ارتفاع التكاليف وصعوبة في التصريف

رمان السوسة بدير الزور.. المزارعون يحصون خسائرهم

محصول الرمان في بلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي - 30 من تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

camera iconمحصول الرمان في بلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي - 30 من تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

tag icon ع ع ع

يشتكي مزارعو الرمان في بلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي حيث تسيطر “الإدارة الذاتية”، من صعوبة تصريف المحصول، وارتفاع التكاليف.

وتشتهر بلدة السوسة بزراعة الرمان، الذي بدأ موسم قطافه في تشرين الأول الماضي، لكن المحصول تحوّل من موسم منتظر لتأمين ربح مقبول، إلى موسم إحصاء خسائر، بحسب مزارعين قابلتهم عنب بلدي.

ضرائب على التصدير

جعفر مزارع في بلدة السوسة، (تحفظ على ذكر اسمه كاملًا لأسباب أمنية)، قال لعنب بلدي، إنه لم يتمكن من تصدير محصوله إلى مناطق سيطرة النظام بسبب قطع الطرقات وإغلاق المعابر، إذ يقتصر تصريف المحصول ضمن الأسواق المحلية مثل الرقة والحسكة.

علي السلوم، وهو أحد وجهاء البلدة، ذكر لعنب بلدي، أن العراق يعد الممر الوحيد لتصريف محصول الرمان خارجيًا، لكن إدارة الجمارك التابعة لـ”الإدارة الذاتية” تفرض 50 دولارًا أمريكيًا مقابل كل طن، دون قرار رسمي.

ومن جهة أخرى، تفرض الجمارك العراقية عند معبر “سيمالكا” 150 دولارًا أمريكيًا على الطن، بسبب عدم رغبة العراق استيراد الرمان، وفق السلوم.

وفي 21 من تشرين الأول 2020، قررت وزارة الزراعة العراقية منع استيراد محصول الرمان لوفرته محليًا، وفق ما نقلته “وكالة الأنباء العراقية” (واع).

وأوضح حمدان العبد الله، وهو مزارع من نفس البلدة، أن تصريف محصول الرمان ضعيف، ويقتصر على أسواق محلية، مثل سوق “ذيبان” في ريف دير الزور الشرقي، إذ يشتري التجار المحصول من المزارعين ويصدرونه إلى بقية المحافظات ضمن مناطق سيطرة “الإدارة”.

محصول الرمان في بلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي - 30 من تشرين الأول (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

محصول الرمان في بلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي – 30 من تشرين الأول (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

تكاليف مرتفعة

وتحتاج أشجار الرمان إلى عناية وتكاليف لضمان إنتاج أفضل، وزادت أسعار السماد والحراثة والمبيدات وأجرة اليد العاملة من الأعباء المالية على المزارع.

وتحتاج تربة الدونم الواحد إلى التخلص من الحشائش الضارة ويسمى محليًا تعزيق”، وتكلف 100 ألف ليرة سورية (حوالي سبعة دولارات).

ويحتاج البستان إلى “التعزيق” ثلاث أو أربع مرات في العام ذهابًا وإيابًا، وتصل التكلفة كل مرة إلى حوالي 800 ألف ليرة (حوالي 58 دولارًا).

وقال المزارع حمدان، إن تكلفة زراعة الرمان تتغير باستمرار تبعًا لسعر السماد المرتبط بسعر صرف الدولار، وعلى الرغم من توفر آليات الزراعة إلا أن أجورها مرتفعة.

واقترح السلوم طريقتين لدعم محصول الرمان، الأولى أن تقدم “الإدارة” ثلاجات (برادات) لحفظ المحصول لأربعة أو خمسة أشهر، وأن تسمح بتصديره إلى العراق وبقية المناطق السورية في بداية السنة، إذ ينخفض سعر الجمارك في معبر “سيمالكا” نهاية كانون الثاني.  

والطريقة الثانية، أن تشتري “الإدارة” المحصول وتصدره بنفسها، مثلما تفعل مع محصول القمح.

وتعتبر ناحية السوسة الممتدة من بلدة الشعفة إلى الباغوز والمناطق المحيطة بها، مثل المراشدة والعرقوب والبو بدران، الوحيدة في محافظة دير الزور التي تزرع الرمان.  

ويعاني القطاع الزراعي في شمال شرقي سوريا من ضعف الدعم وقلة تصريف المحاصيل خارج المنطقة، ما يدفع المزارعين إلى البيع بأسعار لا تتناسب مع التكاليف.

وتأثرت المحاصيل في المنطقة خلال السنوات الماضية، إثر المعارك التي شهدتها المنطقة بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتنظيم “الدولة الإسلامية”، وإغلاق المعابر النهرية الرسمية بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة “قسد”. 

ولا تتوفر إحصائية دقيقة عن كمية الإنتاج من الرمان في بلدة السوسة، بينما تشير تقديرات مزارعين التقتهم عنب بلدي إلى أن الإنتاج كان يصل سنويًا إلى نحو 3000 طن، وتراجع في السنوات الماضية إلى 1200 طن في العام الحالي. 

اقرأ أيضًا: “الإدارة الذاتية” تحدد سعر طن القطن بـ800 دولار دون رغبتها بشرائه

شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي عبادة الشيخ




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة