منظمات في شرقي سوريا تعترض على “تمثيل محدود” في “بروكسل”

camera iconمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمر "بروكسل 7"- 14 من حزيران 2023 (الاتحاد الأوروبي)

tag icon ع ع ع

دعت منظمات سورية الاتحاد الأوروبي إلى تبني مقاربة أكثر شمولية للقضايا في سوريا في ظل مشاركة ضعيفة لمنظمات شمال شرقي سوريا في “بروكسل”. 

وعبر البيان المشترك الصادر اليوم، الجمعة 23 من حزيران، في موقع “منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” عن خيبة أمل المنظمات في شمال شرقي سوريا نتيجة عدم تنوع المشاركين في اليوم الأول للمؤتمر بروكسل الذي ضم منظمات المجتمع المدني، لكن لأسباب منها لوجستية منعت بعض المنظمات والسوريين من المشاركة.

وضم البيان المشترك 107 منظمات سورية وضعت ملاحظاتها على المؤتمر الذي عُقد في 14 و15 من حزيران الحالي بالعاصمة البلجيكية، بروكسل، بنسخته السابعة، منها تغيب غير مبرر لتناول قضايا مهمة في مناطق شمال شرقي سوريا ومناطق سورية أخرى، وغياب أصوات من الفاعلين السوريين من شمال شرقها ومناطق الحكومة السورية وبعض دول الجوار، وعدم تحديد أي شخص من شمال شرقي سوريا كمتحدث لنقل معاناة الناس والمناصرة لقضايا المجتمعات المحلّية ذات الأولوية.

ومن الملاحظات التي جاءت في البيان تسمية اليوم الأول “بيوم الحوار” وهو ما يوحي إلى وجود حوار مباشر بين السوريين من مختلف المناطق الجغرافية، “إلا أن الشكل الذي انعقد فيه المؤتمر، كان أقرب إلى مجموعة من الجلسات الموجهة”، بينما لعبت المنظمات غير المشاركة في النقاش المباشر دور المراقب تضمنت بعض المداخلات السريعة والمقيّدة بالوقت. 

وتضمن البيان تأكيد العديد من المشاركين أفرادًا ومنظمات ممن دعوا إلى المؤتمر من داخل سوريا وبعض دول الجوار، عدم بذل المنظمين جهودًا كافية لضمان حصولهم على الدعم اللوجستي و”التأشيرات” في الوقت المناسب، وهو ما أدى في نهاية المطاف “إلى حرمانهم من حضور المؤتمر، وأثر بشكل واضح على نسبة التمثيل وعدم نقل جزء مهم من الواقع المعاش إلى يوم الحوار والاجتماع الوزاري” في المؤتمر.

وطالبت المنظمات المشاركة في البيان الاتحاد الأوروبي ومنظمين المؤتمر، بتوضيح آليات اختيار ممثلي المجتمع المدني، وأسباب عدم نجاح المؤتمر في عكس التنوع السوري، وذلك من خلال عقد اجتماع افتراضي خاص مع المنظمات المعنية لهذا الغرض، وضمان خلق آلية شفافة لاختيار المشاركين بحيث تراعي التنوع السوري جغرافيًا وقطاعيًا ومجتمعيًا في المستقبل والتمثيل العادل لجميع المناطق والمجتمعات المحلية والقطاعات الإنسانية، و شمولية الأصوات والمنظمات التي تشارك في أنشطة الاتحاد الأوروبي ومنها مؤتمر بروكسل، بحيث تعكس تمثيلًا عادلًا وحقيقيًا لجميع المناطق السورية، من حيث الشكل والمضمون وطرح قضايا المناطق.

بالإضافة إلى بذل جهود “حقيقية وفعالة” لإيصال أصوات الفاعلين المحليين من داخل سوريا ودول الجوار إلى المحافل الأوروبية، وذلك لردم الفجوة مابين المنظمات العاملة على الأرض والمنظمات الفاعلة في الشتات، سواء عن طريق تقديم الدعم اللوجستي الفعال أو ضمان مشاركتهم عبر الإنترنت، بحسب البيان.

وتناولت عنب بلدي في ملف سابق الأسباب التي منعت كثيرًا من ممثلي منظمات المجتمع المدني السوري، خاصة في مناطق شمال غربي وشمال شرقي سوريا، من حضور المؤتمر منها عقبات متعلقة بالأوراق الثبوتية وتأشيرة الدخول بالإضافة إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يتحمل تكاليف الإقامة أو الطيران التي قد تصل إلى نحو ألف دولار أمريكي، وهو مبلغ قد لا تقوى عليه المنظمات العاملة في سوريا أو لبنان وتركيا بحسب ميزانيتها وأولوياتها، ما يجعل الحضور “غير متنوع” وفق شكاوى عديدة استمع إليها من قبل المشاركين بالمؤتمر في أحاديث جانبية.

من جهته اعتبر المدير التنفيذي لوحدة مجالس الإدارة المحلية (LACU)، بهجت حجار، أحد متحدثي الجلسة النقاشية الثانية في المؤتمر المتعلقة بـ”تمكين القيادة المحلية”، أن هذه النسخة من المؤتمر تعتبر الأكثر تنوعًا من ناحية حضور المنظمات، عبر حضور منظمات دولية وإقليمية من دول الجوار، ومنظمات محلية توزعت بنسب غير متكافئة بين مناطق السيطرة الثلاث، وبأغلبية واضحة للمنظمات العاملة في شمال غربي وشمال شرقي سوريا.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، في حديث سابق لعنب بلدي، إن معايير تحديد الحضور بالنسبة للمنظمات في مؤتمر “بروكسل” ترتبط بشكل أساسي بمشاركتهم النشطة في المشاورات قبيل عقد المؤتمر، مضيفًا أن هذه المشاورات استخدمت أيضًا كأساس لاختيار المواضيع ذات الصلة لمناقشتها في أثناء المؤتمر، كما اقتُرح المتحدثون المحتملون للمؤتمر من خلال عمليات التشاور التي شاركت بها بعثات الاتحاد الأوروبي، جنبًا إلى جنب مع مختلف أصحاب المصلحة.

واعتبر بوينو أنه تم ضمان التوازن في مشاركة منظمات المجتمع المدني السورية عبر عدة معايير، من حيث التمثيل الإقليمي، والتنوع الجندري والعمري، ومجالات الاهتمام المواضيعية، والتاريخ الواضح من النشاط والالتزام بمبادئ الإدماج والحكم الرشيد وحقوق الإنسان، لضمان مشاركة واسعة وتمثيلية من مختلف الجغرافيا السورية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة