“خريطة الإسلام” تفجر مخاوف لدى مسلمين في النمسا

مسجد لاكيمبا في النمسا (ويكيبديا)

camera iconمسجد لاكيمبا في النمسا (ويكيبديا)

tag icon ع ع ع

بعد إطلاق الحكومة النمساوية موقعًا إلكترونيًا يعرض “خريطة الإسلام” في البلاد، السبت 29 من أيار، عبّر مسلمون عن قلقهم من احتمال وقوع هجمات ضدهم.

وتخشى منظمات إسلامية في النمسا، من شن جرائم كراهية ضد المسلمين عقب نشر “خريطة الإسلام” التي تعرض ما يزيد عن 600 مسجد وجمعية ومؤسسة إسلامية في جميع أنحاء البلاد.

وبررت وزيرة الاندماج في الحكومة النمساوية، سوزان راب، الهدف من موقع الخريطة، بـ “محاربة الأيديولوجيات السياسية وليس الدين”، مستبعدة أن يكون الغرض منه “وضع المسلمين بشكل عام في موضع الشك”.

وقالت الوزيرة إن الخريطة “تسهم في تحقيق الشفافية”، مضيفة أنه “يوجد آراء أو مواقف معادية للنساء أو للسامية، أو تتسم بالعنصرية، أو مناهضة للاندماج، تطرأ في بعض الأحيان”، وفق تعبيرها.

رئيس مبادرة النمساويين المسلمين، طرفة بغاجاتي، رد في مقابلة إذاعية، بالقول إن الخريطة تشكل “خلطًا بين الإرهاب ودين يمارسه 8% من أصل 8.9 مليون يقطنون النمسا”.

وتساءل بغجاتي، “هل يمكن تصور وضع مثل هذه الخريطة لليهودية أو المسيحية في النمسا؟”.

من جانبه، نأى “حزب الخضر” الشريك في الائتلاف الحكومي مع الحزب الحاكم من يمين الوسط، بنفسه عن الخريطة.

وقالت المتحدثة في شؤون الاندماج بالحزب، فائقة النجاشي، إن “المشروع الذي يخلط بين المسلمين والإسلامويين هو عكس ما يجب أن تبدو عليه سياسة الاندماج”، مشيرة إلى أنه “غير مجد”.

وأُعدت الخريطة بالتعاون بين الحكومة النمساوية وجامعة فيينا و”مركز توثيق الإسلام السياسي”.

ونشر الموقع التفاعلي للحكومة النمساوية الخريطة التي تحدد أسماء ومواقع أكثر من 600 مسجد وجمعية إلى جانب مسؤولين وروابطهم المحتملة، ويطلب بيان النشر الخاص بالخريطة الإبلاغ عن معلومات عن جمعيات إسلامية أو مساجد.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن المنظمات المدرجة في الخريطة تشمل مراكز ثقافية لمهاجرين، ومنظمات شبابية ونوادي رياضية، لافتة إلى أنه في كثير من الأحيان لا يوجد دليل على أن هذه الجهات مرتبطة بالتطرف.

وفي شهر تشرين الثاني الماضي، نفّذ جهاديون هجومًا في العاصمة النمساوية فيينا أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.

وقالت وزارة الداخلية النمساوية، إن أحد منفذي الهجوم، وهو من أصل ألباني، يعد من أنصار تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأدين عام 2019 بجريمة “إرهابية” لمحاولته السفر إلى سوريا بغرض الالتحاق بالتنظيم.

ومنذ الهجوم تم الإبلاغ عن ارتفاع في حوادث الاعتداءات اللفظية والجسدية ضد المسلمين في النمسا.

ويعتبر الإسلام دينًا معترفًا به في النمسا بشكل رسمي منذ عام 1912.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة