فيلم “بوسطة”.. الرقص على أوتار الحرب

camera iconمشهد من الفيلم اللبناني "بوسطة" - 2005 -(fantascopeprod)

tag icon ع ع ع

استند الفيلم الغنائي الراقص اللبناني “بوسطة” إلى الرقصة اللبنانية الشعبية المعروفة بـ”الدبكة”، وإلى الغناء الشعبي، في محاولة من مخرجه فيليب عرقتنجي لنفض غبار الحرب التي أرهقت لبنان.

ودارت أحداث الفيلم، الذي عُرض في عام 2005، حول فريق للدبكة يتدرب على نوع جديد منها، يدمج الرقصة التراثية المتوارثة عبر الأجيال، بالرقص العصري والإيقاع الغربي، وهو الـ”دي جي دبكة”، إذ عاد مدير الفرقة إلى لبنان، بعد أن هاجر خلال فترة الحرب، وأعاد تشكيل فرقته تمهيدًا لدخول مسابقة للدبكة في أحد المهرجانات اللبنانية.

لكن بسبب تقديم أفراد الفريق أسلوبًا جديدًا من الدبكة مغايرًا لما تعود عليه أهل المناطق اللبنانية، تعرض لتحديات كبيرة ورفض من المحافظين، الذين اعتبروا هذا النوع من الرقص تشويهًا للتاريخ وتحريفًا للتراث.

و”البوسطة” هي الحافلة باللهجة اللبنانية، وجعل المخرج منها وسيلة لوصل المناطق اللبنانية ببعضها، إذ استخدمها فريق الدبكة للتنقل وتقديم عروضه بمختلف المناطق في لبنان.

وكان عرض الفريق في مدينة بعلبك جنوبي لبنان محطة فاصلة، إذ تعتبر الدبكة هناك تراثًا يجسد الأرض، يتمسكون به ويشكل لهم مصدر فخر، ويجابهون به غزو الموسيقى والرقص الغربي الدخيل على المجتمع اللبناني.

فيليب عرقتنجي هو مؤلف ومخرج هذا الفيلم، ولد في بيروت في عام 1964، ويحمل الجنسيتين اللبنانية والفرنسية، وكان فيلم “بوسطة” أول فيلم سينمائي له في لبنان، بعد أن أمضى 12 عامًا في فرنسا، بالإضافة إلى كونه أول فيلم غنائي يُعرض في صالات السينما، بعد انتهاء الحرب وعودة الهدوء إلى لبنان.

تحدث المخرج فيليب، في مقابلة مع تلفزيون “العربي“، أنه كان يقصد بـ”البوسطة” رمزيتها، وقربها من الناس ومن حياتهم، وقال إنه عرض السيناريو للإنتاج في فرنسا، لكنه رُفض بسبب ما قيل له إنه بعيد عن الواقع اللبناني، ما حثه على العودة إلى لبنان وإنتاج الفيلم الأول له في بلده.

سجل فيلم “بوسطة” عندما عُرض ما يزيد على 140 ألف مشاهدة خلال أسبوعين، وعُرض في أكثر من 20 بلدًا، واختير ليمثل لبنان في جوائز “أوسكار” لعام 2006.

وحاز الفيلم على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان “قرطاج” عام 2002، و جائزة “موريكس دور” في لبنان، وجائزة أفضل أول عمل في مهرجان “الفيلم العربي” في روتردام، بالإضافة إلى جائزة الجمهور في مهرجان “كوينز الدولي”.

وكان “بوسطة” أفضل فيلم مبيعًا في العام الذي عُرض فيه، وقُدم كمدخل لبناني رسمي في حفل توزيع جوائز “أوسكار” الـ79، لفئة أفضل فيلم بلغة أجنبية.

وبحسب موقع “IMDb“، المتخصص بالأفلام، حصل فيلم “بوسطة” على تقييم 6.3 من 10.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة