أصوات المختفين قسرًا غائبة.. المونديال يحيي شعور الفقد بقلوب أحبتهم

camera iconسيدات من حركة "عائلات من أجل الحرية" يكتبن رسائل لأحبائهن المعتقلين والمختفين قسرًا ضمن حملة "Missing World Cup 2022"-15 من كانون الأول 2022(عائلات من أجل الحرية)

tag icon ع ع ع

في حين توجهت أنظار العالم إلى ملاعب قطر لمتابعة مباريات كأس العالم، واجهت عائلات المعتقلين والمغيبين قسرًا مشاعر الفقد بغياب أصوات أحبتهم الذين شاركوهم ماضيهم وأحلامهم وشغفهم بمتابعة المباريات.

وأطلقت حركة “عائلات من أجل الحرية” خلال مونديال قطر 2022، حملة مناصرة من حول العالم لتسليط الضوء على معاناة المختفين قسرًا والمعتقلين، ومشاعر الفقد التي تعيشها عائلاتهم.

منسقة الرابطة في لبنان، لطيفة شعبان، قالت لعنب بلدي، إن بطولة كأس العالم مرتبطة بذاكرتها بأخيها الذي كان يتابع المباريات بشغف كبير ويملأ المنزل بضجيج الهتافات التشجيعية.

“متابعة المباريات جعلتني أستعيد العديد من الذكريات برفقة أخي، شعرت أن بداخلي الكثير من المشاعر وأنا عاجزة عن ترجمتها”، هذا ما دفع لطيفة لإقامة تجمّع لذوي المعتقلين والمعتقلات في لبنان ضمن حملة مناصرة “Missing World Cup 2022” للتعبير عن مشاعرهم بمختلف الطرق.

وروت السيدات ذكرياتهن خلال المونديالات السابقة بمشاركة أحبائهن المغيبين قسرًا، وتحدثن عن أمنياتهن بأن يعشن لحظات مونديال 2022 برفقتهم.

وقالت الخمسينية ماجدة (أم علاء)، إنها منذ بداية كأس العالم تشعر بأن هناك حلقة مفقودة، ومن خلال هذه المبادرة أدركت أن المفقود صوت ابنها المغيّب في سجون النظام السوري منذ سنوات.

“حين رأيتُ أمهات اللاعبين المغربيين يعانقن أبناءهن، تمنيتُ أن أعانق علاء ولو لمرة واحدة”، تابعت ماجدة.

وخلال الحملة رُفعت صور المعتقلين في ملاعب المونديال، للتذكير بقصصهم ومشاعر أحبائهم الذين يحاولون التأكيد على أن لن ينسوا.

وشارك في الحملة فنانون سوريون ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أظهروا تضامنهم مع المعتقلين وذويهم.

آلاف الأصوات غائبة

بلغ عدد المعتقلين والمختفين قسرًا منذ آذار 2011 حتى آذار 2022، 151 ألفًا و462 شخصًا، بينهم خمسة آلاف و93 طفلًا، وتسعة آلاف و774 امرأة، بحسب تقرير صادر عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.

وحمّل التقرير النظام السوري مسؤولية 88% من حالات الاعتقال في سوريا، التي غالبًا ما تتحوّل إلى إخفاء قسري.

ويخضع المعتقلون للتعذيب والقتل، وللحبس الانفرادي لأشهر أو لسنوات، إن لم يكن إلى أجل غير مسمى، أو يظلون قيد الاحتجاز حتى بعد تنفيذ الإجراء المتخذ ضدهم أو العقوبة المفروضة عليهم.

ويمضي معظمهم سنوات اعتقالهم دون أي تواصل مع العالم الخارجي، ما يفرض على عائلاتهم حالة من القلق والخوف.

ويُعتقل الأفراد في سوريا، إما لممارستهم أحد حقوقهم الأساسية المضمونة بموجب المعاهدات الدولية، والمنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مثل حق التعبير وحرية تشكيل التجمعات، وحق الفرد في مغادرة بلده والدخول إليه، وإما لأنهم لم يتمكنوا من الاستفادة من الضمانات الأساسية للحق في محاكمة عادلة، فسُجنوا من غير أن تُصدر هيئة قضائية مستقلة أمرًا بالقبض عليهم أو توجه إليهم تهمة أو تحاكمهم، أو من غير أن توفر لهم إمكانية الاستعانة بمحامٍ.

وتنشط عشرات المنظمات السورية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المختفين قسرًا، بينها حركة “عائلات من أجل الحرية” التي تطالب بالحرية لجميع السوريين المعتقلين أو المختفين قسرًا في معتقلات النظام السوري.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة