انتهاء مهلة جديدة طرحتها “الجبور” لإبعاد قائد “الدفاع الوطني” بالحسكة

مقاتلون من قبيلة الجبور بالقرب من المربع الأمني في الحسكة- 15 من آب 2023- (أخبار قبيلة الجبور/ فيس بوك)

camera iconمجموعة من أبناء قبيلة الجبور يحملون السلاح بالقرب من المربع الأمني في الحسكة- 15 من آب 2023- (أخبار قبيلة الجبور/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

انتهت صباح اليوم الأربعاء، 16 من آب، مهلة جديدة طرحتها عشيرة الجبور على النظام السوري لطرد قائد “الدفاع الوطني” عبد القادر حمو من المربع الأمني في الحسكة، بعد مواجهات مسلحة شهدتها المنطقة بين شباب من العشيرة و”الدفاع” خلّفت جرحى من الجانبين.

المنسق العام لـ”المجلس الأعلى للعشائر العربية”، وأحد شيوخ قبيلة “الجبور”، مضر الأسعد، قال لعنب بلدي، إن الأمور لا تزال غير واضحة بالنسبة لأبناء قبيلة الجبور، إذ يحاول النظام “اللعب على الوقت” ولا يقدم شيئًا واضحًا مقابل مطالب القبيلة.

الشيخ الأسعد، أضاف، أن القبيلة منحت النظام مهلة تنتهي في الساعة العاشرة من صباح اليوم الأربعاء، للقيام بخطوة واضحة في عزل عبد القادر حمو وطرده من محافظة الحسكة، مهددة بتصعيد.

وأفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة أن مواجهات مسلحة اندلعت مساء أمس، الثلاثاء 15 من آب، بين شباب من قبيلة الجبور، و”الدفاع الوطني” بعد ساعات من التوصل إلى حل اقتضى بنقل عبد القادر حمو خارج المنطقة، امتدادًا لمشكلة سابقة اندلع فتيلها عندما اعتدى حمو بالضرب على شيخ القبيلة عبد العزيز المسلط، الأحد الماضي.

وأسفرت الاشتباكات التي وقعت في المربع الأمني بالحسكة، أمس، عن إصابة أربعة شبان من أبناء قبيلة الجبور، بحسب الشيخ الأسعد، إلى جانب إصابات في صفوف “الدفاع الوطني” لم يعرف عددها بدقة.

وتبع الاشتباكات انتشار مكثف لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في محيط دوار “الكنيسة الآشورية” وحي تل حجر ودوار “الكراج” بمدينة الحسكة، على خلفية الإشتباكات والتوتر الذي ساد المنطقة.

المهلة الثانية

أعلن مستشار مجلس قبيلة “الجبور” في الحسكة، أكرم محشوش، مساء الإثنين، 14 من آب، أن النظام السوري أقال قائد “الدفاع الوطني”، عبد القادر حمو، وحوّله إلى العاصمة دمشق لمحاكمته بعد اعتدائه على شيخ القبيلة، عبد العزيز المسلط، بمدينة الحسكة.

وجاء حديث محشوش لوكالة “نورث برس” (مقرها شمال شرقي سوريا)، معلنًا انتهاء حالة التوتر في المربع الأمني بمدينة الحسكة.

بينما نفى “الدفاع الوطني” في الحسكة عبر حسابه الرسمي في “فيس بوك”، أمس الثلاثاء، الأخبار المتداولة حول عزل قائده في الحسكة ونقله إلى العاصمة دمشق، مشيرًا أنه على رأس عملة، ودعا وجهاء قبيلة الجبور لعدم الانجرار لاستخدام السلاح.

وفي صباح الاثنين نفسه، أعلن محشوش، عبر لقاء مصور مع وكالة “هاوار” المقربة من “قسد” عن منح قوات “الدفاع الوطني” مهلة 24 ساعة لحل نفسها ومغادرة المربع الأمني في مدينة الحسكة، إثر اعتداء قائد “الدفاع” على شيخ القبيلة، عبد العزيز المسلط، في مدينة الحسكة.

وأضاف محشوش، أنه في حال انتهت المهلة ولم يغادر “الدفاع الوطني” المنطقة، سيكون هناك “رد فعل قاسٍ” من أبناء القبيلة.

سبق ذلك بساعات تجمع العشرات من أبناء القبيلة عند دوار “مرشو” وسط الحسكة مقابل حاجز “الدفاع الوطني”، وسط دعوات وُجهت للتجمع في حي تل حجر بالحسكة حيث يقع منزل الشيخ عبد العزيز المسلط.

محشوش قال خلال حديثه إلى ”هاوار”، إن وجود مجموعة “الدفاع الوطني” في المنطقة يظهر أن “الاعتداء معد له مسبقًا” وليس محض مصادفة، نافيًا وقوع أي مشكلة بين المسلط والمجموعة العسكرية.

ولم تعلق وسائل إعلام النظام السوري الرسمية أو المقربة على الحدث حتى لحظة تحرير هذا الخبر.

ما أسباب الخلاف؟

مساء الأحد، 13 من آب، أفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة أن العشرات من أبناء قبيلة الجبور تجمعوا، عند دوار “مرشو” وسط الحسكة مقابل حاجز “الدفاع الوطني”، وسط دعوات وجهت للتجمع في حي تل حجر بالحسكة، حيث يقع منزل الشيخ عبد العزيز المسلط.

التجمعات أعقبت اعتداء قائد “الدفاع الوطني” عبد القادر حمو، ومجموعة كانت ترافقه على شيخ قبيلة الجبور عبد العزيز المسلط في المربع الأمني بالحسكة، قبلها، بعد خلاف على مشكلة مرورية، بحسب المراسل.

وتعتبر قبيلة الجبور من كبرى عشائر الحسكة، وينتمي لها آلاف من أبناء المنطقة، ويعتبر شيخها التاريخي منذ الاستقلال عن فرنسا حتى الآن عبد العزيز المسلط، وهو والد رئيس “الائتلاف السوري” المعارض، سالم المسلط.

الاعتداء على شخصية من قبيلة الجبور ليس الأول من نوعه في المنطقة، إذ دعا ناشطون ووجهاء قرى وبلدات شمال شرقي سوريا، في 21 من كانون الأول 2022، إلى احتجاجات ضد “قسد” في مدينة الحسكة، على خلفية اعتقال الشيخ ميزر المسلط، أحد وجهاء قبيلة “الجبور” وعضو “مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية” بالحسكة.

اعتقال الشيخ جاء خلال عودته من فعالية نظّمها النظام السوري في المربع الأمني بالحسكة، حول دور العشائر المناهض لـ”قسد” والوجود الأمريكي شمالي سوريا.

المربع الأمني في الحسكة

تتمركز قوات النظام في جيب صغير وسط مدينة الحسكة يطلق عليه اسم المربع الأمني كونه يضم مفارز أمنية ومبان حكومية.

وتسيطر “قسد” على جميع الطرقات المؤدية للمربع الأمنية، والأرياف والمناطق المحيطة بها، إذ تتحكم بكميات المواد الغذائية والمحروقات التي تدخل إلى المنطقة.

ويعتبر المربع الأمني بالنسبة لـ”قسد” وسيلة ضغط على النظام، إذ سبق وأغلق الطرقات المؤدية له في أوقات زمنية متفرقة، لإجبار النظام على فتح الطرقات المؤدية إلى حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، الذي تسيطر عليه “قسد” ويحاصره النظام من محاوره الأربع.

وإلى جانب المربع الأمني في الحسكة، يدير النظام مربعًا أمنيًا في مدينة القامشلي أيضًا، بالطريقة نفسها التي تدار فيها الحسكة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة