فيلم “LE BLUES”.. هل تعالج كرة القدم العنصرية؟

tag icon ع ع ع

يروي فيلم “LE BLUES” مسيرة المنتخب الفرنسي لكرة القدم منذ عام 1996 حتى عام 2016، بما فيها بطولة كأس العالم 1998، التي أقيمت في فرنسا واستطاع منتخب الديوك الزرق الظفر بها، إلا أن حالة المنتخب الفرنسي ليست كأي حالة أخرى، في مجتمع مشكل من عدة أعراق وقوميات.

وبناءً على حالة التنوع هذه، أحيط المنتخب الفرنسي بشعار “اتحاد البيض والسود والعرب”، نظرًا لتنوع انتماءات لاعبيه العرقية والقومية، وتكرس هذا الشعار بفوز المنتخب بكأس العالم 1998، وكأس الأمم الأوروبية عام 2000.

فوز المنتخب الفرنسي خلق نوعًا من الوحدة ضد الأصوات العنصرية في البلاد. فرنسا جسد واحد، هكذا تصور الناس، إلا أن ردود الفعل بعد انهيار المنتخب الفرنسي في بطولة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، أثبتت عكس ذلك تمامًا.

فالأداء السيئ الذي قدمه المنتخب الفرنسي في البطولة وخروجه من الدور الأول، أعطى فرصة لمناصري حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف والمعادي للاجئين والمواطنين ذوي الأصول غير الفرنسية لمهاجمتهم.

يشرح الفيلم أي دور يمكن أن تلعبه كرة القدم في حياة الشعوب، ويطرح سؤالًا غير مباشر: هل تستطيع كرة القدم توحيد الشعوب فعلًا؟ وهل تستطيع طي صفحة الخلافات والاختلافات والعنصرية بين أبناء الوطن الواحد؟

الإجابة عن هذا السؤال سهلة مع وجود أحداث حقيقية حصلت في تلك الفترة، منها المباراة التاريخية الودية التي جمعت بين المنتخبين الجزائري والفرنسي في ظل المصالحة بين البلدين، والتي سارت أحداثها عكس ما تمنى منظموها.

عبر شهادات لاعبي المنتخب الفرنسي، وصحفيين ومؤرخين، وبمشاركة الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، يحكي الفيلم تفاصيل الصورة المختلفة لفرنسا، والبعيدة كل البعد عن الصورة الجميلة والرومانسية لعاصمة النور والموضة والجمال والتعايش، باريس.

يمر الفيلم على الأثر الكبير الذي تركه اللاعب الفرنسي ذي الأصول الجزائرية، زين الدين زيدان، ووصفه بأسطورة فرنسا، وكيف كانت عودته إلى المنتخب الفرنسي في تصفيات كأس العالم 2006 “إنقاذًا” للمنتخب الفرنسي، واستطاع قيادته إلى المباراة النهائية التي خسرها المنتخب الفرنسي أمام المنتخب الإيطالي بضربات الجزاء الترجيحية بعد خروج زيدان مطرودًا.

كرة القدم لا تتدخل بها السياسة، هذا قول يثبت الفيلم عكسه تمامًا، وبقدر ما يشرح الفيلم أهمية كرة القدم وتأثيرها وتأثرها بالمجتمع، يشرح كيف يمكن استغلالها من قبل الساسة، ويشرح بشكل متوازٍ تاريخ المنتخب الفرنسي عبر تفاصيل من الداخل غير معروفة.

ثلاثة أجيال مرت على المنتخب الفرنسي عبر عشر سنوات، رافقت كل جيل منها تغييرات اجتماعية وصخب ومشاكل ومجد لا ينتهي.

الفيلم من إخراج دايفد ديتز، وسونيا دوغار وباسكال بلانتشارد، وكتب السيناريو كل من سونيا دوغار وباسكال بلانتشارد.

حاز الفيلم على تقييم 7.4 على موقع “IMDB” المختص بالأفلام السينمائية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة