مسلسل “راجعين يا هوى”.. العقل والعاطفة وصلة الدم

tag icon ع ع ع

بعد مشكلات وديون ضخمة لا وقت طويل لتسديدها، يجد “بليغ أبو الهنا” نفسه مضطرًا للعودة من بودابست إلى مصر، ليلتقي بالعائلة بعد فراق سنوات طويلة، في سبيل الحصول على نصيبه من الإرث، وتسديد ديونه، نزولًا عند تهديدات تلقاها لتسديد المستحقات في غضون شهرين.

هكذا يفتتح المسلسل المصري “راجعين يا هوى” طريقه إلى المشاهد منذ الحلقة الأولى، ليلقى البطل بعد عودته إرثًا من المشكلات التي توازي إرثه المالي، فللحصول على نصيبه من إرث والده لا بد من تسوية خلافات عائلية طويلة راكمتها السنين، بعد وفاة شقيقيه بحادث سيارة مدبر، وتوجه أبناء العم إلى الانفصال في العمل والمنزل الذي تحول إلى منزلين بعد إقامة جدار فاصل يقسمه نصفين.

هذه العودة المفاجئة التي جاءت مغلفة بالمطالبة بالإرث، قابلتها العائلة بالنفور وعدم الترحيب، دون إدراك منها لتهديد يطال العائلة ككل إذا لم يسدد “بليغ” ديونه.

في الطريق نحو تسوية الخلافات، ينقسم أفراد العائلة بين مرحب بالعم العائد بعد غياب، دون إنجازات، ملاحقًا بالديون، وبين راغبين بالتخلص منه، وتحديدًا حين بدأ فتح دفاتر قديمة وطرح أسئلة دفنها الزمن دون إجابات، في محاولة منه لمعرفة ملابسات حادثة مقتل شقيقيه، والواقع المالي للعائلة، طالما أن الواقع يقول ما يخالف الأوراق والمستندات.

كل هذه الظروف يوازيها حب قديم عاد إلى الواجهة آملًا بإحيائه، مع ظهور طيف حب جديد يدفن القديم الذي كتب السفر مصيره دون ختم نهاية.

لا أسف.. لا ضغينة

في العمل يمثل “بليغ” صوت العقل والعاطفة والرحمة، إذ يسعى لتجميع العائلة وصلة الرحم، فلا يبدو آسفًا على خسارات قديمة، ولا حمّالًا لضغائن على أبناء أو زوجتي شقيقته الرافضتين كليًا لفكرة اقتسام إرث العائلة معه، وصولًا إلى المطالبة برحيله من المنزل الذي يقيم به، وهو منزل العائلة القديم.

المهلة المحددة لتسديد الديون تقترب من النهاية، والبطل يصارع للحصول على نتيجة، وتسوية خلافات عائلية عمرها سنوات، في شهرين جرى اختصارهما إلى شهر واحد لاحقًا.

كما يشكل “بليغ”، وعمه “جابر”، وابن أخيه “طارق”، تكرارًا عابرًا للأجيال لفكرة البحث عن الذات، والسعي لبلوغ نجاح ما، أو معاينة آثاره.

“راجعين يا هوى” مسلسل مصري مكون من 30 حلقة، يقدم الخلافات العائلية دراميًا بتفاصيلها، من خلافات الكبار والآباء والأمهات، وتطبيقها لاحقًا على الأبناء والأجيال الأخرى من العائلة، كتوريث للضغينة، وكل ذلك بلمسة لا تخلو من الكوميديا والطرافة، مع إفساح المجال لإمكانية الإصلاح، ووقف القطيعة.

العمل من تأليف الكاتب والروائي المصري أسامة أنور عكاشة، وسيناريو وحوار سليمان عبد المالك، وإخراج محمد سلامة، وصدر في 2022، ومتاح للمشاهدة عبر منصة “شاهد”.

يمنح العمل مساحة لحضور الوجوه الشابة، وفرصة للتعبير عن نفسها دراميًا، ويتقاسم البطولة كل من خالد النبوي، وأحمد بدير، وهنا شيحة، والممثلة اللبنانية نور، ووفاء عامر، وطارق عبد العزيز، وإسلام جمال، وسلمى ضيف، وآية سماحة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة