“النزوة”.. إرادة القلب لا تتماشى مع مشيئة العقل

عمر وهالة في أحد مشاهد مسلسل (النزوة)

camera iconعمر وهالة في أحد مشاهد مسلسل (النزوة)

tag icon ع ع ع

يروي المسلسل المصري “النزوة” قصة عائلة اتجهت لقضاء عطلة الصيف في منزل عائلة الأم على الساحل، لتواجه هناك ما سيغير حياة كل أفرادها، دفعة واحدة وإلى الأبد.

القضية أن “عمر”، رب الأسرة، دكتور جامعي وروائي يشق طريقه في عالم الأدب دون تأثير.

يلتقي “عمر”، عن طريق المصادفة، شابة تعمل في أحد مطاعم الأسماك خلال توقف العائلة لأخذ قسط من الراحة على طريق السفر، وفي تلك اللحظة عرف “عمر” أن هذا المطعم لم يعد محطة يعبرها في الطريق، وإنما تحول إلى وجهة ومقصد، ومسرح لقاءات على شرف الطعام، تجمع الرجل بنادلة المطعم.

هذه العواطف التي تتملس طريقها إلى المشاهد منذ الحلقة الأولى، عبر الاستعانة بسرد غير تقليدي للحكاية، تتأثر وتتفاعل مع المحيط العام، وظروف طرفي هذه العلاقة التي تشكلت للتو، فالرجل متزوج، وأب لثلاثة أطفال، والنادلة متزوجة، توفي ابنها الوحيد قبل عامين، ما وضعها في حالة نفسية غير مستقرة انعكست سلبًا على حياتها الزوجية.

تردد، وقرب، وقرب أكبر، ثم ابتعاد انصياعًا لنداء العقل، ثم عودة إذعانًا لسلطان القلب والعاطفة، ورحيل وسفر ولقاءات خاطفة، كل ذلك يشد المشاهد للمتابعة، ويغذي الفضول لمعرفة المرحلة أو الخطوة التالية، قبل أن تنمو المشكلات سريعًا حول طرفي هذه العلاقة، ويتسع التأثير على نطاق عائلي، فارضًا مواجهات غير محبذة.

يسير المسلسل وفق روايتين للأحداث تبدأ بمحاولة فك لغز جريمة قتل، فيسرد “عمر” المواقف من وجهة نظره، وتسرد “هالة” المواقف انطلاقًا من نظرتها، ورغم تكرار بعض المشاهد في العمل، فلا سقوط في فخ الملل من بوابة التكرار، كون إعادة المشهد تُقدم بشكل مختلف، طالما أن نظرة الناس لأي حدث ليست واحدة، ولكل شخص تفسيراته وقناعاته وآماله التي تتدخل عند تفسيره للمواقف، لا سيما العاطفية منها.

يضاف إلى عناصر الجذب الفني في العمل، تكوين بيئة نفسية تحاكي الحالة ونفسيات وعواطف البطل والبطلة، باستخدام إضاءة خافتة نسبيًا وموسيقا تصويرية تركز كثيرًا على “البيانو” المنفرد، تعبيرًا عن مخاوف وقلق وتوتر يصل إلى المشاهد أيضًا، ولا يقف عند “عمر” و”هالة”.

“النزوة” مقتبس من مسلسل أمريكي من عشر حلقات صدر في 2014، تحت اسم “THE AFFAIR” (العلاقة)، ويعكس بوضوح فكرة مفادها أن إرادة القلب لا تتماشى مع مشيئة العقل، وهو ما يعيه “عمر” و”هالة”، ويحاولان عبره الخروج بأقل الخسائر، كما أن اسم العمل لا ينسجم إلى حد بعيد مع الفحوى، على اعتبار أن ما يصور كـ”نزوة” يتحول إلى خيار ومسار حياة، وليس حدثًا عابرًا طارئًا فقط.

صدرت النسخة المصرية في 2022، من تأليف محمد الحاج، وإخراج أمير رمسيس، ضمن 15 حلقة متاحة للمشاهدة عبر منصة “شاهد”.

العمل من بطولة خالد النبوي، وعائشة بن أحمد، وسالي شاهين، وعمر الشناوي، ومراد مكرم، ونور محمود.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة