امرأة في الأخبار..

سهى بشارة.. أن تقاوم الأسد وعملاء إسرائيل

سهى بشارة (لبنان 24)

camera iconسهى بشارة (لبنان 24)

tag icon ع ع ع

عاد عامر الفاخوري إلى لبنان، وهو أحد قياديي “جيش لبنان الجنوبي” الذي أسسه انطوان لحد، وكان محسوبًا على إسرائيل إبّان الحرب الأهلية اللبنانية واجتياح بيروت من قبل إسرائيل عام 1982.

عودة الفاخوري، آمر سجن “الخيام” في الجنوب اللبناني، والمتهم بتعذيب المعتقلين، لم تمر مرور الكرام، فهاجمت سهى بشارة، الملقبة بـ “أيقونة المقاومة اللبنانية”، الفاخوري ومن مهد لعودته، واتهمت وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل في لقاء عبر قناة “LBC” اللبنانية مع الإعلامية ديما صادق، بتسهيل عودة المتعاملين اللبنانيين مع إسرائيل.

وتتهم بشارة بمحاولة اغتيال انطوان لحد، في عام 1988، بإطلاق النار عليه في منزله، واعتقلت لاحقًا، بين عامي 1988 و1998

هجوم بشارة على باسيل، أثار مناصري “التيار الوطني الحر”، ومناصري رئيسه ورئيس لبنان الحالي، ميشيل عون، لتنهمر الاتهامات بالعمالة على سهى بشارة من قبل المحسوبين على التيار، مذكّرين بتصريحات سابقة لبشارة هاجمت فيها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ودعمت الثورة السورية.

“أيقونة مقاومة” عذبها الفاخوري

عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي قامت بها سهى بشارة ضد انطوان لحد، تم إلقاء القبض عليها وإيداعها معتقل “الخيام”، حيث تعرضت لتعذيب شديد.

المعتقل كان تحت إدارة عامر الفاخوري، والذي رحل بعد انسحاب إسرائيل من جنوبي لبنان في عام 2000، باتجاه إسرائيل ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث افتتح مطعمًا شعبيًا لبيع الشاورما والفلافل، بحسب ما ذكرت قناة “الجديد” اللبنانية في 14 من أيلول.

غلاف صحيفة النداء اللبنانية عام 1988 التي تتحدث عن محاولة الاغتيال التي قامت بها بشارة

غلاف صحيفة النداء اللبنانية عام 1988 التي تتحدث عن محاولة الاغتيال التي قامت بها بشارة

ولدت بشارة في بلدة دير ميماس اللبنانية عام 1967، وهي تنتمي للحزب الشيوعي اللبناني، قامت بالتعرف على زوجة لحد في ثمانينيات القرن العشرين واستطاعت بناء علاقة صداقة معها، وفي إحدى الدعوات التي لبتها سهى، انتظرت حتى عودة لحد إلى المنزل وأطلقت عليه النار.

لم يمت لحد بسبب المحاولة، إلا أنه عانى بقية حياته من شلل في يده اليسرى.

بعد انسحاب إسرائيل تم الإفراج عن سهى بشارة، ولم تمارس دورًا كبيرًا في الحياة السياسية اللبنانية، إلا أنها عبرت عن تضامنها مع الشعب السوري وثورته، وهاجمت رئيس النظام، بشار الأسد، بحسب لقاء مع موقع “سوريا حرة” في عام 2011.

لم يتوقف هجوم سهى بشارة على الفاخوري وحده، بل شمل من وقف وراء عودته إلى لبنان، واتهمت وزير الخارجية اللبناني، المحسوب على التيار الوطني الحر، بتسهيل عودة الفاخوري إلى البلاد، وهو ما فجر مهاترات بين مؤيدي بشاري ومناصري التيار، وعلى رأسهم السياسي اللبناني جوزيف أبو فاضل، المعروف بتأييده للنظام السوري.

وقال جوزيف أبو فاضل، في تغريدة عبر “تويتر”، “من أنت لترفعي عيونك وصوتك وتحكي معنا بالوطنية؟”.

استضافت الإعلامية اللبنانية ديما صادق، سهى بشارة، في 15 من أيلول الحالي، وقالت بشارة في اللقاء إن الفاخوري حوكم سابقًا، وصدر بحقه حكم بالسجن لـ 15 عامًا، واعتبر من سهل عودته أن التهم الموجهة إليه سقطت، بحسب تعبيرها.

هاجمت بشارة في اللقاء “التيار الوطني الحر”، معتبرة أن التيار أضاف تعبير “المبعدين قسرًا” وضمّنه من تعامل مع إسرائيل في وقت سابق لتمرير التطبيع مع إسرائيل.

“التيار الوطني الحر” لم يرد بشكل رسمي على اتهامات بشارة، وكذلك جبران باسيل، إلا أن نائبة رئيس “التيار الوطني الحر” للشؤون السياسية، المحامية مي خريش، قالت في  تصريحات عبر قناة “الجديد”، في 14 من أيلول، إن اللبنانيين الحاصلين على الجنسية الإسرائيلية يخدمون إسرائيل لا لبنان، لذا فالتيار، بحسب تعبيرها، مع عودتهم، ومع محاكمة من أجرم منهم بحق لبنان، بحسب تعبيرها.

خرجت بشارة في اليوم التالي في لقاء مع وكالة “يونيوز”، في 16 من أيلول، أكدت فيه أن عودة الفاخوري هدفه تمرير تهمة العمالة، واعتبارها “تهمًا يمر عليها الزمن”، وهو ما يوازي مشروع التطبيع.

وأشارت بشارة في لقائها إلى أن توقيف الفاخوري جاء نتيجة الحراك الشعبي، وليس نتيجةً لرغبة الدولة اللبنانية بذلك.

“الفاخوري هو المسؤول العسكري لسجن الخيام طيلة اعتقالي، وهذا كاف بالنسبة لي لمحاكمته، خاصةً مع علاقته المباشرة مع جهاز الأمن القومي والجيش الإسرائيلي”، بحسب تعبير بشارة، التي أكدت أن “جميع قرارات التعذيب للمعتقلين في سجن الخيام كانت تصدر عن الفاخوري نفسه، وهو المسؤول المباشر عن مقتل المعتقلين تحت التعذيب”.

تحرك رسمي

هذه المهاترات تحولت إلى أروقة القضاء، إذ أصدر قاضي التحقيق العسكري، نجاة أبو شقرا، مذكرة توقيف بحق الفاخوري، بحسب ماذكرت قناة “المنار” اللبنانية، في 17 من أيلول الحالي، على خلفية جرائم مسندة إليه في النيابة العسكرية.

وشملت التهم الحصول على الجنسية الإسرائيلية والانضواء في صفوف العدو وتعذيب اللبنانيين.

وجاءت مذكرة التوقيف استكمالًا للتوقيف الاحتياطي بحق الفاخوري، في 14 من أيلول الحالي.

قناة “الجديد” ذكرت، في تقرير تلفزيوني، في 14 من أيلول الحالي، أن الفاخوري لم يعد وحده، بل عاد قبله متهم آخر هو طوني أسعد نصر، ودخل بيروت عبر مطار رفيق الحريري الدولي في 12 من أيلول الحالي.

وأوضحت القناة أن أسعد نصر محكوم بالسجن لمدة عشر سنوات، لكنه قام بتسوية وضعه وإلغاء مذكرات التوقيف الصادرة بحقه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة