"العدل غائب والنوايا مبطنة"

دعم مالي جديد يصل إلى ضحايا حادثة 25 من تموز في السويداء

camera iconتشييع قتلى هجوم تنظيم الدولة على السويداء في شهبا- 26 تموز 2018 (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

السويداء – نور نادر

لم يتوقف الدعم المقدم لمحافظة السويداء من قبل رجال دين “الموحدين الدروز” في لبنان، منذ حادثة 25 من تموز 2018، التي شن فيها تنظيم “الدولة الإسلامية” هجومًا على عدة أحياء وقرى في السويداء بصورة مفاجئة، مخلفًا المئات من الضحايا بين المدنيين، فضلًا عن قتلى من التشكيلات المحلية.

إذ زار وفد ديني السويداء بتكليف من قبل نعيم حسن، شيخ عقل الطائفة في لبنان، لتقديم مبلغ يقارب من 175 ألف دولار أمريكي (ما يعادل 86 مليون ليرة سورية)، وذلك لدعم الجرحى وذوي ضحايا الحادثة، التي راح فيها ما يقارب 300 قتيل في قرى الريف الشرقي للمحافظة.

تشكيل لجنة موثوقة.. ودور ثانوي لشيوخ العقل

هذا المبلغ وصل إلى يد الشيخ حكمت الهجري بشكل مباشر، والذي ما لبث أن شكل لجنة مكونة من ستة أشخاص مفوضين بتوزيع المبلغ على الضحايا حسب معرفتهم وبإشرافهم، بقرار رسمي صدر عن دار الطائفة في 13 من كانون الثاني الحالي، حسبما ذكرت صفحة “المكتب الإعلامي لدار الطائفة الدرزية”.

والشيوخ هم: كمال يوسف خضير، نايف فضل الله العطار، أبو اسماعيل عادل الغوطاني، صلاح قاسم سلام، منصور جزان جزان، زيد عبد الكريم أبو عمار.

وأعطى التفويض لهؤلاء الشيوخ حق القبض والصرف وتوزيع الهبات والتبرعات الأخيرة، من خلال دفاتر نظامية وإيصالات مرقمة لضبط الأموال الواردة والخارجة حسب الأصول.

كما تجتمع اللجنة، وفق ما تراه مناسبًا، لدراسة توزيع هذه التبرعات ويتم الصرف بإيصالات موقعة وممهورة منها، ليتم عرضها على الرئيس الروحي للطائفة وإيداعها في ديوان الرئاسة الروحية.

كذلك يحق للجنة اعتماد المختصين الموثوقين لتدقيق النواحي المالية والفنية والهندسية عند اللزوم، وتعتبر الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين مرجعية للجنة، على أن تنتهي مهام وتكليف اللجنة حكمًا، فور انتهاء توزيع المبلغ الوارد من لبنان.

ومن المقرر توزيع المبلغ بالتساوي على ذوي الضحايا، على أن يُمنح 400 دولار أمريكي عن كل قتيل و200 دولار لكل جريح، حسبما قال الناشط معين (الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية) لعنب بلدي.

ويرى معين أن هذا التوزيع “غير عادل” إذ توجد عائلات لديها ثلاث ضحايا من غير المعيلين وتحصل على 1200 دولار بموجب الخطة، بينما تحصل عائلة أخرى فقدت شخصًا واحدًا ولكنه معيلها الوحيد، على 400 دولار فقط.

وأشار إلى أن التوزيع غالبًا ما يتم في دار الطائفة وبشكل “بهورجي” أي فيه تفاخر مبالغ فيه، ما يدفع بعض الأسر إلى الامتناع عن الذهاب حرصًا على كرامتها رغم حاجتها المادية الشديدة، على حد تعبيره.

مهمة صعبة.. هل ترفع أسهم الهجري؟

يقول أحد الناشطين المساهمين في مبادرات أهلية لدعم القرى الشرقية ماديًا ونفسيًا، لعنب بلدي، إن دار الطائفة تهاونت كثيرًا في تقديم يد العون سابقًا، خاصة الشيخ حكمت الهجري الذي وقف عائقًا في وجه كل المحاولات المدنية للضغط في قضية المخطوفات، وجمع التبرعات والبحث عن قوائم رسمية للضحايا والجرحى تساعدهم في مبادراتهم.

وأضاف الناشط، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الهجري أصدر بعد الحادثة عدة دعوات للشباب للالتحاق بالخدمة العسكرية، رغم معرفته الكبيرة بعزوف قوات النظام عن المشاركة في المعركة التي أفقدت المحافظة أكثر من 300 شخص بين قتيل وجريح.

وبرأيه، فإن كل هذا أفقد الناس ثقتهم بمشايخ العقل عمومًا وبالشيخ الهجري خاصة، مضيفًا أنه رغم امتنانه لأي تبرع يخدم ولو شخصًا واحدًا مظلومًا في المحافظة، إلا أنه يشك في الغاية من اختيار الشيخ “الفاقد” للحاضنة الشعبية من بين ثلاثة شيوخ يمثلون الرئاسة الروحية في السويداء.

ويعتبر بعض أهالي السويداء الشيخ الهجري رجل النظام وإيران، ولذلك يفتقد للحاضنة الشعبية المهمة بالنسبة له، باعتباره أحد مشايخ العقل في المحافظة إلى جانب الشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع.

أما الناشط معين، فيرى أن شيوخ لبنان يجدون في الهجري “حجر شطرنج سهل التحريك”، معتبرًا أن المانحين لن يجدوا أفضل من الهجري لتنفيذ أوامرهم حرفيًا، إذ إن الحناوي وجربوع هم أكثر استقلالية ويملكون حاضنة شعبية، وكذلك لا يمكن التحكم بقراراتهم، وأشار إلى أن الوفد زار كلا الشيخين لكنه في النهاية أودع المبلغ مع الشيخ الهجري.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة