مزارعو الزيتون في درعا يؤجلون قطاف محصولهم لموعد العصر

زيتون مائدة أخضر من أمام أحد المتاجر لبيع الزيتون في بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي- 9 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ حليم محمد)

camera iconزيتون مائدة أخضر من أمام أحد المتاجر لبيع الزيتون في بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي- 9 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

دفع ارتفاع أسعار زيت الزيتون مزارعي محافظة درعا جنوبي سوريا، إلى الاحتفاظ بموسمهم الحالي لحين موعد عصر الزيتون، أملًا بالحصول على سعر مرتفع.

وشهد السوق المحلي في درعا، إقبالًا ضعيفًا على جني ثمار الزيتون، مقارنة بالعام الماضي الذي شهد جنيًا مبكرًا للمحصول وبيعه للسوق المحلية كزيتون للمائدة.

فؤاد (45 عامًا) تاجر زيتون يشتري من مزارعي درعا ويبيعه في أسواق دمشق، قال لعنب بلدي إن الإقبال على الجني ضعيف هذا الموسم، إذ لا تتعدى مبيعات المزارعين من الثمار في متجره 5 أطنان في اليوم الواحد في حين كانت تصل إلى 15 طنًا في اليوم الواحد خلال الموسم الماضي.

وأرجع التاجر تراجع عمليات الجني إلى تمسك المزارعين بمحصولهم لحين موعد العصر.

التأجيل للعصر رهن الحاجة

تريث عبد الكريم (56 عامًا) في قطاف موسمه لهذا العام رغبة منه بعصر الزيتون، والاستفادة من أسعار الزيت المرتفعة، بحسب ما قال لعنب بلدي.

يمتلك عبد الكريم محصول زيتون مكون من خمسة دونمات، في العام الماضي باع محصوله مبكرًا، فمحصول الزيت أكثر ربحية بعد السماح بتصديره لخارج سوريا، إلا أن قرار وقف تصدير الزيت الصادر مؤخرًا سيجلعه ينتظر حتى شهر تشرين الثاني المقبل لقطاف المحصول وعصره وبيعه كزيت.

علي (46 عامًا) لديه مزرعة مكونة من عشرة دونمات، قال لعنب بلدي، إن السعر الحالي في السوق غير مشجع، إذ يباع كيلو الزيتون من نوع “أبو شوكة” بسعر 6500 ليرة سورية فقط.

وأضاف علي أن تكلفة زراعة محصول الزيتون زادت هذا العام عن العام الماضي، إذ وصلت تكلفة المرش الدوائي الواحد إلى  مليون ليرة سورية، وكذلك ارتفعت أسعار الأسمدة، ومياه الري، ما دفع الفلاحين للانتظار لموعد العصر على أمل بيع المحصول بسعر وفير.

ورغم زيادة تكاليف الانتظار إلى موسم العصر المتمثلة بحراسة المحصول من السرقة وسقايته، إلا أن أسعار الزيت تشجع المزارعين على عصره.

ووصل سعر تنكة زيت الزيتون إلى مليون ليرة سورية وهو سعر قياسي لم تصل إليه سابقًا.

بينما لجأ عبد الرحمن (55 عامًا) من مزارعي بلدة طبريات على الحدود السورية الأردنية إلى بيع محصوله مبكرًا، موضحًا لعنب بلدي، أنه جنى محصوله خوفًا من تعرضه للسرقة، في حين يحتاج الانتظار لحين موسم العصر توظيف ناطور أجرته مليون ليرة سورية شهريًا.

رغم قناعة المزارع أن موسم العصر سيكون أكثر ربحية تلغي التكاليف الإضافية، من حماية المحصول من السرقة وسقايته ورشه، هامش الربح المتوقع، وفق قوله.

الموسم “مبشر” في درعا

في 23 من آب الماضي، قررت حكومة النظام وقف تصدير زيت الزيتون اعتبارًا من أيلول الماضي، وذلك عقب أزمة في السوق تمثلت بفقدان المادة وارتفاع أسعارها لمستويات غير مسبوقة.

ورغم إعلان إيقاف التصدير، لا تزال أسعار المادة مرتفعة، إذ يصل سعر الليتر الواحد لنحو 70 ألف ليرة سورية لليتر الواحد، علمًا أنه خلال السنوات الماضية كان سعر زيت الزيتون ينخفض قبل موسم العصر لكثرة عرضه خوفًا من تدويره للعام المقبل إذ يصبح الطلب عليه قليلًا بسبب توجه السكان لشراء الزيت الجديد.

ورغم إعلان مسؤولي الحكومة تراجع الإنتاج في عموم محافظات سوريا، توقع مسؤولو محافظة درعا موسمًا “وفيرًا” في المحافظة هذا العام بزيادة عن إنتاج الموسم الماضي.

وقدر رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة درعا، وائل الأحمد، إنتاج المحافظة من ثمار الزيتون بـ25 ألف طن مقارنة بـ19 ألف طن و500 كيلو للموسم الماضي.

وتبلغ المساحة المزروعة بالزيتون في محافظة درعا 22901 هكتار، بعدد إجمالي للأشجار يصل إلى ثلاثة ملايين و421 شجرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة