نحالون يصفون الصعوبات

تربية النحل.. قطاع ينتظر الدعم في دير الزور

مربي نحل في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي – 3 من تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

camera iconمربي نحل في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي – 3 من تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

tag icon ع ع ع

دير الزور – عبادة الشيخ

تعتبر تربية النحل أحد الأنشطة الزراعية في سوريا، وتلعب دورًا حيويًا في دعم الاقتصاد المحلي، خاصة مع توفير منتجات نحلية عالية الجودة.

وتكتسب تربية النحل أهمية في مناطق دير الزور الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” بشمال شرقي سوريا، إلا أن الآفات الطبيعية تؤثر بشكل مباشر على هذه الصناعة، وسط غياب إجراءات لمساعدة أصحاب المناحل، سواء من “الإدارة الذاتية” أو المنظمات المحلية، رغم الموارد المالية المرتفعة التي ترفد بها المنطقة.

وتتمثل هذه الآفات بانتشار طيور الوروار، بالإضافة إلى القوارض، وتحديدًا الفئران.

وتعد بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي إحدى أفضل المناطق لتربية النحل، لوجود مساحات زراعية واسعة من جهة، ولمناسبة مناخها من جهة ثانية، وفق نحالين التقتهم عنب بلدي.

رياض الأحمد أحد نحالي الباغوز قال لعنب بلدي، إن الآفات الطبيعية تؤثر بشكل مباشر على تربية النحل، ومن الضروري توفير دعم يتضمن “فرّازات” وأدوية لمكافحتها، لتقليل الصعوبات التي يواجهها النحالون.

مهندس زراعي يعمل في مجال تربية النحل، طلب عدم ذكر اسمه، أوضح لعنب بلدي أن من الضروري مراقبة صحة النحل بشكل دوري ومستمر للكشف عن أي أمراض أو آفات قد تؤثر عليها، وأنه يمكن اتخاذ إجراءات وقائية أو علاجية إذا كان ذلك ضروريًا للحفاظ على صحة الخلايا.

وتباع منتجات النحل ضمن السوق المحلية، ويصل سعر كيلو عسل “السدر” إلى 160 ألف ليرة سورية، وهو ما يعكس جودة المنتج العالية، وفق رياض الأحمد، الذي أشار إلى أن زيادة الإنتاج وتوسيع السوق المحلية، يمكن أن تزيد من الإيرادات وكذلك تسهم في التوجه إلى تصدير منتجات النحل السورية.

وتوجد حاليًا في بلدة الباغوز خمس مناحل تعود ملكيتها لرياض الأحمد ونحالين آخرين، أحدهم علي العبد الله الذي تحدث لعنب بلدي عن مصاعب الإنتاج التي يواجهها النحالون.

وقال علي لعنب بلدي، إن المناحل الموجودة حاليًا بدائية، إلا أن تطويرها سيسهم بشكل إيجابي بتوسيع النشاط وزيادة الإنتاج، وبالتالي زيادة الأرباح لاحقًا، وهو ما سينعكس إيجابًا على النحالين.

ويأتي غياب الدعم عن تربية النحل رغم ما يوفره من رافد اقتصادي، مع وجود أوضاع معيشية متردية أسوة بمناطق النفوذ المختلفة على الجغرافيا السورية، في حين تعتبر المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الأغنى في سوريا، إذ تضم معظم آبار النفط، إلى جانب كونها توصف بـ”خزان قمح سوريا”، نظرًا إلى النشاط الزراعي الكبير فيها.

ويستمر أبناء المنطقة بالاحتجاج للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، وتأمين المحروقات، وخرجت سابقًا مظاهرات للمطالبة بتأمين الخبز والسكر في أسواق المنطقة.

الخبرة والأدوات

ركّز النحال علي العبد الله على أهمية الخبرة والأدوات والصناديق، وتأثير المناخ على نجاح عملية تربية النحل، خاصة في فصلي الربيع والصيف.

ولا يحتاج مربو النحل إلى استصدار تراخيص لتربية النحل في المنطقة، لكن النحال أشار إلى نقص الإمكانيات المتوفرة، وغياب أي نوع من أنواع الدعم، سواء من “الإدارة” أو من جهات أخرى، كما أن التعاون مع منظمات متخصصة سيؤدي إلى تحسين الإنتاج ورفع العائدات وتطوير الصناعة نفسها، بحسب علي.

مناخ دير الزور وتربية النحل

تجمع محافظة دير الزور بين المناخ الصحراوي ومناخ الأراضي الزراعية، وتشهد المنطقة تقلبًا في درجات الحرارة وجفافًا كبيرًا في فصل الصيف، وهو ما يعد مناخًا مناسبًا لتربية النحل، التي تعد بدورها نشاطًا تجاريًا مهمًا في المنطقة، وفرصة مهمة لخلق مشاريع ذات طبيعة مستدامة، كما يجب أن تتوفر مجموعة من الشروط والخطوات للحصول على أفضل نتيجة.

وقال المهندس الزراعي الذي يعمل في مجال تربية النحل، إن من الضروري وضع الخلايا في مواقع محمية من التغيرات الجوية والتقلبات الحرارية الشديدة، لحماية النحل ومستلزماتها الخاصة من الظروف الجوية القاسية.

ويتعين على النحالين توفير مصادر غذائية للنحل خلال فصل الشتاء عن طريق تقديم سكر مذاب أو طعام نحل خاص، للمساعدة في تغذية النحل عند غياب المصادر الطبيعية الكافية من الرحيق المتاح.

ووفق المهندس الزراعي، يجب الاهتمام بعملية جمع العسل والمنتجات النحلية الأخرى للحفاظ على جودة المنتجات من جهة، وضمان سلامة النحل من جهة أخرى، كما تعكس هذه الإجراءات مهارة ورعاية النحال للمنتجات والنحل، بحسب رأيه.

وكشف المهندس إياد دعبول، رئيس اتحاد النحالين العرب فرع سوريا، عن انخفاض كبير بخلايا النحل في سوريا من 630 ألفًا إلى أقل من 200 ألف خلية، جراء الحرب، ما أدى إلى تراجع الإنتاج وتدهور قطاع النحل نتيجة صعوبة نقل الخلايا إلى المراعي المختلفة كالأزهار الرحيقية والنباتات والغابات والمحاصيل الزراعية.

وذكر دعبول لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن الدعم الذي حظي به قطاع تربية النحل، ساعد على استعادة جزء من مكانته قبل الحرب، عبر “التدخل الإيجابي والعمل الجماعي المشترك” بين وزارة الزراعة واتحاد النحالين السوريين والعرب وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة