كثيرون يفضلون المشي لارتفاع تكلفة المواصلات

ارتفاع أسعار المحروقات يؤثر في قطاع النقل بريف حلب الشمالي

camera iconارتفعت أسعار الوقود في إعزاز مع انخفاض سعر صرف الليرة التركية في تموز 2023 (ديان جنباز عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ريف حلب – ديان جنباز

تشهد أسعار المحروقات في ريف حلب الشمالي ارتفاعًا ملحوظًا مع انخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي خلال الأسابيع القليلة الماضية، في ظل ظروف معيشية صعبة يعانيها السكان.

تراجع سعر العملة التركية انعكس على أسعار المحروقات والمنتجات الاستهلاكية والخدمية، وفق ما رصدته عنب بلدي في مدينة اعزاز شمالي حلب، إذ بلغ سعر أسطوانة الغاز المنزلي 340 ليرة تركية، وليتر البنزين النظامي 31 ليرة، وليتر المازوت الأوروبي 24 ليرة، وليتر المازوت المعالج 15 ليرة.

ويتراوح دخل العوائل الفقيرة والمحدودة الدخل بين ألفين وثلاثة آلاف ليرة تركية في مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا في ريف حلب الشمالي، حسب رصد عنب بلدي.

ارتفاع غير مسبوق

نور دربالة، صاحب كازية في مدينة اعزاز قال لعنب بلدي، إن سعر أسطوانة الغاز المنزلي ارتفع من 280 إلى 340 ليرة تركية، وليتر البنزين من 22 إلى 31 ليرة، وليتر المازوت الأوروبي من 19 إلى 24 ليرة، وليتر المازوت المعالج من 11 إلى 15 ليرة.

وتشهد الليرة التركية انخفاضًا متسارعًا في قيمتها أمام الدولار الأمريكي، مسجلة مستويات غير مسبوقة في تاريخها.

وبلغت قيمة الليرة التركية، في 25 من تموز الحالي، 26.90 للدولار الواحد بحسب موقع “Döviz” المتخصص بأسعار الصرف والعملات النقدية.

وتتعامل المناطق الواقعة تحت سيطرة “الجيش الوطني” بالليرة التركية كعملة محلية، وبالتالي تتأثر الأسعار فيها بانخفاض سعر الصرف.

وبحسب نور دربالة، فإن ارتفاع الأسعار جاء بناء على انخفاض سعر الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي.

زيادة التكلفة على السكان

محمد ربيع (30 عامًا)، يعمل في أحد المحال التجارية بمدينة اعزاز، قال لعنب بلدي، إنه أصبح يفضل السير على الأقدام خلال ذهابه إلى العمل بدلًا من استخدام دراجته النارية، لعدم قدرته على تأمين الوقود اليومي لها لضعف دخله الشهري الذي لا يتجاوز ألفي ليرة تركية شهريًا.

وأضاف أن ارتفاع أسعار الوقود ترك أثرًا كبيرًا على مختلف جوانب الحياة، بعدما اعتقد الناس أن التعامل بالليرة التركية يجنبهم مسألة عدم استقرار الأسعار، بحسب رأيه، مشيرًا إلى أن المنطقة تشهد ارتفاعًا للأسعار يطال جميع متطلبات الحياة اليومية.

محمد خاني (42 عامًا)، سائق سيارة أجرة في مدينة اعزاز، أوضح لعنب بلدي أن سيارات الأجرة، خصوصًا التي تعتمد على البنزين، تعمل اليوم بخسارة مع تغير قيمة صرف الليرة مقابل الدولار الأمريكي، وارتفاع ثمن ليتر البنزين الأوروبي إلى معدلات خيالية، خاصة أن المحروقات تباع بمحطات الوقود وفق سعر الصرف.

ويرفض محمد خاني توصيل زبائنه إلى أماكن بعيدة تضطره لاستهلاك كثير من الوقود، إلا باتفاق مسبق مع الزبون على تحمل تكلفة الزيادة في الأسعار.

وشهدت أجور سيارات الأجرة ارتفاعًا مع غلاء الوقود، وبينما كانت أجرة التنقل بين اعزاز وعفرين بين 300 و400 ليرة تركية كحد أقصى، باتت تتجاوز حاليًا 500 ليرة، وفق محمد خاني، وهو ما يتسبب بكثير من المشكلات.

من جهته، محمد الحميدي (25 عامًا)، وهو من سكان مدينة اعزاز، ويعمل في إحدى العيادات الطبية، قال لعنب بلدي، إنه منذ عدة أشهر لم يتنقل عبر سيارات الأجرة، وإن التنقل على الأقدام أصبح طبيعيًا لمعظم السكان، مع اعتماد كبير على الدراجات النارية، وعلى “السرافيس” للتنقل خارج المدينة.

واعتبر أن المدخول اليومي للعوائل في مناطق ريف حلب لا يكفي للطعام، وأن الموظف في المؤسسات أو عامل المياومة يحتاج إلى نصف راتبه لدفع تكاليف تنقله من منزله إلى مكان عمله وبالعكس، في حال كان لا يملك دراجة نارية أو سيارة، ويعتمد على سيارات خاصة في التنقل.

ويشهد المستوى العام للأسعار ارتفاعات متكررة شبه يومية، تطال سلعًا ومواد أساسية وغذائية، تضاعف انعدام القدرة الشرائية للسكان، ويلجأ معظم السوريين إلى الاعتماد على أكثر من مصدر لمحاولة الموازنة بين الدخل والمصاريف، وأبرز تلك المصادر الحوالات المالية من مغتربين خارج سوريا، والاعتماد على أعمال ثانية، بينما تستغني عائلات عن أساسيات في حياتها وتخفض من معدل إنفاقها.

وفي 1 من كانون الأول 2022، أعلن المجلس المحلي في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي عن زيادة رواتب الموظفين في القطاع العام بجميع المجالات التعليمية والصحية والأمنية والعسكرية.

وتبلغ أدنى قيمة لراتب الموظف في القطاع العام، بعد قرار الزيادة، 1140 ليرة تركية، وتُمنح لكل من المؤذنين العازبين، وعمال النظافة العازبين، بينما يحصل مؤذنو الجوامع وعمال النظافة المتزوجون على راتب قيمته 1235 ليرة تركية.

ووفق الزيادة، وصل راتب المعلمين إلى 1750 ليرة تركية للعازبين و1925 ليرة للمتزوجين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة