“صالون زهرة”.. قضايا اجتماعية وإشكالية على شرف الكرسي الضائع

tag icon ع ع ع

في حي لبناني هادئ، وانطلاقًا من صالون نسائي لتصفيف الشعر تعمل به أربع سيّدات، تدور أحداث مسلسل “صالون زهرة”، ضمن أجواء كوميدية ورومانسية لا تخلو من التشويق الهادئ الذي تتراجع حدته أمام كوميديا تخفف الشعور بغموض ما يحمله العمل.

المسلسل يحكي بقالب كوميدي رومانسي قصة أنس، وهو شاب سوري يعمل في تنجيد الأثاث، بالعلن، وبتهريب الدولار الأمريكي في الكراسي التي يعيد تصنيعها وكسوتها بالقماش والإسفنج.

يفقد الشاب نتيجة خطأ أحد العاملين معه، كرسيًا محشوًا بنصف مليون دولار أمريكي، وصل إثر فرز خاطئ للكراسي إلى “صالون زهرة” التي تنتظر ثلاثة كراسي جديدة بفارغ الصبر، وبعد يأس أنس من إمكانية الوصول إلى الكرسي ببراءة، يبدأ بنسج الخطط لسرقة الكرسي من الصالون، وفي الطريق إلى كل ذلك يقع في غرام زهرة، صاحبة الصالون.

وخلال 15 حلقة تشكّل العمل، يسعى أنس للوصول إلى الكرسي، لكن نهاية مفاجئة وغير متوقعة خبأتها كاتبة العمل لتأخذ عبرها تفكير المشاهد باتجاه مختلف يثير قلقه على أبطاله.

يتناول المسلسل إلى جانب لمساته العاطفية المصنوعة برشاقة وظرافة (وإن كانت تفتقر إلى المنطق الزمني)، العديد من القضايا الاجتماعية التي تعيشها مختلف المجتمعات، كالعنف الأسري وتأثيره على الحالة النفسية والعاطفية للزوجة، وما يتركه في الطفل من مشاعر قد تتحول إلى حقد أو عقد نفسية طويلة الأمد، فالأب نفسه، فواز، الذي يضرب زوجته وأطفاله، ضحية لعنف منزلي مُورس عليه في طفولته، مع الإشارة إلى ضرورة احتضان الطفل في حال مواجهته مواقف حساسة قد تترك بصمتها في شخصيته إذا عولجت بشكل خاطئ.

كما يناقش العمل غياب المسؤولية الأبوية، وهو ما بدا بوضوح من تعامل بهيج، والد زهرة، مع عائلته، ووقوفه بمنأى عن عالم ابنه وابنتيه، مع إفساح المجال أمام الأب لبناء علاقة جديدة مع عائلته، ليس في حالة بهيج فقط.

ويقترب المسلسل عبر عقدته المرتبطة بتهريب الدولار، من الهم الاقتصادي والهاجس المعيشي المسيطر في لبنان، أمام انخفاض حاد في قيمة علمته المحلية أمام الدولار، إلى جانب الإشارة لانفجار مرفأ بيروت، في آب 2020.

وإذا كان تناول المواضيع الاجتماعية والقضايا الإشكالية جرى بخفة ظل في العمل، فإن سياقًا واقعيًا يخالفه، أو يتجاهله العمل عمدًا، وهو الوضع الاجتماعي بالنسبة إلى السوريين في لبنان، فالعمل أُنتج عام 2021، أي بعد دعوات كثيرة طالب خلالها الرئيس اللبناني، ميشال عون، بإعادة اللاجئين السوريين في لبنان إلى سوريا، إلى جانب تحميلهم مسؤولية الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان.

يندرج المسلسل في إطار الدراما الخفيفة (لايت)، ويشكّل محاولة جيّدة للفت النظر عبر 15 حلقة، إلى عدة قضايا قد لا تتناولها أعمال أخرى خلال أعمال تقليدية تمتد لـ30 حلقة.

أخرج المسلسل جو بوعيد، وكتبته نادين جابر، بعد حضورها في الموسم الرمضاني الماضي بمسلسلي دراما مشتركة هما: “للموت”، و”2020”.

وتقاسم بطولة “صالون زهرة” الذي ينتمي أيضًا للأعمال المشتركة، معتصم النهار، ونادين نجيم، وهو العمل الثاني بينهما بعد “خمسة إلا ربع”.

كما شارك في التمثيل كل من طوني عيسى، وفادي أبي سمرة، ولين غرة، ورشا بلال، وكارول عبود، وزينة مكي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة