كرره أمام وزير الخارجية الهندي.. “التوجه شرقًا” قديم وجديد الأسد

الأسد يلتقي بحضور المقداد، وزير الخارجية الهندي والوفد المرافق له- 13 من تموز 2023 (رئاسة الجمهورية)

camera iconالأسد يلتقي بحضور المقداد، وزير الخارجية الهندي والوفد المرافق له- 13 من تموز 2023 (رئاسة الجمهورية)

tag icon ع ع ع

أعاد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، طرح مبدأ “التوجه شرقًا”، خلال لقائه وزير الخارجية الهندي، فيلا موفيلي موراليدهاران، في العاصمة السورية، دمشق، في 13 من تموز.

وخلال اللقاء، أكد الأسد أن مبدأ “التوجه شرقًا” أحد أهم المبادئ التي ترتكز عليها السياسيات السورية، ليس فقط بالنظر للعلاقات الاقتصادية أو السياسية، بل بالنظر أيضًا للقيم والمبادئ التي يقوم عليها الشرق، الذي تشكل الهند جزءًا أساسيًا منه، وهي ذات المبادئ “التي نؤمن ونعمل على أساسها في سوريا”، وفق الأسد.

ولـ”التوجه شرقًا” تاريخ طويل مع النظام السوري، يعود للسنوات الأولى لتولي بشار الأسد السلطة، في وقت عاشت به المنطقة توترات سياسية وعسكرية، بعد الاحتلال الأمريكي للعراق (19 من آذار 2003)، واغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري (14 من شباط 2005) إذ كرر الأسد هذا الطرح في العديد من المناسبات.

وخلال كلمة ألقاها أمام معلمين ومدرسين وكوادر من القطاع التربوي بمناسبة عيد المعلم في 17 من آذار 2022، قال الأسد إن “ما طرحته الحكومة السورية في 2005 منذ 17 عامًا حول التوجه شرقًا تصبح أكثر صحة من ذي قبل”.

الأسد عزا هذه “القناعة”، إلى أن الأحداث تثبت أن الغرب لا يمكن الاعتماد عليه، ولأن الشرق أصبح شرقًا متطورًا قادرًا على سد حاجات معظم دول العالم، بعيدًا عن الحصار وبعيدًا عن الفوقية والتحكم بالمصائر في كل مجال من المجالات.

كما شدد الأسد قبل ست سنوات، وخلال كلمته عند افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية في آب 2017، على التوجه الاقتصادي والثقافي والسياسي نحو الشرق.

توافق مع الصين

في أيلول من العام نفسه، قال السفير الصيني في سوريا حينها، تشي تشيانجين، إن بكين تقدّر “المبادرة الاستراتيجية التي طرحها الأسد من أجل التوجه نحو الشرق”، معتبرًا أنها تتوافق مع المبادرة الصينية “الحزام والطريق” (طرحها الرئيس الصيني عام 2013).

وخلال لقائه وزير الخارجية الصيني في دمشق، في تموز 2021، قال بشار الأسد، إن سوريا تعتبر الصين دومًا “شريكًا وصديقًا مخلصًا”، وتنتهج سياسية “التوجه شرقًا”.

جاء في مادة نشرتها صحيفة “الثورة” الحكومية، في 26 من حزيران 2022، أن “التوجه شرقًا نظرية سياسية أطلقتها سوريا مع بداية الألفية الجديدة، وأثبتت صحتها وبعد رؤيتها، بسبب ما عاناه العالم من كوارث بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وانفراد الولايات المتحدة كقطب أحادي بالهيمنة على العالم”.

يتعارض التفسير الذي قدمته صحيفة “الثورة” لـ”مبدأ الأسد”، مع ما نقله موقع “دويتشه فيله) “DW“، في أيلول 2008، عن البروفيسور غونتر ماير، رئيس مركز “دراسات العالم العربي” في جامعة “ماينس” الألمانية، حينها، حول الظروف والمعطيات التي دفعت الأسد نحو “التوجه شرقًا”.

وبحسب ماير، فإن النظام السوري بعد محاولات عزل دمشق ومقاطعتها منذ احتلال العراق، وصولًا لاغتيال الحريري واتهامه بالتورط في العملية، وفرض مزيد من العقوبات على بنوك وشخصيات وشركات سوريا، اتبع سياسة للتخلص من محاولات العزل والمقاطعة، رغم الأضرار السياسية والاقتصادية، وتجلى ذلك في “التوجه شرقًا”، للتعاون الاقتصادي مع الصين وبلدان أخرى، بينما عزز النظام علاقاته بشكل خاص على الصعيدين العسكري والسياسي، مع إيران.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة