“ابتسم أيها الجنرال”.. بداية محمّلة بإسقاطات الجمهور

tag icon ع ع ع

سبقت عرض مسلسل “ابتسم أيها الجنرال” تكهنات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن علاقة المسلسل بالواقع السوري، وبعد عرض الحلقتين الأولى والثانية، سادت حالة من الجدل، وتباينت تقييمات وآراء المشاهدين.

تبدأ الأحداث في حفل ينظمه عميد عسكري نافذ محال للتقاعد، يعُد أيامه الأخيرة بسبب مرض قاتل، حيث يفجر فضيحة أخلاقية ترتبط بكشفه عن علاقاته العاطفية على مدار عقود بزوجات رجال نافذين في الحكم، من بينهن شقيقة الرئيس الحالي الذي ورث الحكم عن أبيه.

يسعى الرئيس لتدارك الفضيحة بمصادرة تسجيلات فيديو تخص علاقات القائد العسكري قبل انتشارها وبثها.

الحادثة تؤجج الصدامات العنيفة بين الرئيس وشقيقه العسكري، في رحلة السعي المدمر لتعزيز النفوذ، وإحكام السيطرة المطلقة على مقاليد السلطة، من دون أدنى مراعاة لمصلحة المواطنين.

لاقت الحلقة الأولى من المسلسل إشادة بالحبكة والبداية القوية للأحداث، وأداء الممثلين أصحاب الشخصيات الرئيسة من جهة، بينما وُجهت أيضًا انتقادات تتعلق بالتصوير من ناحية الإضاءة، والفارق الكبير بين أداء الممثلين المعروفين والجدد من جهة أخرى.

“الأجرأ على الإطلاق”

تحدث الممثل السوري مكسيم خليل عن العمل قبل عرضه واصفًا إياه بـ”الأجرأ على الإطلاق في مسيرته الفنية”، مشيدًا بخاصية كانت مُفتقدة، وهي “حرص الفن على تقديم رسالة إنسانية معتبرة إلى جانب الترفيه”.

وأضاف خليل، الذي يؤدي دور رأس السلطة في المسلسل، إلى ميزات العمل، أن صناعته جرت “بعيدًا عن مقص الرقيب”، قائلًا، “نحن أمام مسلسل يحاكي طبقة جديدة لم يتم التطرق إليها من قبل”.

الممثلة السورية سوسن أرشيد، التي تؤدي شخصية “سامية” شقيقة الرئيس الوحيدة، قالت إن “سامية ستكون صوت الضمير، إذ ستظهر بصورة المرأة القوية التي تحاول جاهدة المطالبة بحقوقها والدفاع عن نفسها في وجه المؤامرات التي تُحاك ضدها”.

وفور عرض الحلقة الأولى، أسقط السوريون تلك الأحداث على واقع سوريا، فأجمعت الأغلبية على أن مكسيم خليل يجسد شخصية رأس النظام السوري، بشار الأسد،  فيما أسقط آخرون شخصية “سامية” على بشرى الأسد، وتوقع غيرهم أن العميد المتقاعد في المسلسل يجسد شخصية وزير الدفاع الأسبق، مصطفى طلاس.

شخصيات خيالية تجسد الواقعية

أعلن صنّاع المسلسل في وقت سابق، أن أي تشابه بين ما يعرضه العمل والواقع محض مصادفة، لكن ما يرويه “ابتسم أيها الجنرال” يضع الجمهور أمام إسقاطات يراها جلية على الواقع المعاش.

وعززت شركة الإنتاج روايتها من خلال مشاهد يظهر فيها الديكور، أو علم الدولة الخيالية المفترَضة التي تجري فيها الأحداث.

وحول صلة أحداث المسلسل بالواقع السوري، قال الكاتب سامر رضوان قبل بدء عرض العمل، “أتمنى أن يكون المسلسل ثمرة يستحقها المشاهد العربي، لحكاية يمكن أن تكون قابلة للتأويل، لكن لا يحق لأحد مصادرة تأويلها، فهي ملك للمشاهد وحده”.

وأكد رضوان أنه طوال أشهر كتابة وتنفيذ العمل، كان حرًا تمامًا في القصة والسيناريو والحوار، قائلًا، “تخلصت من الإلهام في هذا العمل، لأطرح الواقع وفق مفهوم ورؤية كاتب حر يبحث دائمًا عن فضاء لأفكار أعتقد أنها ستصل دومًا”.

ومنذ الحلقة الأولى، حظي المسلسل بمتابعة السوريين، باختلاف أماكن وجودهم جغرافيًا، مع محاولات القاطنين في مناطق نفوذ النظام السوري للبحث عن طريقة آمنة لمشاهدة المسلسل، بالسؤال عنه بطريقة غير مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، خوفًا من الملاحقة الأمنية.

كما تعرض المسلسل لحملات تشويه صادرة من صفحات محلية موالية، وهو ما أكسبه شهرة إضافية.

العمل من قصة وسيناريو وحوار الكاتب السوري سامر رضوان، وإخراج عروة محمد.

ويتشارك البطولة كل من مكسيم خليل، وسوسن أرشيد، وعبد الحكيم قطيفان، ومازن الناطور، ومرح جبر، وريم علي، وعزة البحرة، وهو من إنتاج شركة “ميتافورا”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة