تركيا.. الخبز السوري يرتفع 40% متأثرًا بالليرة وكلفة التشغيل

تفاجأ مالك من ارتفاع سعر ربطة الخبز السوري في تركيا، بمعدل 40% من سبع إلى عشر ليرات تركية، معتبرًا أن الغلاء كان متوقعًا لكن ليس بمقدار الضعف.

وأوضح الشاب الذي يقطن مع عائلته المكونة من ستة أشخاص، في منطقة تشابا القريبة من حي الفاتح في مدينة اسطنبول، أنه يحتاج إلى أربع ربطات بشكل يومي، مستنكرًا الارتفاع الكبير الذي لا يستند إلى معيار حسب قوله.

ومع انخفاض قيمة الليرة التركية مقابل الدولار، رفعت الأفران العاملة في إنتاج الخبز السوري في تركيا خلال الأيام الماضية، سعر ربطة الخبز مع اختلاف بين منطقة وأخرى.

من جهته، قال فضل، وهو شاب سوري يقيم في حي الفاتح مع أربعة من رفاقه، إنه ورفاقه لم يتأثروا بارتفاع سعر الخبز كما هو حاصل بالنسبة للعائلات، طالما أنهم يأكلون في أماكن عملهم، ويعتمدون بنسبة 90% في طعامهم على وجبات المطاعم.

في الطرف الآسيوي من اسطنبول، أصبحت عائلة الشاب محمود تشتري ربطة الخبز بسبع ليرات بدل 5.5 ليرات، وتحتاج العائلة من خمس إلى سبع ربطات يوميًا.

وقال الشاب لعنب بلدي، إن الارتفاع يراه البعض طفيفًا، لكنه بالنسبة لعائلة مكونة من ثمانية أشخاص، وعندما يكون ومرتبطًا بسلعة أساسية كالخبز، فهو ارتفاع مكلف ومرهق أمام قائمة المتطلبات الأخرى التي تحتاجها العائلة بشكل يومي.

لا معيار ثابت

رافق ارتفاع مبيع الخبز السوري في المحال والمطاعم من سبع إلى عشر ليرات انخفاضًا طفيفًا بالوزن، من 450 غرامًا إلى 425 غرامًا، مع اختلاف آلية عمل كل فرن وطرحه ربطات بأحجام وأوزان مختلفة.

محاسب في مطعم سوري ضمن منطقة الفاتح، قال لعنب بلدي، إنه يشتري ربطة الخبز من الفرن بوزنين، الأول 325 غرامًا وسعرها بالجملة 6.25 ليرة تركية، ويبيعها بثماني ليرات، والوزن الثاني 425 غرامًا وسعرها بالجملة 7.25 ليرة، ويبيعها بعشر ليرات.

وأوضح، بحسب تعامله مع عدة أفران، بأن كل فرن يطرح منتجاته بطريقة مختلفة الأوزان والأسعار وحتى أعداد الأرغفة، دون وجود معيار ثابت، لافتًا إلى أن المطعم يستهلك معظم كمية الخبز في عمله، ولا يعتمد بشكل أساسي على بيعها.

ورصدت عنب بلدي اختلاف سعر ووزن وعدد الأرغفة في ربطة الخبز بين أكثر من محل (بقالية) ومطعم في منطقة الفاتح، مع اختلاف اسم الفرن.

انخفاض الليرة وارتفاع الكلفة التشغيلية

موزع خبز لأحد الأفران في اسطنبول (رفض الكشف عن اسمه)، قال لعنب بلدي، إن السبب الأول لارتفاع أسعار السلعة، هو تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار، وانعكاسها على مختلف المواد ليس على الخبز فقط.

وشهدت الليرة التركية انخفاضًا في قيمتها مقابل الدولار الأمريكي، ووصلت إلى 27 ليرة للدولار الواحد، في الشهر الماضي، وسجل الدولار 26 ليرة صباح اليوم، الاثنين 10 من تموز، بحسب موقع “Döviz” المتخصص بأسعار الصرف والعملات.

وأوضح الموزع أن السبب الثاني هو ارتفاع تكاليف العمل من أجور العمال وأوراقهم القانونية والتي باتت مكلفة لا يمكن العمل دونها مثلما كان سابقًا، أضف إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية والكهرباء أو المحروقات، سواء المستخدمة في بعض الأفران للتصنيع أو في عملية التوزيع.

وعزا اختلاف الأسعار بين أفران الخبز السوري، إلى تكاليف كل فرن ومعداته ومواده الأولية، وعدد العمال وصحة أوراقهم، لافتًا إلى أن الأفران التركية تطرح الأسعار بشكل مختلف أيضًا في كل ولاية.

وتطرح الأفران التركية الخبز التركي (الصمون/ إكمك) بأوزات مختلفة بين 200 و290 غرامًا، مع اختلاف طفيف جدًا في السعر بين ولاية وأخرى، ويبلغ سعر قطعة الخبز من وزن 200 غرام في اسطنبول خمس ليرات تركية.

يختلف عن “الإكمك”

يعتبر الخبز السوري من المواد الأساسية التي نقل السوريون صناعتها منذ دخولهم إلى تركيا، نتيجة اختلاف العادات الغذائية عن الأتراك ونوعية الخبز، وتغطي الأفران احتياجات أكثر من 3.3 مليون سوري في تركيا، وأكثر من نصف مليون منهم في مدينة اسطنبول.

وتعتبر مادة الخبز من المواد الأساسية للسوريين في تركيا، وتواجه ارتفاعًا مستمرًا بسعرها خلال السنوات الماضية، ورغم الاعتراضات المتكررة على الأسعار، لم يتغير واقع الأسعار في ظل غياب الإشراف من قبل الحكومة التركية على هذه السلعة.

وأُسست الأفران السورية منذ عام 2011، وتركزت في المدن التركية التي يقيم فيها عدد كبير من اللاجئين السوريين، كولايات اسطنبول وغازي عينتاب وهاتاي.