على وقع تهديدات إيرانية بتوسيع المواجهة بسبب ما يجري في غزة

أمريكا تعلن إحباط هجوم على قاعدة “عين الأسد” بالعراق

مدرعات عسكرية أمريكية في قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار العراقيىة- 13 من كانون الثاني 2020 (رويترز)

camera iconمدرعات عسكرية أمريكية في قاعدة "عين الأسد" الجوية في محافظة الأنبار بالعراق - 13 من كانون الثاني 2020 (رويترز)

tag icon ع ع ع

قال مسؤولان أمريكيان لوكالة “رويترز” البريطانية، إن الجيش الأمريكي أحبط هجومًا استهدف قواته بقاعدة “عين الأسد” الجوية بالعراق في ساعة مبكرة من صباح اليوم، الأربعاء.

واعترض الجيش الأمريكي، بحسب “رويترز”، طائرتين دون طيار قبل أن تتمكنا من توجيه الضربة فجر اليوم، الأربعاء 18 من تشرين الأول، وهو الهجوم الأول من نوعه على القوات الأمريكية في العراق منذ أكثر من عام.

وذكرت الوكالة أن مسؤولين أمريكيين (لم تسمّهما) رفضا تحديد هوية المشتبه به في الهجوم، لكن واشنطن صارت في حالة “تأهب قصوى” تحسبًا لنشاط الجماعات المدعومة من إيران، وسط تصاعد التوتر في المنطقة على خلفية الحرب الفلسطينية- الإسرائيلية.

وجاء الهجوم بعد أسبوع من تهديدات أطلقتها ميليشيات مدعومة من إيران، بحسب الوكالة، في حال تدخلت الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل بالحرب الدائرة على الأراضي الفلسطينية.

وكان السياسي العراقي هادي العامري، زعيم منظمة “بدر” السياسية والعسكرية المقربة من إيران، وجه تهديدات مماثلة، إذ قال، في 9 من تشرين الأول الحالي، “إذا تدخلوا فسوف نتدخل، وسنعتبر كل الأهداف الأمريكية مشروعة”.

وتضم منظمة “بدر” جزءًا من قوات “الحشد الشعبي” العراقي، وهي منظمة عسكرية شبه حكومية تضم العديد من الفصائل المدعومة من إيران، بحسب “رويترز

وجاء الهجوم عقب ساعات من استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي المستشفى “الأهلي المعمداني” في قطاع غزة مخلفًا 500 قتيل، إذ قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، في تصريحات نقلتها قناة “الجزيرة” القطرية، إن معظم الضحايا من النساء والأطفال، بعضهم لم تتجاوز أعمارهم بضعة أشهر.

تعليمات إيرانية

في 13 من تشرين الأول الحالي، بعد مرور نحو أسبوع على بداية المواجهات في غلاف غزة الفلسطينية، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية معلومات عن أن الفصائل العراقية تلقت رسائل متواترة من الإيرانيين، أفادت أغلبيتها بأن التدخل المباشر في الحرب يحتاج إلى ظرف آخر، وقد يحدث هذا الظرف قريبًا “بالاعتماد على اتساع رقعة الحرب ومشاركة أطراف أكثر”.

وأضافت أن اتصالات أجريت بالفعل بين قادة فصائل فلسطينية والعراقيين لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، أعلن زعيم “عصائب أهل الحق” (ميليشيات شيعية مقربة من إيران)، قيس الخزعلي، عن واحدة منها، كانت مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية.

وبحسب المعلومات، التي قالت “الشرق الأوسط” إنها تأكدت منها عبر ثلاثة أعضاء من الإطار التنسيقي العراقي (تجمع لأحزاب شيعية تتولى مفاصل الحكم في العراق)، فإن “المقاومة الفلسطينية لن تترك وحيدة، وإن لطهران خطة مدروسة لهذه الحرب”، فيما استخدم كثيرون داخل التحالف هذه الأيام عبارة “المواجهة المفتوحة جغرافيًا”، لوصف رد فعل الفصائل الموالية لإيران بشأن المعارك في غزة.

ما قاعدة “عين الأسد”

عقب قصف مشابه في آذار 2021، أعدت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) تقريرًا حول قاعدة “عين الأسد” الجوية، قالت فيه إنها تقع في محافظة الأنبار غربي العراق على بعد 180 كيلومترًا عن العاصمة بغداد.

وبنيت القاعدة خلال الحرب العراقية- الإيرانية، واستمرت علميات البناء التي قامت بها مجموعة من الشركات اليوغسلافية مدة سبع سنوات، وانتهى العمل فيها عام 1987، قبل انتهاء الحرب بين البلدين بعام واحد.

وتضم القاعدة “عددًا كبيرًا” من عنابر الطائرات المقاتلة ومدرجين لهبوط وإقلاع الطائرات ومنشآت عديدة من قاعات تدريب ومستودعات ومساكن جنود ومخازن أسلحة وذخيرة تبلغ مساحتها ثلاثة كيلومترات مربعة، وتتسع لنحو 5000 جندي.

وعادت القاعدة لسلطة الجيش العراقي قبل الغزو الأمريكي، إذ كانت تحمل اسم “قاعدة القادسية” قبل سقوط نظام صدام حسين العراقي متأثرًا بالغزو الأمريكي للبلاد عام 2003، وصارت بعدها إحدى أكبر القواعد التي تتمركز فيها القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.

ودأبت الجماعات العراقية المسلحة المقربة من إيران على إطلاق صواريخ على القاعدة خلال السنوات الماضية، إذ سقطت أكثر من عشرة صواريخ من نوع “كاتيوشا” إيرانية الصنع داخل وعلى أطراف القاعدة دون أن تتسبب بخسائر في الأرواح، في آذار 2021.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة