فينغر.. أطول حقبة من الطموح والعمل

camera iconمدرب نادي أرسنال الفرنسي، أرسن فينغر، (dpa)

tag icon ع ع ع

منذ بضع سنوات لا أحد يطيق الانتظار لرحيل المدير الفني لنادي أرسنال، أرسن فينغر، إذ طفح الكيل بجمهور نادي أرسنال، “الغانرز” أو المدفعجية كما هو المسمى بالأوساط العربية، من الإخفاق المستمر وعدم الفوز بأي بطولة منذ موسم 2003-2004.

ولعل معظم الإجابات في استطلاعات الرأي حول الرغبة ببقاء فينغر أو رحيله عن الأرسنال ستكون واضحة برحيله.

وضجت وسائل التواصل الإعلامي وجنون “التريند” في موقع “تويتر” ومزحة أن مستوى أرسنال المنافسة على “المركز الرابع”، ألغت كل ما أنجزه أرسن قبل هذه السنوات العجاف مع “المدفعجية”.

جاء فينغر قبل 22 عامًا إلى لندن تحديدًا في موسم 1996 ليفتح صفحة جديدة في تاريخ النادي، وكان “الغانرز” حينها بعيدًا عن المنافسة فيما ينافس نيوكاسل وبلاكبيرن مانشستر يونايتد على لقب الدوري.

وكان مركز أرسنال قبيل قدوم فينغر الخامس في موسم 95-96 بينما كان عاشرًا في موسم 94-95.

ومع أول موسم لأرسن الفرنسي تحسنت الأوضاع بشكل كبير ولافت وحقق لقب الدوري الإنكليزي الممتاز في ثاني موسم له، ليضيف إليه لقبين آخرين في دوري لم يخسر فيه أرسنال أي مواجهة مع أي فريق في “البريمير ليغ”.

اللحظات السعيدة لجمهور المدفعجية باتت كثيرة بعد أن حقق فينغر، القادم من الدوري الياباني، أربع ألقاب أخرى بكأس الاتحاد الإنكليزي.

وبات النجاح جليًا ليس فقط على مستوى البطولات بل على الفلسفة الكروية التي اتبعها المدرب الفرنسي، والكرة الجمالية واللمسة الفنية التي لم يختلف عليها أحد.

فريق كبير في زمن التقشف

كان قرار الانتقال من ملعب هايبري، مع ازدياد شعبية نادي أرسنال، ضرورةً ملحة فاحتاج أرسنال 390 مليون جنيه إسترليني لبناء ملعب الإمارات، الذي يتسع لـ 60 ألف متفرج ليصبح ثاني أكبر ملعب في إنكلترا بعد أولد ترافولد، معقل نادي مانشستر يونايتد.

قرار الانتقال زاد من الديون على عاتق النادي لتبدأ مرحلة من التقشف ويصبح المدرب الفرنسي دون أي موارد لتدعيم فريقه مع بداية صيف 2006.

وزادت الأزمة مع رحيل العديد من نجوم تلك الفترة، بدأت من الفرنسي باتريك فييرا، وسول كامبل، وأشلي كول فريدي ليونبرغ وتيري هنري، إضافةً لاعتزال المخضرم دينيس بيركامب.

بات فينغر مطالبًا بإعادة بناء الفريق من جديد ولكن دون موراد، سقف الرواتب كان ضئيلًا، ولا يستطيع ضم أي لاعب يزيد سعره على 15 مليون جنيه إسترليني.

كل ذلك جاء مع ظهور قوى عظمى في كرة القدم الإنكليزية مثل تشيلسي ومانشستر سيتي، وأصبح أرسنال مطالبًا بمجاراتها عبر الاعتماد على مجموعة من اللاعبين أبرزهم ألمونيا وميكيل سلفستر وجيايل كيلشي ونيكلاس بنتر ويوهان دجورو.

وتمكن فينغر من جلب بعض المواهب مثل سيسك فابريجاس، وروبن فان بيرسي، وأليكس سونج وسمير نصري، وإيمانويل أديبايور، وماثيو فلاميني، وصنعهم من لا شيء قبل أن يرحلوا بحثًا عن البطولات.

مجموعة فينغر العادية أحرجت قوى إنكلترا العظمى ونجحت بالوصول إلى المربع الذهبي من دوري أبطال أوروبا والمنافسة على “البريمير ليغ” موسم 2007-2008.

فينغر الطموح والشجاع

عقب قرار رحيله أظهرت إدارة النادي ومدربون كثر احترامًا كبيرًا للغاية للمدرب الفرنسي.

وأكد مدرب نادي تشيلسي أنتونيو كونتي، من خلال تصريحات أدلى بها عقب قرار فينغر بالرحيل، على أن مسيرة فينغر كانت رائعة.

وقال كونتي “عندما تبدأ العمل في ناد جديد بكل تأكيد تأمل أن تبقى لسنوات طويلة فتأتي بثقافتك وعقليتك للفريق”.

وقال المدير التنفيذي لأرسنال، إيفان جازيدس، خلال مؤتمر صحفي “سأترك الأمر للآخرين للحديث عن كل ما قام هذا الرجل الاستثنائي، وتأثيره الشديد وشجاعته وطموحه”، مضيفًا “الناس يتحدثون عن فلسفة كرة القدم وكأنها شيء سهل، ولكن في الحقيقة أرسنال يمتلكها عن طريق أفضل كرة قدم رأيناها تفخر بها الجماهير”.

كل ما عمل عليه المدرب الفرنسي مع الأرسنال دفع نجم أرسنال ستيف ديكسون للقول في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية، في 2006، “أخبرنا أرسن أن بإمكانه أن يجعل مسيرتنا في الملاعب أطول نصائحه في التغذية والتدريب، هذا ما حدث… كانت أساليبه ممتازة”.

فيما أعرب المدير الفني لبايرن ميونخ، بوب هاينكس، عن صدمته بقرار فينغر، قائلًا “طريقته وفلسفته تركت أثرًا كبيرًا على الكرة الإنكليزية، ولكن هذه هي الحال في كرة القدم، يمر بك العمر وتقول يكفي هذا، لا يمكنني أن أتصور أرسنال دونه”.

وفي رسالته الأخيرة عقب قرار رحيله في نهاية الموسم الحالي، قال فينغر “أريد أن أتوجه بالشكر للجميع من طاقم العمل، واللاعبين والمديرين والجماهير الذين جعلوا هذا النادي مميزًا للغاية”.

فينغر اختتم تصريحاته التي نقلها الموقع الرسمي للنادي، بالقول “أريد أن أطالب الجماهير بالوقوف خلف الفريق حتى ننهي الموسم بشكل جيد، لجميع جماهير أرسنال، حافظوا على مبادئ النادي، حبي ودعمي لكم للأبد”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة