكونة من خمسة أفراد في ريف درعا، عن عادتها بشراء الفروج كاملًا، خاصة لطهو الوجبات العائلية المعتادة في درعا نهاية الأسبوع، وقالت لعنب بلدي، “قبل غلاء الفروج كانت أسرتي تحتاج إلى فروجين، أما الآن فنشتري بالقطعة”.

ووصل سعر كيلو فخذ الفروج إلى ستة آلاف ليرة، وسعر كيلو “السفينة” إلى سبعة آلاف ليرة، وكيلو الأجنحة إلى 5600 ليرة، و”السمرات” إلى 8500 ليرة، في حين وصل سعر الفروج المشوي إلى 13 ألف ليرة.

“لا فروج ولا لحوم كلو صار بالعلالي”، هكذا وصف الشاب “أبو عمر” البالغ من العمر 30 عامًا، من سكان مدينة درعا، حال أسرته مع ارتفاع الأسعار، مشيرًا لعنب بلدي، إلى أنه اتجه للاقتصاد بالشراء ما أمكن، حسب إمكانياته المادية.

ويترافق ارتفاع أسعار الفروج مع ارتفاع أسعار اللحوم، إذ وصل سعر كيلو لحم الخروف في درعا إلى 18 ألف ليرة، وكيلو لحم العجل إلى 15 ألف ليرة.

في حين قال صاحب “سوبر ماركت” في درعا، إن المشترين اتجهوا، بعد غلاء أسعار البيض، للشراء بالقطعة، بدل شراء الطبق كاملًا، وتناقصت مبيعاته مقارنة بعام 2020.

ويعاني 12.4 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، حسب تقرير لـ”برنامج الأغذية العالمي” (WFP)، صدر في 11 من شباط الحالي، في نسبة تعتبر الأعلى تاريخيًا في سوريا.

وأرجع التقرير أسباب التدهور إلى الحرب التي تشهدها سوريا، والتي سببت نزوحًا جماعيًا للعائلات السورية، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي تصاعدت في سوريا منذ عام 2019، بتدهور قيمة العملة المحلية من أقل من 600 ليرة إلى أكثر من 3360 ليرة مقابل الدولار منتصف شباط الحالي.



English version of the article


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة