أسعار البذار والأدوية والأسمدة تقلص موسم الثوم بدرعا

بيع محصول الثوم في سوق الهال بطفس بريف درعا في 26 من أيار 2023 (عنب بلدي/حليم محمد)

camera iconبيع محصول الثوم في سوق الهال بطفس بريف درعا في 26 من أيار 2023 (عنب بلدي/حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

لا يزال الإقبال على زراعة الثوم ضعيفًا في محافظة درعا جنوبي سوريا، رغم حلول موعد زراعته مقارنة بالمواسم السابقة.

أسباب عزوف المزارعين عن زراعة الثوم ترتبط بغلاء أسعار البذار والأسمدة والأدوية، وارتفاع أجور الأيدي العاملة، فضلًا عن شح مياه الري للسقاية، إذ يعتبر الثوم من المواسم الطويلة في الأرض، ويستمر ما يقارب تسعة أشهر ما بين زراعته وموعد قطافه.

أسعار البذار ترتفع عشرة أضعاف

وصل سعر كيلو بذار الثوم خلال الموسم الحالي إلى 33 ألف ليرة سورية في السوق المحلية، في حين لم يتعدَّ سعره العام الماضي نحو ثلاثة آلاف ليرة.

ويحتاج الدونم الواحد ما بين 75 و100 كيلو من البذار، بحسب ما قاله المهندس الزراعي خالد سليمان، المقيم في درعا، لعنب بلدي.

جبر (51 عامًا)، فلاح يزرع الثوم منذ أكثر من 15 عامًا بريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إنه لم يزرع محصول الثوم لهذا العام لارتفاع تكلفته من ناحية أسعار البذار والأسمدة والأدوية، موضحًا أن الدونم الواحد يحتاج إلى ما يقارب ثلاثة ملايين ليرة سورية بعد غلاء أسعار البذار.

تعرض جبر لخسارة في موسم الثوم الماضي، إذ باع المحصول بسعر أقل من 1500 ليرة سورية، على شكل ثوم أخضر للمائدة، ولم ينتظر لفترة التخزين خوفًا من خسارة إضافية.

وأسهم قرار حكومة النظام، منتصف أيار 2022، الذي سمح بتصدير 5000 طن من الثوم لمدة شهرين فقط، برفع أسعار الثوم خلال العام الماضي.

ودفع ارتفاع أسعار الثوم المزارعين لبيع المحصول، وعدم الاحتفاظ به لبيعه للمؤونة، إذ كانت فترة التصدير محددة بشهرين فقط، ما أدى إلى إفراغ السوق المحلية من الثوم سواء البذار أو حتى ثوم المائدة.

مصعب (40 عامًا)، وهو مزارع بريف درعا الغربي، يزرع محصول الثوم كل عام، قال لعنب بلدي، إنه بدأ بإعداد أرضه لزراعة دونم واحد فقط من الثوم، علمًا أنه في المواسم الماضية كان يزرع ما لا يقل عن خمسة دونمات.

وأوضح المزارع أن تقليص مساحة الأرض التي سيزرعها بالمحصول هو سبب غياب الإمكانية المادية لديه لشراء البذار.

مدير دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة، وائل الأحمد، قال في تصريح صحفي منتصف أيلول الماضي، إن مديرية الزراعة في درعا تخطط لزراعة 1160 دونمًا من محصول الثوم لهذا الموسم.

الأسمدة والأدوية ارتفعت أيضًا

يعتبر الثوم من الزراعات التي تحتاج إلى الأسمدة الكيماوية، مثل “سوبر فوسفات”، و “يوريا 46″، إذ وصل سعر كيس سماد “اليوريا” (50 كيلوغرامًا) إلى مليون ليرة سورية، وسعر كيس “سوبر فوسفات” إلى نحو 400 ألف ليرة.

المهندس الزراعي خالد سليمان، قال لعنب بلدي، إن الأسمدة ضرورية لتغذية التربة وتفكيكها، إذ يحتاج الثوم إلى أرض طينية خفيفة خصبة، وهو نبات عشبي حولي من فصيلة الزنبقيات، يُزرع في شهر أيلول ويستمر حتى شهر حزيران، إذا بيع للتخزين، ويُقطف في نيسان إذا بيع كثوم أخضر، ولكن لا يصلح للتخزين ويُشترط أن يجف في الأرض حتى نهاية أيار ليصبح صالحًا للمؤونة.

كما شهدت أسعار الأدوية الكيماوية ارتفاعًا أيضًا، ووصلت تكلفة المرش الدوائي إلى نحو مليون و200 ألف ليرة سورية.

المهندس خالد سليمان، أوضح أن من أبرز الأمراض التي تصيب الثوم الأمراض الفطرية كالبياض الزغبي، والدقيقي، والحمرة والعفن الجذري، وهي من الأنواع التي تحتاج إلى أدوية غالية الثمن.

ولا تقتصر تكاليف زراعة الثوم على البذار والأدوية والأسمدة، إنما شهدت أجور العمالة اليومية ارتفاعًا أيضًا، إذ وصلت أجرة العامل إلى 5000 ليرة سورية، بينما كانت خلال الموسم الماضي لا تتجاوز ألفي ليرة سورية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة