موسم قطاف الزيتون فرصة عمل مؤقتة لمياومي إدلب

محصول الزيتون

camera iconمحصول زيتون من سوق مدينة سرمين شرقي إدلب في 21 من تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

tag icon ع ع ع

مع بدء موسم قطاف الزيتون في إدلب شمالي سوريا، يتمهل عبد الحميد في القطاف لعل الثمار تتحسن في الأيام القادمة بفعل برودة الجو والمطر الذي هطل في الأيام القلية الماضية.

ويتخوف المزارعون من ضعف الإنتاج هذا العام، بسبب موجات الحر الشديدة التي ضربت الشمال السوري في فصل الصيف، ما أثر سلبًا على المزروعات بشكل عام.

قال عبد الحميد عبد الله، والذي يعتمد بشكل أساسي على إنتاج أرضه من الزيتون وتجارة الزيت، إن انخفاضًا كبيرًا في الإنتاج خلال الأعوام السابقة، تسبب بأضرار مالية كبيرة لحقت بالمزارعين، وانعكس بشكل سلبي على المواطنين الذين انخفضت قدرتهم على شراء الزيتون ومنتجاته بسبب ارتفاع الأسعار.

ويشتكي المزارعون في إدلب من ارتفاع تكاليف العناية بالأشجار، مع ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف النقل والتقليم والتسميد، وصعوبة تأمين المبيدات اللازمة وصعوبة تصدير الإنتاج.

من جهته، قال المزارع أمين المحمد، إن الصعوبات لا تتوقف عند حد العناية بالأشجار، مشيرًا إلى أن تكلفة العمالة مرتفعة في موسم القطاف، وإن كانت الأجور قليلة جدًا بالنسبة للعمال ولا تكفيهم قوت يومهم، ولكن بالمقابل ترهق المزارع، إذ تبلغ أجرة قطاف عشرة دونمات مزروعة بالزيتون أكثر من 200 دولار أمريكي وسطيًا.

أجور قليلة

يؤمن موسم قطاف الزيتون العشرات من فرص العمل الجيدة لعمال المياومة بجني الزيتون الذي يستمر لشهرين أو أكثر في مواسم عدة، بينما ينخفض لشهر تقريبًا إذا كان الإنتاج شحيحًا.

ويطالب عمال المياومة رفع الأجور التي لا تسد الرمق، غذ يقول وائل قنديل، وهو أحد عمال جني ثمار الزيتون، إن عمله يساعده على تأمين دخل بسيط لا يكفيه لشراء مؤونة البيت من الزيتون والزيت، معتبرًا أن العمل بأجور قليلة أفضل من الجلوس في البيت بدون عمل.

وأضاف العامل لعنب بلدي، أن أجور عمال القطاف “اليومية” تصل  إلى 75 ليرة تركية، تعادل أقل من 3 دولارات، بينما كانت تعادل في الأعوام السابقة أربعة دولارات تقريبًا مقابل 5 ساعات عمل يوميًا، تبدأ الساعة السابعة صباحًا وتنتهي الساعة الواحدة ظهرًا.

بدوره أكد العامل عامر الدوري (43 عامًا)، أن أجور عمال اليومية قليلة جدًا مقارنة بارتفاع الأسعار إثر انخفاض قيمة الليرة التركية مقابل الدولار، ما أثر بشكل سلبي على أجور العمال التي بقيت على حالها.

وبحسب العامل عامر، ترتبط مدة العمل بقطاف ثمار الزيتون مع وفرة الإنتاج، فكلما زاد الإنتاج ازدادت مدة العمل المتوقعة، وفي حال شح الثمار تنخفض مدة العمل، مشيرًا إلى أن مدة العمل بقطاف الزيتون الموسم الفائت لم تتجاوز شهرًا واحدًا بسبب قلة حمول الأشجار.

الوساطة مصدر آخر للدخل

يستغل بعض المواطنين مواسم جني الثمار لتحقيق دخل من النقل والوساطة بين المزارعين وعمال اليومية والتجار.

سامر الصبحي (55 عامًا)، يعمل وسيطًا بين عمال اليومية والمزارعين والتجار، قال لعنب بلدي، إنه يتعامل مع عدد من العمال والعاملات الذين يستغلون مواسم جني الثمار لكسب رزقهم.

وأضاف سامر، أنه يتعاقد مع المزارعين على عدد العاملين المطلوبين لجني الثمار وعدد أيام العمل مقابل 100 ليرة تركية باليوم عن كل يوم عمل للعامل، يعطي العامل 75 ليرة تركية ويحتفظ بـ25 ليرة لنفسه.

يتكفل سامر تجاه العمال بنقلهم من بيوتهم إلى مكان العمل، وتحصيل الأجور في نهاية العمل، بينما يتكفل تجاه المزارع بجدية عمل العمال وسرعتهم في العمل وجودة جني الثمار وسلامته وسلامة الأشجار من تكسير الأغصان.

وبحسب سامر الصبحي، تتراوح أجور الوسيط اليومية بين 200 إلى 250 ليرة تركية بعد اقتطاع أجور النقل، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار المحروقات أثرت سلبًا على أجور الوسطاء.

 880 ألف شجرة في إدلب

قدّرت المديرية العامة للزراعة التابعة لحكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب عدد أشجار الزيتون بنحو 880 ألف شجرة.
المدير العام لمديرية الزراعة، تمام الحمود، قال لعنب بلدي، إن الإنتاج المتوقع لهذا العام يبلغ 115 ألف طن، في حين تُقدّر حاجة السوق منها بـ13 ألف طن للتخليل، والباقي للعصر.

ومن المتوقع أن يصل إنتاج زيت الزيتون إلى 22 ألف طن، وسط توقعات بأن تعادل حاجة المنطقة من المادة 13 ألفًا و500 طن.

وبحسب الحمود، فإن أصناف الأشجار المزروعة في مناطق الشمال السوري من الأنواع ذات الجودة العالية والإنتاج الجيد، كما أن إنتاج هذا العام سيكون ذا جودة مرتفعة، نظرًا إلى عدم إصابة الموسم بالأمراض كذبابة ثمار الزيتون، بسبب ارتفاع درجات الحرارة صيفًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة