ريف اللاذقية.. الجوع يواجه 40 ألف نازح وبيئة أمراض «خصبة» تهددهم

tag icon ع ع ع

حسام جبلاوي – ريف اللاذقية

تصاعدت أعداد النازحين إلى المخيمات والقرى الحدودية في ريف اللاذقية وإدلب مؤخرًا، مع ازدياد وتيرة القصف والاشتباكات في قرى جبل الأكراد والتركمان، واضطرار أعدادٍ كبيرة من سكان جسر الشغور وسهل الغاب للنزوح نحو مخيمات المناطق الحدودية التي تعاني أصلًا من ظروف معيشية وخدميّة متردية.

وبحسب عمار جازة، أحد العاملين والمشرفين على العمل الإغاثي في المنطقة، فإن أعداد العائلات النازحة زادت ضمن المخيمات الخمسة الأساسية في ريف اللاذقية (الزيتونة، النحل، اللاذقية، جب طوروس، اليمضية) بنسبة كبيرة، حيث تضاعف العدد في مخيم اليمضية من 600 عائلة إلى أكثر من 1000 حاليًا، واستقبل مخيم أوبين الذي كان يؤوي 30 عائلة قبل أشهر قرابة 270 عائلة جديدة بعد توسعته، كما تضاعفت الأعداد في مخيم خربة الجوز بمعدل أربعة أضعاف.

ويؤكد جازة أنّ «المنظمات الإغاثية لم تستطع مواكبة هذه الزيادة الكبيرة للنازحين خلال فترة قصيرة»، عازيًا ذلك إلى «توالي المعارك بشكل سريع وتحرر إدلب وجسر الشغور ومناطق واسعة من سهل الغاب ونزوح معظم أهالي هذه المناطق نتيجة قصف قوات النظام المركز عليها»، ما أدى إلى «تشرد عشرات العائلات وبقائها في العراء أحيانًا».

ويضيف المشرف الإغاثي «سجّلنا ما يقارب 40 ألف نازح ينتشرون حاليًا في ريف اللاذقية وقرى جسر الجسور (مثل الجديدة، القنية، الزوف، ملاند، هتيا)، حيث تحوي بعض المنازل هناك ثلاث عائلات وربما أكثر».

واضطرت الكثير من العائلات لمشاركة خيامهم مع أقاربهم نتيجة نقص الخيم، حتى أصبح بعضها يؤوي 7 أو 8 نازحين في نفس الخيمة، وفق «أبو أحمد»، وهو رجل خمسيني يقطن مخيم أوبين، ويشكو بدوره من «نقص المعونات الإغاثية وبطء توسيع المخيمات التي أقيم بعضها بشكل عشوائي».

ودعا أبو أحمد في الوقت ذاته إلى «ضرورة أن تشعر الجهات الداعمة والمؤسسات الإنسانية بحجم الكارثة وتسرع في تأمين أبسط مقومات الحياة للنازحين كالخيم والماء والكهرباء والغاز».

في المقابل عزا عمار خزندار مسيّر أعمال مجلس محافظة اللاذقية سبب عدم قدرة المجلس على مساعدة النازحين إلى «غياب الدعم المادي المقدم لمجلس المحافظة من الحكومة المؤقتة منذ فترة طويلة»، مؤكدًا في الوقت نفسه أنّ «مجلس المحافظة ساهم من خلال آلياته في تعبيد بعض الأراضي لإقامة المخيمات، وعمل على إيصال الماء للنازحين من خلال الصهاريج المتوفرة، مقدمًا بعض المساعدات الغذائية من خلال تعاونه مع بعض الجمعيات الخيرية».

وأشار خزندار إلى محاولتهم تأمين الدعم المادي خلال الفترة القادمة لـ «الحدّ من معاناة النازحين».

ومع تردي الأوضاع المعيشية والإنسانية وغياب الخدمات تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة وغياب المياه النقية، تنتشر العديد من الأمراض داخل هذه المخيمات، إذ يشير الدكتور رامي حبيب، العامل في مشفى سلمى، إلى أمراض بدأت تنتشر بسرعة كبيرة داخل هذه المخيمات منها «سوء التغذية والجرب والتهاب الكبد الإنتاني A»، محذرًا مما أسماه «توفر البيئة الخصبة للأمراض داخل هذه المخيمات نتيجة اكتظاظها وهو ما يساهم في انتقالها بشكل سريع ويزيد نسبة العدوى».

يذكر أن مخيمات ريف اللاذقية أقيم معظمها بشكل عشوائي وغير منظم بجهود فردية، لتتوسع تدريجيًا نتيجة تزايد أعداد النازحين من محافظات أخرى، وتعاني هذه المخيمات انخفاضًا واضحًا في مستوى الخدمات الأساسية والطبية والتعليمية، بالإضافة لعوامل المناخ القاسية والعواصف التي تسببت خلال الشتاء بتمزق الخيام وانجرافها في كثير من الأحيان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة