فيلم “بنات عبد الرحمن”.. عن عالم واقعي غير مختلَق

tag icon ع ع ع

جليد خلافات الإخوة سريع الذوبان، هذه إحدى الأفكار التي لا يتأخر الفيلم الأردني “بنات عبد الرحمن” في طرحها، مفسحًا المجال لرسائل وأفكار كثيرة يتناولها العمل على مدار 112 دقيقة.

والقضية أن آمال وزينب وسماح وختام، أربع شقيقات تضع الحياة بينهن حواجز مبنية على خلافات، يلتقين بعد غياب سنوات على قضية تشكّل عاملًا مشتركًا بينهن، وهي اختفاء الأب الذي خرج من البيت في أحد الأيام مثقلًا بمرضه، دون أن يعود.

على شرف هذه المشكلة، تأتي كل واحدة من الأخوات الأربع بشخصيتها الحقيقية إلى منزل العائلة والحي الذي لا ينسجم مع اختلاف الشقيقات عن بعضهن من جهة، وعن البيئة بحد ذاتها من جهة أخرى.

تدور الأحداث في إطار كوميدي نسبيًا، دون أن تقتل جدّية الأفكار المطروحة، وأبرزها التقبّل، وتحديد أسباب الرفض، وردّها إلى جذورها التي تتراوح بين مخافة المجتمع، والقناعات الثابتة، لكن ما يجمع أضعاف ما يفرّق، وينعكس ذلك ضمن مجريات الأحداث على تطور علاقة آمال مثلًا، الأخت المنقبة، بشقيقتها سماح، التي تتبنى نمط حياة مختلفًا ولا ينسجم جدًا مع أسلوب وتفكير شقيقتها، دون تغليف هذه التجارب بأطر اجتماعية، وبوعي مقصود يجد طريقًا للتعبير عن نفسه.

الواقع هكذا

اللقاء الطارئ بين الأخوات الأربع، أفسح المجال لتذكيرهن بذواتهن القديمة، أي قبل الافتراق، وهو ما قزّم خلافاتهن من جهة، وأعادهن مجرد أربع شقيقات، خالصات من أي أفكار لا يألفنها في بعضهن، وهذا ما أتاح الفرصة أيضًا لتغيرات جذرية في شخصيات الأخوات.

ما ينقله الفيلم صورة عن عائلات كثيرة لا تتشابه قناعات أبنائها ولا أنماط تفكيرهم، وصورة أيضًا عن بيئة مشتركة عابرة للحدود لها حضورها في قرى ومدن وبلدان مختلفة، ما يمنح العمل طابعًا واقعيًا يؤكد أن عالم الفيلم غير مختلَق.

صدر الفيلم عام 2021، وهو متاح للمشاهدة عبر منصة “شاهد” (ليس في كل البلدان)، من تأليف وإخراج زيد أبو حمدان، وبطولة كل من صبا مبارك وحنان الحلو ومريم باشا وخالد الطريفي وياسمين العبد.

كما يشكّل العمل إلى جانب مسلسلَين آخرَين بوابة لعودة الممثلة الأردنية- الفلسطينية فرح بسيسو للتمثيل بعد غيابها عن الشاشة منذ عام 2014.

ومن أبرز أعمالها على مستوى سوريا، دور “الجليلة” في مسلسل “الزير سالم”، الذي صدر عام 2000، عن نص لممدوح عدوان، وإخراج الراحل حاتم علي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة