بعد انتهاء الموسم الأول.. “بيت التنين” يورّط متابعيه بالتشويق للمقبل

طوى مسلسل “House of the dragon” (بيت التنين بالعربية) الموسم الأول منه، بعشر حلقات عُرضت على مدار أكثر من شهرين، بنظام حلقة أسبوعية.

واستطاع العمل بآخر حلقتين خلق رابط قوي مع المشاهدين الذين صاروا أسرى لانتظار طويل، سيستمر حتى 2024، بانتظار الموسم الثاني.

وإذا كان كاتب السلسلة الروائية المغذية للمسلسل جورج آر. آر. مارتن، تحدث عن عودة محتملة للعمل في نيسان 2024، أي بعد مرور نحو عامين على عرض الموسم الأول، لكن العودة المنتظرة، بأفضل الظروف، لن تكون قبل عام ونصف، بالنظر إلى طول فترات التصوير التي تستمر لأشهر، وتعقبها أعمال المؤثرات والمعالجات البصرية التي تتطلب جهدًا ووقتًا، وفق تصريحات سابقة للقائمين على العمل.

واستطاع “بيت التنين” منذ بداية عرضه إخراج المشاهد من خانة التوقعات، عبر تقديم ما يخالفها، فإذا كانت الحلقتان الأولى والثانية مثار سأم وتململ، فالحلقة الثالثة كانت كفيلة بقلب المشهد ونسف تلك الفكرة كليًا.

ومع تتابع الحلقات بعد تقديم أرضيات درامية سيستفيد منها العمل لمواسمه المقبلة، عقب قرار تمديده أربعة مواسم على الأقل، أخذت الأحداث منحى تصاعديًا ارتفعت فيه نسبة الإثارة، كما ارتفع تقييم تلك الحلقات على المواقع السينمائية المختصة.

ينتمي المسلسل لفئة أعمال “الفانتازيا”، دون إلغاء المحاكاة لما هو واقعي وحقيقي وملموس، فالعلاقات العاطفية المحرّمة، والطمع بالسلطة، وألاعيب السياسة، والانقلابات، والحرب وأدواتها، كل تلك الأشياء لا تأتي من الخيال وحده، طالما أن مخيلة الكاتب قد تتأثر بما هو واقعي وتبني عليه.

جاء العمل حاملًا في حلقاته الأرضية الزمنية لمسلسل “Game of thrones” (صراع العروش)، باعتبار أن الأحداث تسبق “صراع العروش” بنحو 200 عام، لتنقل صراعات عائلة “تارغاريان”، وتعتمد على رواية “النار والدم”، في حين اعتمد العمل الأصلي على رواية “أغنية الجليد والنار”.

ما هو ثابت فعلًا أنه لا مذنب كامل في المسلسل، كما أنه لا حق مطلق أو خير أو شر مطلق في عالم جورج آر. آر. مارتن الروائي، فالشخصية التي ينفر منها الجمهور في الحلقات الأولى قد يدافع عنها ويتبناها في الحلقات التالية، والعكس بالعكس.

كما أن المختلف في هذا العمل عن سابقه الأصلي ثمانيّ المواسم، تخفيض المحتوى الجنسي، بما يمكن أن يوسع رقعة المشاهدة، ويزيد التركيز على الموضوع والمضمون دون إلهاء، أو محاولة ترقيع ورتق لضعف ما بمحتوى تشويشي.

ويمكن القول بلغة سينمائية، إن نهاية “بيت التنين”، والطريقة التي أقفل فيها الموسم أبوابه، تركت المشاهد على حافة معقدة، وحملت في الوقت نفسه بشائر صناعة ملحمة درامية على مستوى الصورة والنص والفكرة والموسيقا التصويرية والمؤثرات البصرية، تمهيدًا لعمل درامي متكامل أساسه “أغنية الجليد والنار”، وصولًا إلى أعمال أخرى يجري العمل عليها وستصب في البيئة الدرامية ذاتها، طالما أنها تتغذى على نصوص الكاتب نفسه مبدع الفكرة الأولى.

ورغم كثرة الشخصيات وقلة عدد الحلقات المعروضة (10 فقط)، فإن أسماء مثل “رينيرا”، و”فيسيريس”، و”أليسنت”، و”ديمون”، استطاعت أن تحتفظ لها بمكان في ذاكرة المشاهدين.

“House of the Dragon” من بطولة كل من بادي كونسيدين، وأوليفيا كوك، وإيما دارسي، ومات سميث، ونتاج جهد عدة كتّاب سيناريو ومخرجين، وإنتاج شركة “HBO”، التي تعمل على تطوير سلسلة مشتقة أيضًا عن العمل الأصلي، وتدور أحداثها حول شخصية “Jon Snow” (جون سنو)، وهو أول مشروع تأتي أحداثه بعد المسلسل الأصلي، لا العكس.