التطبيع العربي مع إسرائيل.. مكاسب مختلفة ثمنها مشترك

camera iconاتفاق السلام الاسرائيلي الإماراتي البحريني في البيت الأبيض، 14 من كانون الأول 2020 (ميدل إيست أونلاين)

tag icon ع ع ع

أقامت أربع دول عربية في العام الحالي علاقات مع إسرائيل، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، وذلك إثر توقيع تلك الدول اتفاقيات سلام دون حرب تفضي إلى تطبيع كامل، ترعاها الإدارة الأمريكية.

وافتتحت الإمارات والبحرين هذه الاتفاقيات باتفاقية سلام وُقّعت في البيت الأبيض، في 15 من أيلول الماضي، بحضور الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، ووزير خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني.

وفي 23 من تشرين الأول الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي عن تطبيع السودان علاقاتها مع إسرائيل، وجاء الإعلان عبر بيان ثلاثي أمريكي- إسرائيلي- سوداني، بثه التلفزيون الرسمي السوداني.

وقال ترامب، إن خمس دول عربية جديدة تنتظر توقيع اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، دون أن يذكر أسماء تلك الدول، وسط الحديث عن عمان والسعودية، رغم أن الرياض تمسكت رسميًا بـ”المبادرة العربية” لتحقيق السلام.

وأعلن الرئيس الأمريكي، في 10 من كانون الأول الحالي، عن توقيع اتفاقية سلام بين المغرب العربي وإسرائيل.

وتبع ذلك تصريح مستشاره، جاريد كوشنر، أن تطبيع السعودية علاقاتها مع إسرائيل “لا مفر منه”، بحسب ما نقله موقع “I24” الإسرائيلي.

الإمارات للحصول على طائرات متفوقة

في 4 من تشرين الثاني عام 2017، وافقت إدارة ترامب على النظر في طلب أبو ظبي الدخول في مباحثات لشراء “F-35″، بحسب ما نشرته صحيفة “Defens news” حينها.

وأبلغت وزارة الخارجية الأمريكية الكونجرس، في 10 من تشرين الثاني الماضي، عزمها تزويد الإمارات بمقاتلات من طراز “F-35″، بصفقة تبلغ قيمتها أكثر من 23 مليار دولار.

وأكد الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة ماضية في إتمام صفقتها مع الإمارات، وذلك بعد توقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل والسودان، في 23 من تشرين الأول الماضي، رغم معارضة تل أبيب في البداية لبيع أي أسلحة نوعية في الشرق الأوسط، بحسب موقع “Forebs” الأمريكي.

وفيما بعد، وافقت إسرائيل على الصفقة، بحسب بيان مشترك لرئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه، في 23 من تشرين الأول الماضي.

وجاءت هذه الاتفاقية بعد أقل من شهرين على إعلان أبو ظبي تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

السودان يفلت من قائمة الإرهاب

أعلنت السفارة الأمريكية في الخرطوم إزالة اسم السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب بدءًا من 14 من كانون الأول الحالي.

وجاء ذلك بعد دفع السودان مبلغ 335 مليون دولار، تعويضًا لذوي ضحايا أمريكيين سقطوا جراء هجمات “إرهابية” في إفريقيا عام 1998.

وكان ذلك شرط ترامب لإزالة العقوبات، الذي قبلته الخرطوم وسط ترحيب من الاتحاد الأوروبي.

وقال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”، في 2 من تشرين الأول الماضي، إن إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالسير في إقامة علاقات مع إسرائيل.

وفي 23 من الشهر نفسه، أعلنت الخرطوم عن قرار تطبيعها العلاقات مع إسرائيل، ونفى وزير الخارجية السوداني أن يكون قرار إزالة السودان عن لائحة الإرهاب مرتبطًا بالتطبيع، معتبرًا أن الملفين منفصلان عن بعضهما.

المغرب يحصّل صفقة أسلحة والاعتراف بالصحراء

في تغريدة نشرها عبر “تويتر“، أعلن ترامب توقيعه مرسومًا يعترف من خلاله بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية.

وألحقها بتغريدة ثانية تحدث فيها عن تعهد المغرب بتطبيع علاقاته مع إسرائيل، ليكون بذلك الدولة العربية الرابعة التي تقيم علاقات علنية مع إسرائيل خلال أقل من ثلاثة أشهر.

ولحقت هذا التحرك الدبلوماسي صفقة أسلحة تبلغ قيمتها مليار دولار، تعتزم إدارة ترامب تنفيذها مع المغرب، بعد يوم واحد فقط من إعلان الرباط استئناف علاقاتها مع إسرائيل، التي بدأتها بشكل منخفض في عام 1993، بعد توقيع اتفاق “أوسلو” بين منظمة “التحرير الفلسطينية” وإسرائيل.

ويعود الصراع على منطقة الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة “البوليساريو” لفترة ما بعد الاحتلال الإسباني، وتحديدًا في عام 1975، وتحوّل هذا الصراع إلى شكل مسلّح امتد منذ عام 1991، وتوقف بتوقيع قرار وقف إطلاق النار بناء على اقتراحات الأمين العام المقدمة للأمم المتحدة عام 1988.

وفي أيلول من عام 1991، حددت الأمم المتحدة منطقة الكرارات (منطقة جغرافية صغيرة في الصحراء الغربية المتنازع عليها، تقع على بعد 11 كيلومترًا من الحدود مع موريتانيا، وخمسة كيلومترات من المحيط الأطلسي، وتقع تحت سيطرة المغرب) كمنطقة عازلة فاصلة بين “البوليساريو” والقوات المغربية.

البحرين

تُعتبر السياسة البحرينية امتدادًا ومحاكاة للسلوك الإماراتي كما يبدو، فبعد فتح أبو ظبي سفارتها في دمشق لدى النظام السوري، في 27 من كانون الثاني من عام 2018، بيوم واحد، أعادت البحرين فتح سفارتها أيضًا.

ووقعت المنامة وأبو ظبي اتفاقية السلام مع إسرائيل في اليوم نفسه، في البيت الأبيض.

وأشادت المنامة باتفاقية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والمغربي، وباعتراف واشنطن بسيادة الرباط على الصحراء الغربية، معلنة أنها ستفتتح قنصلية أمريكية في منطقة الداخلة بالصحراء الغربية.

اتفاقيات سابقة

شكّلت اتفاقية “كامب ديفيد” أول خطوة على درب إقامة العلاقات بين الحكومات العربية وإسرائيل، وأُبرمت هذه الاتفاقية في منتجع “كامب ديفيد” بالولايات المتحدة، بين الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، مناحيم بيغن، بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر.

وأفضت الاتفاقية الموقعة في 26 من آذار عام 1979، والمعلن عنها في أيلول من العام نفسه، إلى إنهاء الصراع بين الطرفين، الذي امتد ليشمل ثلاثة حروب، هي “العدوان الثلاثي” في عام 1956، و”حرب الاستنزاف” بين عامي 1967 و1970، و”حرب تشرين” عام 1973.

وبموجب الاتفاقية، انسحبت إسرائيل من سيناء بعد احتلالها لمدة 12 عامًا، وتبادل الطرفان السفارات، وصارت قناة “السويس” المصرية مفتوحة أمام حركة السفن الإسرائيلية.

ثم وقّع الرئيس الفلسطيني السابق، ياسر عرفات، اتفاقية “أوسلو” في 13 من أيلول عام 1993، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إسحاق رابين، وأباحت هذه الاتفاقية 78% من الأراضي الفلسطينية لإسرائيل، باعتراف منظمة “التحرير الفلسطينية”.

وكانت اتفاقية “طابا”، في 28 من أيلول عام 1955، بمثابة الجزء الثاني من الاتفاقية السابقة بين الأردن وإسرائيل، تلتها اتفاقيه “وادي عربة” في عام 1994 بين الأردن وإسرائيل، وتضمنت هذه الاتفاقية 14 بندًا تفضي إلى تطبيع العلاقات بين الجانبين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة