تناولت اللقاءات ملفات تايوان والتكنولوجيا وحقوق الإنسان

بلينكن في الصين لكسر الجمود على طاولة الحوار

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في زيارة هي الأولى لوزير خارجية أمريكي إلى الصين منذ خمس سنوات 19 حزيران 2023 (رويترز)

camera iconوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في زيارة هي الأولى لوزير خارجية أمريكي إلى الصين منذ خمس سنوات 19 حزيران 2023 (رويترز)

tag icon ع ع ع

التقى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ومسؤولين رفيعي المستوى في العاصمة الصينية، بكين.

اللقاء يأتي في ظل ارتفاع التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في عدد من الملفات، أبرزها التنافس الاقتصادي بينهما، وقضية تايوان، والسباق التكنولوجي المتسارع بين الطرفين، بالإضافة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.

بلينكن تطرق في مؤتمر صحفي عقب لقائه الرئيس الصيني، شي جين بينغ، اليوم الاثنين 19 من حزيران، إلى هذه الملفات، معتبرًا أن مهمته خلال الزيارة التي استمرت ليومين، إقناع الصين أن بلاده لا تريد قطع العلاقات لكنها لن تتهاون في حماية مصالحها.

وهذه هي الزيارة الأولى لوزير خارجية أمريكي إلى الصين منذ خمس سنوات.

محاولات لإنهاء الجمود

جاء في تقرير مطول نشرته صحيفة “Newyork Times“، الاثنين، أن هدف الاجتماعات التي عقدها بليكن، سحب العلاقات الصينية- الأمريكية، من مرحلة الجمود العميق، مع المخاطر العميقة بشأن الصراع بينهما.

استمر الاجتماع بين بينغ وبلنكن لـ35 دقيقة، وأرسل وفق الصحيفة رسالةً بأن كلا الطرفين لا يريدان تحديد علاقتهما بالعداء الصريح، ويدركان أن تنافسهما في عدد من الملفات يحتوى على مخاطر كبيرة.

وأشارت إلى أن بكين وواشنطن، تعرضا لضغوط متزايدة من قادة دوليين للحد من المواقف المثيرة للجدل بينهما، إذ يُنظر لأي صراع بينهما على إنه صراع كارثي، وتحديدًا فيما يخص ملف تايوان.

ويأتي اجتماع بلنكن- بينغ، تتويجًا لاجتماعات امتدت لعشر ساعات، مع وزير الخارجية الصيني، تشين غانغ وكبير مسؤولي السياسة الخارجية الصينية، وانغ يي.

الصحيفة نقلت عن وانغ يي قوله إن على واشنطن التعاون مع بكين بدلًا من تضخيم نظريات التهديد، ورفع العقوبات عن الصين والتوقف عن قمع التنمية التكنولوجية لبلاده، كما اتهم واشنطن بالتدخل في الشؤون الداخلية للصين، في إشارة إلى ملف تايوان.

وسبق لرئيسة الكونغرس الأمريكي، نانسي بيلوسي، زيارة تايوان في 2022، وهو ما أثار حفيظة الصين.

كما تأتي زيارة بلينكن بالتزامن مع تحركات بحرية عسكرية صينية بالقرب من شواطئ تايوان.

حقوق الإنسان وملف تايوان على طاولة الحوار

بلينكن أشار في مؤتمره الصحفي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تدعم استقلال تايوان، كما تتوقع حلًا سلميًا للقضية.

كما أن اتفاق واشنطن مع الصين حول هذا الملف مبني على انتهاج حل سلمي حول أي خلافات، مع تعبير بلينكن دعم مبدأ الصين الواحدة.

لكن هذه التصريحات لم تمنع بلينكن من التعبير عن قلق واشنطن حول “أعمال استفزازية” تقوم بها بكين في بحر جنوب الصين ووضع الضغوط على واشنطن.

“Newyork Times” أشارت في تقريرها إلى أن يومان من الاجتماعات لم تشر إلى آمال بتحقيق انفراجات حقيقية في العلاقات الصينية الأمريكية، لكن الطرفان ركزا على محاولة إعادة بناء قنوات الاتصال.

وأضافت أن المفاوضات تركزت على قضايا صغيرة كتأشيرات السفر والرحلات التجارية بينهما.

وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قال في مؤتمره الصحفي إنه عبر خلال لقائه مع الرئيس الصيني عن قلقه حول ملفات حقوق الإنسان، وضرورة الإفراج عن الأمريكيين المعتقلين في الصين.

كما أشار إلى عمل بلاده على حماية أمنها القومي تجاه بعض التكنولوجيا التي تستخدمها الصين.

وخلال الشهر الماضي أعلنت واشنطن عن إسقاط مناطيد صينية تجسسية في سماء الولايات المتحدة الأمريكية.

وفيما يخص الغزو الروسي لأوكرانيا، أكد بلينكن حصول واشنطن على تأكيدات صينية بعدم تزويد القوات الروسية لأي دعم.

لماذا تحتل تايوان أهمية لدى الصين

وفي 2019 قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بلاده لن تتخلى عن “خيار استخدام القوة” في هذا الملف، فيما تعتبر الصين، تايوان، جزءً من الصين الواحدة.

ويعود الخلاف الصيني مع تايوان منذ تأسيس الصين الحديثة منتصف القرن الـ20، مع سيطرة الحزب الشيوعي الصيني على مقاليد الحكم، في مواجهة حزب الكومينتانغ، الذي سيطر على تايوان.

وفي 2022، نشرت صحيفة “Le monde” الفرنسية، تقريرًا حول خمسة أسباب تدفع الصين لإعادة سيطرتها على الجزيرة.

وتتلخص الأسباب الخمسة بحكم جميع المتحدثين باللغة الصينية، وإعادة توحيد الجزيرة مع الصين لأسباب لغوية وتاريخية وعرقية، فيما يتعلق السبب الثاني بتفكيك تحالفات واشنطن بالقرب من الصين والوصول إلى المحيط الهادئ.

وتمتلك تايوان اتفاقية دفاع مشترك مع واشنطن.

أما السبب الثالث فيتعلق بتوسيع نطاق الغواصات النووية الصينية، وإمكانية إجراء مناورات لصواريخ بالستية، وفق الصحيفة، فيما يذهب السبب الرابع إلى تعزيز المطالب الإقليمية المتعلقة بالمناطق الاقتصادية الصينية.

فيما يتعلق السبب الخامس بالسيطرة على صناعة أشباه الموصلات التي تنتجها تايوان وتمثل 63% من الإنتاج العالمي، والتي تدخل في صناعة تكنولوجيا الهواتف الذكية والطائرات والألواح الشمسية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة