شرارة الدوري الموحد.. وأخيرًا

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

أعلنت وكالة “قاسيون” للأنباء قبل أيام عبر معرفاتها الرسمية أن مسابقة كروية كبرى في مناطق الشمال السوري سيتم الكشف عنها في 20 من أيلول الحالي تحت اسم “الدوري السوري الحر”.

وجاء في بيان “قاسيون” (الراعي الإعلامي للمسابقة)، “تم تحديد موعد انطلاق الدوري الموحد في الساحة الرياضية السورية، حيث ستشتعل المنافسة في 6 من تشرين الأول. الجديد في هذا الدوري هو تسميته الرسمية بـ(الدوري السوري الحر)، ما يعكس روح الحرية والتعاون بين المناطق المشتركة في الشمال السوري”.

سيضم الدوري الموحد مناطق عفرين واعزاز والباب، حيث ستتنافس الفرق وتسعى للفوز باللقب الجديد في نسخته الأولى، مع مشاركة الأندية من هذه المناطق.

وللأمانة، فإن هذه الخطوة جاءت بعد مطالبات رياضية مستمرة لعدة مواسم سابقة، وكان الهدف منها توحيد الصف الرياضي السوري في هذه المناطق بدلًا من إقامة دوريات ومسابقات منفصلة بكل منطقة، وولادة عديد من الأندية التي لا تجد لنفسها موارد مادية ولا تبرعات ولا إعلانات تجارية، فتشارك لموسم أو موسمين بحضور جماهيري محدود، و قد لا تحصد النتائج المرجوة، لتعود وتضمحل بين أندية أكبر وفرق قادرة على شق طريقها الرياضي باستقطاب اللاعبين الأفضل من كل المناطق، ودفع مستحقات الكوادر باستمرار، وتأمين نفقات التنقلات والطعام والمكافآت، وهنا تخلق المستويات الطابقية في المسابقات الكروية وعلى سلم ترتيب كل بطولة، فتضيع متعة المنافسة ويُعرف من الجولات الأولى ما الفرق التي ستشكل رباعي الصراع على اللقب السنوي.

كان لنا في تلك المناطق بطولة دوري الشمال السوري بمنطقة الباب وما حولها، والدوري العام لكرة القدم في مدينة اعزاز وما حولها، ودوري الرجال في مدينة عفرين وما حولها، منها ما خاض المسابقات درجة أولى وثانية، ومنها ما أقام مسابقات الشباب إلى جانب الرجال، وحتى مسابقات الفئات العمرية كان لها نصيب في المواسم السابقة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على جهود مبذولة بسخاء، وخلايا عمل رياضي تعبت وقدمت كل ما يلزم لخدمة الوسط الرياضي الناشئ، وضمن حالة مادية متواضعة وتكاد تكون شحيحة.

إذًا، الكل عمل بما يستطيع وضمن الأدوات المتاحة وضمن المسموح في مناطق الشمال السوري “بنظرية الخطأ والصواب”، وبالتأكيد من لا يعمل لا يخطئ، حتى في المسابقة الكروية تحت مسمى الكأس في صيف العام الماضي، التي كانت طفرة جمعت عديدًا من أندية الشمال، قدّم المشرفون ولجان الرياضة والشباب ضمن المجالس المحلية أقصى طاقتهم لإنجاح الصورة الكروية الرياضية في الشمال.

اليوم يقترب موعد الدوري الموحد تحت اسم “الدوري السوري الحر” برعاية “الحكومة السورية المؤقتة”، وبإشراف من وزارة الشباب والرياضة التركية، وبرعاية إعلامية لبث المباريات وتغطية الفعاليات. صحيح أن الخطوة تأخرت وكان النداء للعمل بها يعلو في كل موسم، لكن كما في القول الشهير “أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا”.

وحتى نكون منصفين للجميع ومع الجميع، يجب ألا يستعجل أحد منا وحتى من المراقبين نتائج ونجاح تجربة الدوري الموحد من أول موسم. في كل تجربة تظهر العوائق والمطبات والمشكلات. في الرياضة دائمًا هناك ما يعكر الأجواء وما يمنحها الاستمرار والطاقة الإيجابية. لنترك من أراد العمل وضغط زر الحالة الموحدة أن يعمل لموسمين وثلاثة، حتى لا نندم على كثرة التجارب.

هنيئًا لرياضيي الشمال السوري بمسابقتهم الجديدة التي طال انتظارها وسط نداءاتهم المتكررة، وبالتوفيق للعاملين ضمن الإطار الرياضي السوري في هذا التحدي الجديد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة