“كورونا” في درعا.. لا أسرّة بالمستشفيات وأكسجين “الوجهاء” لتأمين “المنافس”

camera iconمديرية صحة درعا (فيسبوك)

tag icon ع ع ع

لم يتمكّن سعيد محمد (45 عامًا) المقيم في محافظة درعا، من العلاج من إصابته بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في المستشفيات العامة، بسبب امتلائها بالمرضى وغلاء تكلفة “المنفسة” في المستشفيات الخاصة، حيث تصل تكلفة الليلة الواحدة إلى 800 ألف ليرة سورية (230 دولارًا)، لذلك قرر العلاج تحت إشراف طبيب بمنزله، عبر الاستعانة بأسطوانات أكسجين خاصة.

سعيد قال لعنب بلدي، إن الطبيب شخّص له المرض، ولم يزر المستشفى، ولذلك لم توثق إصابته لدى مديرية صحة درعا.

ويفوق حجم الإصابات بالفيروس ما تصرّح به صحة النظام السوري بكثير، ففي مديرية صحة درعا، لا يتم الإعلان إلا عن الإصابات التي تثبت بفحص “PCR”، أو ما يعرف بفحص “تفاعل البوليميراز المتسلسل”، بحسب ما قاله طبيب في مستشفى “درعا الوطني” لعنب بلدي، طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية.

وسبق أن صرّح مدير صحة درعا، أشرف برمو، في 14 من تشرين الأول الحالي، بأن نسبة إشغال مراكز العزل في مستشفيات درعا 100%، في ظل تزايد الإصابات بالفيروس، وخاصة لدى كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة.

صور الأشعة تحدد الإصابة

“شعرتُ بوهن عام، وسعلة جافة وارتفاع بدرجة الحرارة، راجعت الطبيب فطلب مني صورة أشعة للصدر، وبناء عليها شخّص الطبيب إصابتي بفيروس (كورونا)”، وفق ما قاله المريض حسن المصطفى (60 عامًا) وهو من سكان مدينة طفس لعنب بلدي.

ولم تصل حالة حسن لوضع “منفسة”، إنما عزل نفسه في منزله، وأخذ الأدوية، بعضها عبارة عن حقن بالوريد، ومسكنات، حتى تماثل للشفاء وقال، “عزلت نفسي عن أسرتي، وعن أصدقائي، وأخذت الأدوية المناسبة حسب وصفة الطبيب”.

وأشار الطبيب في مستشفى “درعا الوطني” لعنب بلدي، إلى أن الصورة الشعاعية تساعد في الكشف عن المرض، ولكنها ليست دليلًا حتميًا كفحص “PCR”، إنما هي طريقة توجيهية للطبيب، قد يتمكن من خلالها من تأكيد الإصابة عبر ظهور الأعراض.

أسعار الأدوية ترهق المرضى

أفاد حسن في حديثه لعنب بلدي، بأن سعر وصفة الطبيب عند تحديد إصابته، وصلت إلى 75 ألف ليرة سورية (21 دولارًا)، “وهو أمر يفوق مقدرتي المالية، ووجدت صعوبة في تأمينه”، حسب قوله.

ووفق ما رصده مراسل عنب بلدي في المنطقة، أصبح تأمين الأدوية لمرضى “كورونا” من الصعوبات، إذ يدفع غلاء الأدوية السكان إلى التخوف من الإصابة، ولا بد من شراء وصفة الطبيب، لخطورة المرض على حياة السكان.

وفي حزيران الماضي، رفعت وزارة الصحة سعر أكثر من 11 ألف صنف دوائي بنسبة تقارب 30%، وذلك لأن المناطق الخاضعة لنفوذ النظام السوري تعاني نقصًا كبيرًا في أعداد من الزمر الدوائية المختلفة.

دعوات عبر المساجد للوقاية من “كورونا”

بعد ازدياد حالات الإصابة بفيروس “كورونا”، ظهرت حملات توعية في عدد من المناطق بريف درعا، منها تل شهاب، وتسيل، وطفس، وبصرى الشام، عبر النداء بمكبرات الصوت لضرورة التباعد، وعدم المصافحة والتقبيل، وإلغاء مجالس العزاء والأفراح.

وقال ممرض في درعا طلب عدم الكشف عن اسمه، إن احتياطات السكان “صفر”، إذ بالنادر أن ترى شخصًا يرتدي كمامة، وأن الأفراح ومجالس العزاء ما زالت مفتوحة، وأضاف أن من يتوخى الحذر فقط المصاب، ولكن الخطورة تكمن في كمون المرض وتأخر ظهوره، ما يزيد من حالات الإصابة.

ومن حملات التوعية شراء أسطوانات أكسجين وإيداعها لدى وجهاء كل منطقة، تحت إشراف الكادر الطبي، لتأمين “منفسة” لكل مريض يحتاج إليها.

وبلغ مجموع إصابات فيروس “كورونا” في درعا، الأحد 24 من تشرين الأول. 2035 حالة، شُفي منها 1386 حالة، في حين يبلغ عدد الحالات النشطة 569، وتوفي منها 80 حالة، حسب إحصائية وزارة الصحة السورية.

إلا أن هذه الإحصائية لا تعد دقيقة بالكامل، إذ قدّر عضو الفريق الاستشاري لمكافحة الفيروس نبوغ العوا، أعداد الإصابات الحقيقية بالفيروس بأنها تصل إلى عشرة أضعاف ما تعلنه وزارة الصحة، مشيرًا إلى أن معظم المصابين بالفيروس لا يراجعون المستشفيات، ويلجؤون إلى العلاج في المنزل.


شارك في إعداد المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة