البعلي والمروي متقاربان.. مزارعو الحسكة يستبشرون بموسم وفير 

مزارعو القمح يستبشرون بمحصول وفير في ريف القامشلي الجنوبي - 20 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ مجد السالم)

camera iconمزارعو القمح يستبشرون بمحصول وفير في ريف القامشلي الجنوبي - 20 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ مجد السالم)

tag icon ع ع ع

الحسكة – مجد السالم

أبدى مزارعون في الحسكة شمال شرقي سوريا تفاؤلًا بمحاصيلهم الزراعية في الموسم الحالي، منتظرين إنتاجًا وفيرًا في موسم الحصاد والجني، بعد أمطار غزيرة شهدها الموسم.

تفاؤل تتخلله مخاوف من انخفاض سعر الشراء، وتحكم التجار، وغياب أسواق للتصريف، وحدوث أضرار طبيعية (سقوط برد، أو حرائق).

وعلى الرغم من إعلان “الإدارة الذاتية” رغبتها بشراء جميع كميات القمح من المزارعين، فإن التجارب والأسعار السابقة تركت أثرها في نفوس المزارعين.

موسم مبشر

قال المزارع إبراهيم الحميد (49 عامًا) من ريف القامشلي، إن هناك فرقًا ملحوظًا هذا الموسم عن الأعوام السابقة فيما يخص حالة المزروعات خصوصًا البعلية، فالأمطار هطلت بغزارة في الوقت المناسب، ما سمح لمحصول القمح بالنمو بشكل جيد، متوقعًا أن يسفر ذلك عن حصاد وفير، وينعكس إيجابًا على دخل المزارعين وتعويض الخسائر التي تكبدوها في الأعوام السابقة.

ويمتلك إبراهيم 22 هكتارًا مزروعة بالقمح البعلي، ويصف حالتها بـ”الممتازة”، لكن بسبب كثرة الأمطار انتشرت الحشائش الضارة مع المحاصيل، ما اضطر إبراهيم وكثيرًا من المزارعين إلى استخدام المبيدات للتخلص منها.

وأضاف الفلاح لعنب بلدي، أن الزراعات البعلية حالتها تقارب نظيرتها المروية، مرجحًا أن يستفيد مزارعو المحاصيل البعلية أكثر لأن المروية تكلفتها أعلى، من المحروقات أو الطاقة الشمسية، كمان أن الزراعات المروية تحتاج إلى عمليات زراعية أكثر مثل الفلاحة والتنعيم والتخطيط وأجور عمال السقاية.

أما المزارع عبد الرحمن سليمان (45 عامًا) من ريف بلدة جزعة (ريف القحطانية الجنوبي)، فقال لعنب بلدي، إن أمطار الموسم أنقذت المحاصيل المروية، التي تعتمد على مضخات المياه العاملة بالديزل في عمليات السقاية، لافتًا إلى أن أصحاب تلك المحاصيل يعانون في كل عام من تأخر تسليم مستحقاتهم من المحروقات، ما يعرض محاصيلهم للعطش في الأوقات “الحساسة لنمو المحصول”.

وتابع عبد الرحمن أن محاصيل منطقة “جنوب الرد” (أقصى ريف القامشلي الجنوبي حتى الحدود العراقية) حالتها جيدة جدًا، وتشبه موسم عام 2019، الذي كان أيضًا وفير الأمطار والإنتاج.

مخاوف من السعر والكوارث

رغم حالة “الارتياح” لدى المزارعين للموسم ورضاهم عن حالة المحاصيل الزراعية، سواء كانت مروية أو بعلية، فإن بعض المزارعين يتخوفون من تكرار سيناريو الحرائق في عام 2019، الذي أتى على آلاف الهكتارات وسبب خسائر بمئات ملايين الليرات.

عبد حجي الحسين (56 عامًا)، مزارع من ريف القامشلي الجنوبي، قال لعنب بلدي، إن خطر نزول حبات البرد ما زال قائمًا، كما أن حدوث الحرائق خلال جفاف المحصول أمر وارد، مضيفًا أن المزارع يبقى في حالة “قلق وترقب” حتى اللحظات الأخيرة من الموسم.

ولدى المزارع 15 هكتارًا من القمح المروي، كلفته زراعة الهكتار الواحد منها نحو 100 دولار أمريكي من مصاريف بذار وفلاحة وغيرها، وينتظر أن تحدد “الإدارة الذاتية” سعر القمح، بينما وصف التسعيرة التي أعلنتها حكومة النظام بـ5500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد (0.36 دولار أمريكي) بأنها “مناسبة” لأصحاب الزراعات البعلية فقط.

أما بالنسبة للمحاصيل المروية فالتسعيرة “قليلة وغير مناسبة، ولا تكفي لسد التكاليف وتحقيق الربح”، وفي حال استمرت الليرة السورية بالانخفاض أمام الدولار، فلن تناسب هذه التسعيرة أصحاب المحاصيل البعلية، وفق المزارع.

من جانبه، طارق العايد مهندس زراعي من القامشلي، قال لعنب بلدي، إن حالة المحاصيل الزراعية جيدة جدًا، وهذا العام أصبحت حالة المحاصيل في مناطق الاستقرار الزراعي متقاربة حتى منطقة الاستقرار الرابعة (جنوب الرد)، وهي عادة تشهد معدل هطول أمطار أقل، لكنها تعد بمحاصيل جيدة هذا الموسم.

وأضاف أن المساحات المزروعة بالمحاصيل العطرية والبقولية كالكمون والعدس، زادت على الأعوام السابقة مستفيدة من وفرة الأمطار، لكن خطر نزول حبات البرد ما زال يهدد المحاصيل التي دخلت مرحلة “امتلاء حبوب السنابل”.

خطة لتسلّم القمح

في 17 من نيسان الحالي، قال مدير زراعة الحسكة، المهندس علي خلوف الجاسم، إن محصولي القمح والشعير يدخلان في مرحلة الأمان جراء الهطولات المطرية الوفيرة، وإن المساحة المزروعة بالشعير في المحافظة، التي تبلغ 351700 هكتار، قد وصلت إلى مرحلة “طرد السنابل”.

وأضاف أن 75% من المساحة المزروعة بالقمح المروي، والتي تبلغ 93 ألف هكتار، وصلت إلى هذه المرحلة، بينما 25% منها في مرحلة “الحبل”.

وذكر أن المساحة المزروعة بالقمح البعلي، والتي تبلغ 375500 هكتار، تتوزع بين مرحلتي “الحبل” و”طرد السنابل”، وتعني “طرد السنابل” بداية تكوين الحبوب، وهي مرحلة حرجة تتطلب عناية لضمان إنتاج وفير بجودة عالية.

من جانبه، قال أحمد يونس، نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الزراعة والري التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، إن الهيئة وضعت خطة خماسية لتسلّم محصول القمح للموسم الزراعي 2023-2024، تهدف لتحسين كفاءة عمليات التسلّم والتخزين والتوزيع، وتعزيز الاكتفاء الذاتي من القمح في المنطقة، ودعم المزارعين وزيادة الإنتاجية.

وتتضمن هذه الخطة، وفق يونس، تجهيز ثلاث صوامع في تل حميس بسعة 130 ألف طن، واستحداث خمس صوامع سعة الواحدة 12 ألف طن، ليبلغ عدد مراكز تسلّم الحبوب هذا العام 30 مركزًا، بسعة تفوق 1.5 مليون طن من الإنتاج المتوقع للموسم الحالي.

وفي موسم 2023، اشترت “الإدارة الذاتية” من المزارعين مليونًا و150 ألف طن من إنتاج القمح، بسعر 0.43 دولار لكل كيلوغرام (3700 ليرة سورية حينها).




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة