سوريون يروون قصص ضحاياهم في فيضان ليبيا

رجلان يواسيان بعضهما البعض في مدينة درنة الليبية (AFP)

camera iconرجلان يواسيان بعضهما البعض في مدينة درنة الليبية (AFP)

tag icon ع ع ع

لم تكن تتخيل عائلة الخلايفة في ريف درعا الشرقي، أن يتحول سفر ابنائها لليبيا لأجل العمل إلى كارثة ستتسبب بمقتل 10 منهم جراء الفيضانات التي أغرقت ربع المدينة مع سكانها.

قال فرج الخلايفة، إن العائلة منذ اللحظة الأولى لتوارد الأنباء حول الفيضان وانفجار السدود في درنة تواصلت مع أقارب نجوا من حادثة الغرق، وأبلغوا أن البناء الذي يسكنه ذووهم من أبناء بلدة الكرك جرفه السيل.

ولكن ظل الأمل قائمًا في العثور على ناجين إلى أن أتى يوم الجمعة خبر وفاة عشرة أشخاص بينهم أطفال من عائلتي هاني حميد الخلايفة ومحمود فيصل الخلايفة.

وافتتح أقارب لضحايا غرقى في فيضانات درنة الليبية مجالس عزاء في الجنوب السوري، بينما تستمر عمليات بحث الأهالي عن المفقودين في المدينة التي أعلنت منكوبة لمدة عام جراء الفيضانات التي ضربتها في  10 من أيلول.

خالد سليمان الخلايفة، المقيم حاليًا في درنة قال، لعنب بلدي، إن خمسة فقط من العائلة المكونة من 15 شخصًا، نجوا من الفيضان، وهم من أبناء بلدة الكرك الشرقي بريف درعا، ويقيمون في درنة الليبية.

كانت العائلتان تسكنان في بنائين متجاورين، واحد بينهما جرى تخصيصه للشبان العازبين، ويفصل بينهما شارع فقط.
وأضاف خالد نقلًا عن الناجين، بعد قدوم الفيضان صعدوا إلى الطابق الرابع فوصل الماء إليهم، ثم خرجوا إلى السطح وسط حالة من الخوف والهلع وتدافع سكان الأبنية للصعود إلى الأسطح، مشيرًا إلى أن الفيضان جرف البناء المجاور حيث يسكن أقارب الناجين.

وذكر خالد أن السلطات بدأت بعمليات الدفن الجماعي للجثث بعد انتشارها بشكل كبير في المدينة عقب الفيضان، إذ تعرف على جثة أحد أقاربه المفقودين أثناء عملية دفن جماعي عُرضت على الإنترنت. 

وأدى مئات من بلدة الكرك صلاة الغائب، يوم السبت 16 من أيلول، على أرواح الضحايا كما أدى، يوم الجمعة 17 من أيلول، سكان من درعا البلد أمام مسجد بلال الحبشي صلاة الغائب على أرواح ضحايا درنة الليبية.

ونعت صفحات محلية في درعا وفاة عائلتين من سكان الكرك في ريف درعا الشرقي، وقال فرج الخلايفة أحد أقارب الضحايا، لعنب بلدي، إن وفود من معظم مناطق درعا قدِّمت لتأدية واجب العزاء.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الفيضانات في مدينة درنة الليبية تسببت في مقتل 110 سوريين، وفقدان 100 آخرين.

القصة على لسان أهلها

بدأ صوت مياه الأمطار يتصاعد يوم الأحد في 10 من أيلول، ولم تتخيل رنا حاتم، أن يتسبب هذا المطر بفيضان سيغير معالم حياتها، إلى أن أتت الساعة الثانية بعد منتصف الليل، إذ سمعت رنا صوت انفجار السدين في مدينة درنة الليبية، وما هي إلا لحظات حتى غُمرت المياه المدينة بأهلها.

قالت رنا، وهي فتاة فلسطينية الجنسية، إن “المياه بدأت تتصاعد في منزلهم في الطابق الثالث، إذ هرعت هي وعائلتها  لسطح البناء ومنظر المدينة الغارق على مد بصرها، وفي دقائق معدودة بدأ سطح البناء بالغرق، مد جيران البناء الأعلى المجاور سلالم لتخرج رنا مع عائلتها، حسب وصفها.

روت الفتاة لعنب بلدي كيف بدأت العائلات القليلة الناجية من شارع حشيشة الذي دمره الفيضان بالتوجه بسرعة نحو المباني الأعلى، منتقلين عبر أسطح المباني المتلاصقة.

وتبحث رنا اليوم عن جيرانها السوريين الخمسة، عائلة علاء أبو سامر وزوجته صبا وأطفالهما الثلاثة، والذين فقدوا في فيضان درنة في شارع الفتح المجاور لشارع حشيشة، آملة أن تعثر عليهم أحياء.

البحث عن المفقودين 

ذكر بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة بالتنسيق مع الشؤون الإنسانية في 16 من أيلول عن ارتفاع عدد ضحايا فيضانات مدينة درنة الليبية إلى 11300 قتيل، وبلغ عدد المفقودين 10100 شخص، وشُرد 40 ألف شخص من سكان المدينة، ومن المتوقع أن يرتفع العدد مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ.

وبعد أكثر من أسبوع على كارثة الفيضانات التي ضربت مدينة درنة الليبية، تستمر جهود عمل فرق الإنقاذ المحلية والدولية في البحث عن المفقودين، وانتشال جثث الضحايا التي جرفتها المياه نحو البحر.

ولا تزال العائلات تبحث عن ذويها من المفقودين بعد أن جرف البحر جزءًا من المدينة مع سكانها، وقال مصدر بفريق البحث لرويترز إنهم منذ بدء عمليات البحث والإنقاذ انتشلوا 283 جثة في المجمل من البحر، ولا يزال هناك الكثير من الجثث لا يمكن العثور عليها، والفرق لا تجد سوى أجزاء من الجثث بسبب تحللها.

عممت لين قاسم صورة ابن عمتها، محمد هاني عبد العزيز تركماني، الطبيب السوري الذي يسكن في شارع حشيشة على مواقع التواصل الاجتماعي في صفحات المفقودين في فيضان درنة.

انقطعت أخبار هاني (40 عامًا) منذ فجر الاثنين مع صديقه السوري عزام خليل من مدينة الرستن السورية وشابين مصريي الجنسية، يسكن جميعهم المنزل نفسه.

واستمر بحث عائلته من داخل ليبيا وخارجها في المستشفيات وصفحات الناجين إلى أن توصل أقاربه في درنة إلى معلومات تفيد أن هاني توفى غرقًا في منزله ودفن في مقابر الدفن الجماعي، وأقامت عائلته عزائه في مدينة حمص في جامع الأتاسي ودفن جسده في ليبيا.

نعوة للشاب محمد هاني التركماني السوري الذي توفى في فيضانات درنة (فيسبوك/ لين القاسم)

نعوة للشاب محمد هاني التركماني السوري الذي توفى في فيضانات درنة (فيس بوك)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة