ما “المقاومة الإسلامية” التي تتبنى قصف قواعد أمريكية في سوريا

قائد "جيش سوريا الحرة"، فريد القاسم، برفقة ضباط أمريكيين في قاعدة التنف شرقي سوريا- 3 من كانون الثاني 2022 (جيش سوريا الحرة/ فيس بوك)

camera iconقائد "جيش سوريا الحرة"، فريد القاسم، برفقة ضباط أمريكيين في قاعدة التنف شرقي سوريا- 3 من كانون الثاني 2022 (جيش سوريا الحرة/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

دوت أصوات انفجارات داخل قاعدة “خراب الجبر” العسكرية الأمريكية شرقي محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، تزامنًا مع تحليق طائرات مسيرة في سماء المنطقة.

وأفاد مراسلا عنب بلدي في الحسكة أن خمسة صواريخ استهدفت قاعدة أمريكية أو محيطها، فجر اليوم الخميس 26 من تشرين الأول، دون معلومات عن حجم الأضرار التي خلفها الاستهداف.

وتبنت “المقاومة الإسلامية في العراق” الاستهداف، إلى جانب استهدافات أخرى أعلنت مسؤوليتها عنها خلال الأيام الماضية، بحسب تسجيل مصور نشرته عبر معرّفها في “تيلجرام”.

وقال الفصيل العراقي إنه أطلق صواريخ من العراق بإتجاه قاعدة “مطار أبو حجر” أو ما يعرف باسم “قاعدة خراب الجير” شمال شرقي سوريا مساء الأربعاء.

تبع ذلك بساعات تبني “المقاومة الإسلامية” استهداف طال قاعدة “عين الأسد” الجوية التي تتمركز فيها القوات الأمريكية في العراق.

ما “المقاومة الإسلامية في العراق”؟

لا تشير التسمية التي ظهرت على تطبيق “تيلجرام”، في تشرين الأول الحالي إلى جماعة قائمة بحد ذاتها، بل هي اسم عام يُستخدَم للدلالة على الوحدة بين الجماعات المسلحة المدعومة من إيران والتأكيد على هوياتها الفردية خلال الهجمات التي أثارتها أزمة غزة، بحسب تحليل موجز نشره معهد “واشنطن”، وأعده باحثان متخصصان بشؤون الجماعات الإيرانية.

ويرى الباحثان حمدي مالك، المتخصص في شؤون الميليشيات الشيعية، ومايكل نايتس المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج، أن “المقاومة الإسلامية في العراق” هو مصطلح شامل يُستخدَم لوصف العمليات التي تنفّذها جميع الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، بما في ذلك الضربات على سوريا.

وتعتبر الحركة المسلحة مسؤولة عن عمليات عسكرية حركية، وطنية وعابرة للحدود على حد سواء، تستهدف الولايات المتحدة في العراق وسوريا، وناجمة عن الدور الأمريكي في أحداث غزة.

ومنذ بدء التصعيد في فلسطين المحتلة، في 7 من تشرين الأول الحالي، هاجمت الميليشيا نفسها القوات الأمريكية المتمركزة في العراق وسوريا بشكل متكرر لـ11 مرة، بحسب التحليل الذي صدر قبل الهجوم الأحدث.

وتهدف بـ”المقاومة الإسلامية في العراق” إلى السماح لمختلف ميليشيات المقاومة العراقية بشن هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا تحت مظلة واحدة، بحسب التحليل.

ويرى الباحثان أنه ربما يكون استخدام تسمية عامة من دون شعار هو الامتداد الأقصى لـ”استراتيجية الواجهة” التي اتبعتها إيران ووكلاؤها منذ عام 2019 لتجنب المساءلة عن الهجمات على الأمريكيين.

وإظهار الوحدة الكامنة وراء الهجمات المنفَّذة ضد المصالح الأمريكية خلال الصراع بين إسرائيل وحركة “حماس”، لا سيما “تلبية النداء” كقوة واحدة، ويشير ذلك بشدة إلى أن “فيلق القدس” التابع “للحرس الثوري الإيراني” يجمع بين وكلائه المتعددين في “المقاومة” العراقية.

القيادة والتبعية

بحسب التحليل الصادر عن معهد “واشنطن” للأبحاث، فإن الأدلة المتوفرة تشير إلى أن “فيلق القدس” التابع “للحرس الثوري” هو المسؤول عن تأدية دور تنسيق “المقاومة الإسلامية في العراق”.

وتحرص الجماعات المسلحة العراقية بشدة على حماية هوياتها الفردية والفضل الذي يعود إليها في الهجمات (المباشرة أو عبر جماعات واجهة مرتبطة بها)، لذا يشير استعدادها لإخفاء هذه الهويات وحتى التراجع عن تبني هجوم منفَّذ على مستوى جماعة فردية إلى أن سلطة عليا تتولى تنسيقها.

وإلى جانب ما سبق، تشير التسمية المشتركة مع جماعة “تشكيل الوارثين” في الهجوم الذي شُنَّ في 17 من تشرين الأول على “قاعدة حرير الجوية” إلى وجود صلة مباشرة بجماعةٍ يديرها بشكلٍ مباشرٍ “فيلق القدس” وتتمتع بعلاقات وثيقة مع حركة “حزب الله النجباء“.

وفي 18 من تشرين الأول الحالي، أُنشئت مجموعة على تطبيق “تيلجرام” سُميّت “الإعلام الحربي” لنشر البيانات والادعاءات حول تبنّي مسؤولية الهجمات التي تصدرها الميليشيات العراقية المختلفة، باسم “المقاومة الإسلامية”، بحسب التحليل.

ومن الواضح أن جماعة “تشكيل الوارثين” تعمل لصالح “المقاومة الإسلامية في العراق”، إذ أشار إعلان إنشاءها في 18 من الشهر الحالي إلى “تشكيل الوارثين”، وهو غرفة عمليات إسناد “طوفان الأقصى”.

وفي 24 من تشرين الأول الحالي، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إن سربًا من طائرات “F-16 Fighting Falcon” وصل، إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، ليعمل إلى جانب مجموعة من القوات الأخرى في المنطقة بهدف تعزيز قدرة القوات الأمريكية على الدفاع عن نفسها.

وجاء في إحاطة صحفية للسكرتير الصحفي لـ”البنتاجون”، العميد بات رايدر، في 24 من تشرين الأول، أن ميليشيات مدعومة من إيران هاجمت في أكثر من 12 مناسبة القوات الأمريكية “التي تقوم بمهام مكافحة الإرهاب” في كل من العراق وسوريا.

وسبق أن قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، إن ارتفاع الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار على القواعد الأمريكية، يقف خلفه وكلاء مدعومون من إيران.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة