محكمة بلجيكية تقر استعادة عشرة أطفال لمقاتلين من تنظيم “الدولة”

camera iconأطفال في مخيم الهول في شرق الفرات- 18 من تموز 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أصدرت محكمة بلجيكية قرارًا باستعادة عشرة أطفال لأربعة من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” من سوريا، دون آبائهم.

وأقرت “المحكمة الابتدائية” في العاصمة بروكسل أمس، الخميس 12 من كانون الأول، استعادة الأطفال العشرة الذين يحمل آباؤهم الجنسية البلجيكية من مخيم في شمال شرقي سوريا، لكنها رفضت عودة آبائهم.

وتضمن القرار أن يتم جلب هؤلاء الأطفال إلى بلجيكا خلال مدة لا تتجاوز ستة أسابيع، مع تأمين جميع الإجراءات اللازمة لهم بما فيها تقديم الخدمات القنصلية.

أما في حال لم يتم جلب الأطفال خلال الفترة المذكورة، فستضطر الحكومة البلجيكية إلى دفع خمسة آلاف يورو عن كل يوم لكل طفل كغرامة.

وأعلنت وزارة الخارجية البلجيكية في وقت سابق عن عدم رغبتها في إعادة مواطنيها الذين التحقوا بتنظيم “الدولة”، وأن عليهم مواجهة العدالة في سوريا والعراق لأنهم ارتكبوا الجرائم في هذين البلدين وليس على أراضيها.

وفي حزيران الماضي استعادت السلطات البلجيكية ستة أطفال أيتام ممّن كان آباؤهم قد التحقوا بتنظيم “الدولة”.

وأكد المتحدث باسم دائرة العلاقات الخارجية التابعة لـ “الإدارة الذاتية” (الكردية)، كمال عاكف، في 13 من حزيران الماضي، تسليم ستة أطفال أيتام بلجيكيين إلى وفد من الخارجية البلجيكية في عين عيسى، مضيفًا أنه تم توقيع وثيقة التسليم بشكل رسمي، وأن الأطفال والوفد البلجيكي وصلوا إلى بلادهم.

وعلق وزير المالية البلجيكي، ألكسندر دي كرو، على عملية التسليم قائلًا، “إنهم أطفال ولدوا في بلادنا وفقدوا أهلهم، وهم يعيشون بمفردهم في هذه المخيمات، ولم يعد لهم أي سند.. ومن غير المطروح استعادة الأهل الذين اختاروا الانضمام إلى مجموعات إرهابية، لكن الأطفال لم يختاروا ذلك”.

وكانت هذه المرة الأولى التي تُنظم فيها بلجيكا عملية إعادة من هذا النوع، وقبلها لم تكن عمليات عودة الأطفال تحصل إلا من خلال مبادرات منفردة تقوم بها عائلات.

وتؤكد الحكومة البلجيكية منذ عام 2017 استعدادها لتسهيل عودة أطفال دون العشر سنوات إذا ما ثبُت أنهم من رعاياها، لكنها وفي أواخر عام 2018 طعنت بقرار قضائي أمرها بالقيام بكل شيء لإعادة ستة أطفال “جميعهم دون الست سنوات” مع أمهاتهم.

وتشير إحصائيات نقلتها وكالة “فرانس برس” عن مصادر متطابقة، أنه لا يزال ما بين 50 و60 قاصرًا بلجيكيًا موجودين في مخيمات “الهول” و”عين عيسى” و”روج” التابعة للإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا.

ومع أكثر من 400 بالغ بلجيكي انضموا لجماعات “متطرفة”، في سوريا والعراق، تعد بلجيكا من أكبر الدول الأوروبية المصدرة للمقاتلين الأجانب بالنسبة لعدد السكان.

وتعد قضية استعادة المقاتلين الأجانب من القضايا الشائكة بالنسبة للدول الأوروبية، بين المخاوف الأمنية والالتزامات القانونية.

ويتوزع 12 ألف شخص من عائلات مقاتلي تنظيم “الدولة”على ثلاثة مخيمات تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وهي: عين عيسى (شمال الرقة) وروج والهول (شمال شرقي الرقة).




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة