أكثر إنتاجًا.. نحل أجنبي بديل المحلي في إدلب

نحلة تمتص الرحيق من زهرة في ريف إدلب الشمالي- نيسان 2023 (عنب بلدي)

camera iconنحلة تمتص الرحيق من زهرة في ريف إدلب الشمالي- نيسان 2023 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

منذ عام 2013، اشترى محمد البكري (50 عامًا) ملكات نحل مستوردة من أوروبا من النوع الهجين الإيطالي، بعد توفره شمال غربي سوريا، ولا يزال مستمرًا في تربية النحل في جبل باريشا شمالي إدلب.

يعمل محمد المهجر من قرية البوابية بريف حلب إلى قرية الكفير بريف إدلب الشمالي بتربية النحل منذ 11 عامًا، وقال لعنب بلدي، إن بداية عمله كانت بتربية النحل السوري لقرابة العامين، واشترى من ملكات النحل المستوردة، وصار لديه نحل هجين أجنبي.

مصدر دخل

توجّه المربي إلى النحل الأجنبي ليس جديدًا، إذ إن معظم مربي النحل باتوا يربون الأصناف الأجنبية منه، إذ يختلف النحل الهجين عن السوري بزيادة إنتاج العسل وهدوئه.

وأوضح محمد البكري أنه يمكنه التجول بين الخلايا دون لباس واقٍ، على عكس النحل السوري الذي لا يستطع الاقتراب منه دون لباس حماية، لأنه شديد العدوانية ويلسع في حال الاقتراب منه، حسب قوله.

التوجه إلى النحل الأجنبي المستورد لا ينفي تربية النحل السوري، إذ لا يزال بعض المربين مستمرين بتربيته لكن بأعداد قليلة جدًا مقارنة بالأجنبي.

من جهته، أحمد البكري (40 عامًا) مهجر من ريف حلب إلى قرية الكفير، يعمل في تربية النحل منذ 12 عامًا، وهي مصدر رزقه، وبعد أول عامين له في المهنة، اشترى ملكات مستوردة هجينة من تركيا.

وكانت أنواعها “لوغستيكا” و”كارنيكا” و”كاربات”، وهي ذات منشأ إيطالي، وفق أحمد الذي أوضح لعنب بلدي أنه يحصد نتائج ممتازة من حيث الإنتاج.

سهل التعامل.. غزير الإنتاج

أشار أحمد إلى أن الفرق بين النحل السوري والأجنبي، هو أن الأوروبي هادئ ومنتج للعسل وحبوب اللقاح والغذاء الملكي وغزير بـ”الحضنة” (اليرقة التي تفقس من البيضة التي تضعها ملكة النحل) والتكاثر، بينما النحل السوري يكون أبطأ وأشرس، وفي حال شح المراعي لا يمكنه جمع أكله.

ويتميز النحل الأجنبي بلسانه الطويل لامتصاص الرحيق من الزهرة، أما السوري فلسانه أقصر، وفق أحمد الذي ذكر أن مستلزمات النحل مرتفعة على كلا الصنفين من أدوية وأدوات وغيرها.

الطبيب البيطري حسين بلان قال لعنب بلدي، إن تربية النحل الأجنبي أصبحت منتشرة في الشمال السوري، لأنه يعطي إنتاجًا أفضل من السوري، فهو “جمّاع للعسل وغير ميال للتطريد”.

وأوضح بلان أن النحل الأجنبي يتأقلم مع العوامل الجوية، وهو أسرع بالانتشار بـ”الحضنة” من النحل السوري، وغير شرس وسهل التعامل معه، مضيفًا أن حجم النحلة الأجنبية أكبر من نظيرتها السورية، ومن ناحية المرض لا فرق كبير.

ولفت الطبيب إلى أن تزاوج النحل الأجنبي مع السوري يعطي سلالة جديدة ممتازة.

المهندس الزراعي خالد المحمد، أوضح لعنب بلدي أن ما يميز النحل الأجنبي هو الانطلاقة الربعية المبكرة، إذ ينطلق خلال الشهر الأول من العام، في حين أن النحل السوري لا ينطلق حتى الشهر الثالث.

ويواجه النحالون عدة مشكلات في عملية الحفاظ على حياة نحلهم، أبرزها قلة تنوع وكثافة المراعي، وعدم توفر الظروف البيئية والمناخية المناسبة، وغلاء الأدوات اللازمة لتربية النحل، الأمر الذي ينعكس على قلة المعروض في الأسواق المحلية، وارتفاع أسعار العسل خلال موسم الإنتاج.

ولا يوجد إحصاء خاص بمشاريع إنتاج العسل في إدلب وريفها، كونه في كل عام ينقص أو يزيد بحسب التغيرات المناخية.

 

شارك في إعداد التقرير مراسل عنب بلدي في إدلب إياد عبد الجواد




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة