التين المجفف لا يعوض خسائر موسم الطازج في إدلب

بائع تين مجفف في مدينة سرمين شرقي إدلب - 17 من تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

camera iconبائع تين مجفف في مدينة سرمين شرقي إدلب - 17 من تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

tag icon ع ع ع

إدلب – شمس الدين مطعون

مُني مزارعو التين في مدينة إدلب بخيبة أمل جديدة بعد أن تراجع معظمهم عن بيع ثمار التين الطازج بأسعار متدنية حين قطافه، أملًا بموسم أفضل مع التين المجفف.

يشكل التين اليابس (المجفف) فرصة جيدة للمزارعين لكسب أرباح أكثر من موسمه طازجًا، وفرصة أيضًا لليد العاملة، ويبدأ العمل به منذ منتصف آب حتى نهاية تشرين الأول من كل عام، لكن الأسعار كانت منخفضة ولا تسد التكاليف.

وشهد موسم قطاف التين ظروفًا مضطربة، منها دخول التين التركي إلى الأسواق، وسوء تصريف المنتج المحلي، وطالته أمراض الحلزون، ما أدى إلى تراجع أسعاره وكساد المحصول.

وأثر تصعيد قوات النظام وروسيا على الأراضي الزراعية قرب خطوط التماس، ما أتلف جزءًا من الثمار، ودفع ببعض المزارعين إلى تسريع عملية القطاف ما أثر على الجودة.

ثلاثة أنواع في إدلب

يترك المزارعون ثمار التين على الأشجار حتى تجف تمامًا وتسقط لوحدها، بينما يقومون أحيانًا أخرى بجنيها ونشرها على الأسطح تحت أشعة الشمس.

ويتميز التين المجفف وفق المناطق التي يأتي منها، فالتين الجبلي هو أشهر الأنواع وأفضلها جودة ويجنى من مناطق جبل الزاوية جنوبي إدلب، والتين الإدلبي هو التين الذي يزرع في المنطقة الوسطى للمحافظة، والشمالي ما يتم جنيه من ريف إدلب الشمالي.

للتين ثلاثة أصناف رئيسة هي الزهرة والمعنق والمطبق، وهي أنواع صالحة للتخزين والأكل، أما صنف ما يُعرف بـ”(القرو) وهو تين علفي يصلح كغذاء جيد للمواشي، وفق ما شرحه مزارعون لعنب بلدي.

مراحل التجفيف

يباع التين المجفف في الأسواق المحلية على مراحل عدة قبل تصديره إلى دول خارجية كمصر والخليج العربي، وهي سوق أساس يسعى التجار لتوريده إليها.

ويجني المزارع محصوله ويبيعه لوسطاء يجردون بدورهم ثماره وفق جودتها ونوعها، ليدخل التين بعدها إلى ورشات متخصصة تعمل على تنظيفه من الشوائب وتعقيمه في مستودعات خاصة محمية من الرطوبة والحشرات.

بعد ذلك، يدخل التين مرحلة التبييض، وتُستعمل فيها أحواض الماء مضافًا إليه مواد مبيّضة تزيل كل الشوائب وتظهر ثمرة التين بمظهر جميل، ثم يعرض التين في الهواء الطلق لتنشيفه، ويرص بعدها في قوالب خاصة أو يعلق على الحبال، ليصبح جاهزًا لتحميله من قبل التجار الذي يسعون لتخزيه مدة أطول حتى يتعطش السوق ويقومون ببيعه بهدف تصديره.

تين مجفف في مدينة سرمين شرقي إدلب - 17 من تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

تين مجفف في مدينة سرمين شرقي إدلب – 17 من تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

أسعار تحددها الجودة

حكمت سليم، تاجر من بلدة كورين جنوبي إدلب، قال لعنب بلدي، إن سعر كيلو التين المجفف تراوح بين دولارين وأربعة دولارات أمريكية (كل دولار يعادل 28 ليرة تركية)، مشيرًا إلى أن السعر انخفض بعد بداية الموسم.

وأوضح التاجر أن موسم التين المجفف عانى من حالة ركود خاصة بعد دخول التين المستورد من تركيا، فلجأت المعامل والورشات لخلطه بالتين السوري، وهو ما أثر على جودته وتسبب بتراجع أسعاره.

بدوره، محمد أبو حمزة، وهو مزارع من بلدة النيرب بريف إدلب، قال، إن التين المجفف طالته حشرات تسببت بإتلاف جزء من المحصول.

وذكر المزارع أن بعض المزارعين كانوا يضطرون لجني ثمارهم قبل أن تجف تمامًا، خوفًا عليها من السرقة أو القصف، خاصة في ريف إدلب الجنوبي، ما أثر سلبًا على جودة الصنف.

القصف يزيد الخسائر

تزامنت حملة القصف التي شنتها قوات النظام على المنطقة مع نهاية موسم التين المجفف، وهي المرحلة التي يبدأ فيها التجار بعرض مخزونهم من التين المجفف لبيعه في السوق للمصدرين.

محمد برغش، يعمل وسيط لبيع التين في سوق سرمين شرقي إدلب، قال لعنب بلدي، إنه قرر بداية الموسم شراء كميات من التين لتجهيزها وبيعها بغية تحصيل مكاسب مالية جيدة.

وأضاف أنه عمل على مدار شهر بشراء التين المجفف وجرده وتنظيفه وتخزينه، ومع نهاية الموسم اضطر لبيعه عند أول تاجر طلبه بسعر لم يتجاوز 2.1 دولار للكيلو، وذلك بسبب حملة القصف التي دفعت العشرات لعرض مخزونهم خشية كساده أو تعرضه للتلف، ولتخفيف أحمالهم جراء النزوح الذي تعرضت له مناطق عدة بريف إدلب.

ولا تزال الأخطار تلاحق عمال الأراضي الزراعية قرب خطوط التماس، رغم التحذيرات والإرشادات، وتوقف العمليات العسكرية في المنطقة بعد اتفاق “موسكو” أو ما يُعرف باتفاق “وقف إطلاق النار”، الموقع بين تركيا وروسيا في 5 من آذار 2020.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة