أين وصلت استجابة “الإيواء” لمتضرري الزلزال شمالي سوريا؟

لقطات شاشة من مقطع فيديو لأول مشاريع حملة "صندوق قادرون" باسم هلال ملهم السكني-20 من آب 2023 (فريق ملهم التطوعي)

camera iconلقطات شاشة من مقطع فيديو لأول مشاريع حملة "صندوق قادرون" باسم هلال ملهم السكني-20 من آب 2023 (فريق ملهم التطوعي)

tag icon ع ع ع

خلال الأيام الأولى من وقوع الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وسوريا، في 6 من شباط الماضي، أطلقت منظمات وجمعيات وناشطون حملات لدعم المتضررين من الزلزال في الشمال السوري الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، وكان معظمها مواد إغاثية وعينية، والقليل منها توجه نحو إعادة الترميم أو بناء تجمعات ومشاريع سكنية.

قيد التنفيذ

بعد الزلزال أطلق فريق “ملهم التطوعي” العامل في الشمال السوري وتركيا في شباط الماضي، حملة “قادرون” لإعادة إعمار ما دمره الزلزال، عبر بث مباشر بهدف جمع مبلغ 20 مليون دولار أمريكي لإيواء 4000 آلاف عائلة من متضرري الزلزال.

وجمع فريق “ملهم التطوعي” ضمن الحملة، أكثر من 13 مليون دولار أمريكي، المبلغ الذي يكفي تقريبًا لبناء 2000 منزل من أصل أربعة آلاف، على اعتبار أن تكلفة تأمين المنزل الواحد تصل إلى نحو خمسة آلاف دولار.

وأعلن فريق “ملهم التطوعي” عبر صفحته في “فيس بوك” عن أول مشاريع حملة صندوق “قادرون” باسم “هلال ملهم السكني” في مدينة حارم بمساحة 39 ألف متر مربع، ليحتوي المجمع على 25 مبنى بعدد 352 شقة سكنية بالإضافة إلى 16 محلًا تجاريًا.

مدير قسم المأوى في فريق “ملهم”، المهندس براء بابولي، قال لعنب بلدي، إن الفريق أمن أراضي عديدة في منطقة حارم وأرمناز وإدلب، وجاري العمل على تأمين أراضٍ في منطقة دارة عزة وسلقين.

وأوضح بابولي لعنب بلدي، بدء البناء في مشروع “حارم” لتأمين أكثر من 350 منزلًا للمتضررين من الزلزال، وخلال آب الحالي، سيباشر الفريق بالعمل في منطقة أرمناز لتنفيذ عدد مشابه من المنازل في منطقة حارم، وبعد ذلك البدء بإدلب.

ذكر “الدفاع المدني السوري” في شمال غربي سوريا، في تقرير نشره، في 6 من آب الحالي، أنه بعد ستة أشهر على الزلزال أزال أكثر من 422 ألف متر مكعب من الأنقاض ضمن 133 تجمعًا سكنيًا، وفتح طرقًا بطول 210 كيلومترات في 216 تجمعًا سكنيًا. 

ونفذ أكثر من 610 عمليات هدم سقف أو جدار، بحجم يتجاوز الـ 26 ألف متر مكعب ضمن 103 تجمعات سكانية لحماية المدنيين من المخاطر الناتجة عن انهيار الأسقف والجدران في المباني المتضررة والمنشآت العامة والمدارس، بحسب تقرير “الدفاع المدني السوري”.

وأضاف براء بابولي لعنب بلدي، أن تسليم المنازل للمستفيدين من الحملة ستتم بعد دراسة أوضاع العائلات وذلك فور الانتهاء من أعمال البناء بالتنسيق مع المجالس المحلية في المناطق “المنكوبة” بالشمال السوري، للبحث في وضع كل عائلة متضررة.

“الإنقاذ” تنقل عائلات أيضًا

استجابت حكومة “الإنقاذ” التي تسيطر على أجزاء من شمال غربي سوريا، خلال الأيام الأولى من وقوع الزلزال لتأمين مراكز إيواء مؤقتة بلغ عددها نحو 40 مركزًا.

رئيس دائرة الإسكان في حكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب، أحمد القاسم، قال لعنب بلدي، إن وزارة التنمية والشؤون الإنسانية أحصت أعداد المتضررين من الزلزال بعد وقوعه ووضعت خططًا لتوزيعهم إلى مشاريع سكنية.

وبدأت دائرة الإسكان بعملية نقل العائلات في اليوم التالي من وقوع الزلزال إلى مشاريع سكنية منها طابقية أو أرضية، وبعض هذه المشاريع كانت مجهزة مسبقًا والآخر أنشئ بعد الزلزال، بحسب ما قال أحمد القاسم.

القاسم أوضح لعنب بلدي، أن “الإنقاذ” نقلت عددًا من العائلات القاطنة في مراكز الإيواء، ووزعت المتضررين الموجودين في مركز “النور” بمدينة سرمدا إلى مشاريع سكنية أنشأتها الوزارة بمنطقة جبل كللي وقرية كفر كرمين ومناطق أخرى.

ونقلت دائرة الإسكان قرابة 1000 عائلة إلى مشروع “قرية الزهور” و256 عائلة إلى مشروع “أرض العطاء” في جبل كللي، بالإضافة إلى تسكين 250 عائلة في مشروع “ايلك دارنيه” في كفر كرمين، بحسب رئيس الدائرة.

وذكر القاسم، أن الوزارة نقلت العائلات المتضررة من مراكز الإيواء في منطقتي أطمة والدانا إلى شقق سكنية ضمن تجمع “كفر كرمين” بريف حلب الغربي، منها مراكز “قاح” و”اقرأ أطمة” و”النور” في منطقة أطمة، ومركز “إيواء الرصيف” و”الكوثر” وغيرها من مراكز الإيواء في الدانا.

وأصدرت وزارة الإدارة المحلية في حكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب تعميمًا في 17 من حزيران الماضي، قضى بإعفاء من تهدّم منزله بشكل كامل أو جزئي بسبب الزلزال أو قصف النظام من الرسوم المترتبة على إعادة إنشائه (رخصة البناء، مخالفات البناء، تدقيق المخططات الهندسية).

وتسعى وزارة التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة “الإنقاذ” في الوقت الحالي، لنقل ما تبقى من مراكز الإيواء في مدينة حارم ومعرة مصرين إلى تجمعي “كفر كرمين” و”كفر جالس”، وفقًا لأحمد القاسم.

حاجة للمأوى

وقدّرت الأمم المتحدة حجم احتياجات مختلف مناطق سوريا في قطاع المأوى والمواد غير الغذائية عقب الزلزال، بنحو 51 مليونًا و900 ألف دولار أمريكي، بينما بلغ عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مأوى شمال غربي سوريا فقط نحو 280 ألف شخص.

ولا يزال 265 ألف شخص فقدوا منازلهم بحاجة إلى ملاجئ “كريمة” في شمال غربي سوريا، حيث تضرر منزل ما لا يقل عن 855 ألف شخص، وفق بيانات الأمم المتحدة.

وراح ضحية الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا والشمال السوري في شباط الماضي وما أعقبه نحو 25 ألف هزة ارتدادية، أكثر من 4500 شخص وأصيب نحو 10400 شخصًا في شمال غربي سوريا، وفي مناطق نفوذ النظام السوري توفي 1414 شخصًا في محافظات حماة وحلب واللاذقية، بينما توفي في تركيا أكثر من 56 ألف شخص وأصيب نحو 100 ألف آخرين بجروح، وفق بيانات الأمم المتحدة.

وقدّر البنك الدولي، في 17 من آذار الماضي، الخسائر المادية للزلزال الذي ضرب أربع محافظات سورية بنحو 5.2 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 4% من الناتج المحلي الإجمالي في سوريا.

اقرأ أيضًا: نصف عام على الكارثة.. ضحايا الزلزال دون “شريان الحياة




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة